بقلم: زكريا رمزى زكى
أخى المواطن المطحون / أعرف أنك تعانى مثلى من ظروف سيئة لا توصف ، ولا يعرفها الا انت ، دفعتك الى ما أنت قدمت عليه ، كما أنى أعرف أنك رجل مؤمن ومتدين وتؤمن بالله ، وأعرف بأن حياتك غالية عليك بل وهى أغلى شىء تملكه ولا تملك سواه ، وأنك قمت بفعلتك هذه ليس استعراضا أو للظهور الاعلامى ولكنك أعتقدت أنها السبيل الوحيد أمامك ، بعدما ضاقت بك كل الابواب والسبل . أخى أعلم بأنك تشعر بما أشعر به أنا من الاحباط والظلم فى كل شىء فى الحياة ، من شخص أخذ مكانك الذى أنت جدير به لأنه يملك الوساطة التى أوصلته الى ما أنت تصبو اليه ، وأعلم أنك ذهبت يوما ما الى أحد المستشفيات الحكومية لكى تعالج من مرض ما وتمت معاملتك معاملة غير آدمية ، وأنك وقفت أياما وأياما فى طوابير الخبز تقاتل وتقاتل لكى تحصل على بضع من الارغفة وانت ترى صاحب المخبز يبيع الدقيق علانية ولا تستطيع أن تفعل شىء لأنه محمى وله نفوذ ، كما أننى أعلم أنك عانيت من تجاهل المسئولين لشكواك المتكررة فى أمور متعددة تمس حياتك وحياة آخرين فوجدت أنك تنادى على سراب ، أخى أعلم أنك عانيت يوما ما من قرار وزير متجبر لا يهمه الا الظهور الاعلامى والبقاء فى منصبه ، فكانت قراراته كلها ضد مصلحتك ، أخى أن متأكد من أنك بحثت عن مسكن كى تسكن فيها وتكون أسرة جديدة لكنك وجدت نفسك فى النهاية أنك تبحث عن المجهول فى حين أنك ترى ملايين من الشقق المغلقة بدون ساكنين ، كما أننى أعلم أنك شعرت بالمهانة وأنت تعامل معاملة سيئة فى أقسام الشرطة تهان وتضرب ولا تستطيع حتى أن ترفع وجهك فيمن ضربك أو أهانك ، كما أننى على علم بأنك كنت تسمع اسعار من يطلق عليهم نجوم الفن والكرة ( وهم ليسوا كذلك ) وانت لا تستطيع ان تدبر قوت يومك . أخى أشعر بانك وجدت نفسك غريبا يوما ما وانت فى وطنك لأنك لا حقوق لك . وأعلم علم اليقين بأنك غير متوانى عن النحت فى الصخر لكى تعيش حياة كريمة وانت لا تجدها . كما أننى أعرف أنك قابلت مجموعة من الفاسدين وسبحت فى غمار برك الفساد حتى أصبحت لا تستطيع المقاومة فأستسلمت للغرق . أخى المواطن أنا أعلم أن كل ذلك هو الحقيقة التى تعيشها انت وأنا ، لكننى فى النهاية أقول لك كلمة واحدة ، أخى لا تحرق نفسك ، لأن الحل ليس بحرق نفسك لأن الخاسر الوحيد فى النهاية هو أنت . تمسك بالأمل ما دمت تعيش واسعى ولا تخسر دنياك ودينك . لأنك يا أخى أنت شخص عزيز لدى ولا أستطيع أن أشاهد منظرك وأنت كذلك .

 

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :