عمرو أديب: معركة المياه أصبحت حتمية.. ومصر تهدر سنويًا المليارات وعلى الحكومة المصارحة بالأزمة

 

رغمًا عن الأزمة الاقتصادية التي تمر عليها مصر، إلا أن هناك حالة من عدم التصرف السليم والرشيد في الانفاق على الخدمات والقطاعات المختلفة، وأصبح "الهدر" يطال أغلب إن لم يكن كل قطاعات الدولة بداية  من مياة الشرب وحتى الانفاق على التعليم والصحة وغيرها، فالسلوك غير الرشيد في استهلاك المياه يهدر على مصر مليارات المياه سنويًا هذا في ظل ما تشهده من أزمة في المياه، وفي هذا التقرير نبرز أهم ملامح الهدر في مصر. 

 

قال الإعلامي عمرو أديب، إنه لا يوجد منزل في مصر يعيش على التوفير في الاحتياجات والمستلزمات لكن على حسب الدخل، ويتم الهدر كثيرًا في أشياء كثيرة  من السلع وعلى رأسها هدر المياه الذي يتم هدر 5 مليارات متر مكعب منها بشكل غير طبيعي، ويبدو الأمر الغريب أن بلد مثل مصر يهدر فيها المياه. والمياه تلك يتم إهدارها في البحر المتوسط بدون أدتى استفادة

 

أصبح أمر واقع أننا في معركة حتمية بسبب نهر النيل وتقسيم المياه، والعام المقبل سيصبح أمرًا واقعًا تشغيل سد النهضة الإثيوبي، وهذا السد الذي يولد كم كبير من الطاقة الكهربية تصل إلى 3 أضعاف الكمية التي ينتجها السد العالي، ومن المؤكد أن زيارة الرئيس السيسي إلى أوغندا سيتم فيها مناقشة هذا الملف الهام.

 

أن مصر لديها فقر مائي بسبب زيادة عدد السكان ولا يعقل أن يكون هناك هدر في المياه بقيمة 5 مليار متر مكعب من المياه بسبب سوء استهلاك المواطنين للمياه، ولا يتم الاستفادة منهم وعدم الاستفادة منها بالطرى الأمثل وهدرها في زراعة الأرز بالرغم  من أن مصر تستورده، والأمر الواقع الآن أن أثيوبيا ستنهي سد النهضة وستزداد الأزمة سوءًا، ويجب علي الدولة المصرية أن تصارح الشعب المصري وتنصحه بعدم هدر المياه.

 

وأكد أن من أوجه الهدر الحقيقية، هو بطاقات التموين لغير المستحقين، وذكر وزير التموين اللواء محمد علي مصيلحي، أن الوزارة لديها معلومات عن عدم أحقية أكثر من 3 مليون مواطن للدعم رغم امتلاكهم بطاقات تموينية، واستنكر ذلك قائلًا: “أنتم مستنيين إيه؟، وقفوا الدعم عن غير المستحقين، واعملوا لجنة للتظلمات مافيش مواطن هيرجع بطاقات للوزارة، وينبغي على الحكومة تقديم أفكار وتنفيذها للتقليل من هدر الموارد، لأن "مافيش حد هيسلفنا فلوس تاني"، متسائلا: "لماذا لا تتحدث الحكومة مع المواطنين عن احتياجات الدولة، دون التهديد بالغرامات؟، فهذا الأسلوب أثبت فشله".

 

على الدولة دور في توعية الشعب ونشر الإعلانات التي تحثهم على الاستهلاك بشكل أفضل للمياه مثل ما كان يحدث في الماضي، وأيضًا يجب ترشيد استهلاك المياه وتوفيرها عن ملاعب الجولف وتوعية الناس في محطات المياه، وهناك بعض الافكار المبتكرة منها "الباب الدوار" الذي يعيد المياه مرة أخرى لمصر وعدم اهدارها في البحر.

 

أكد "أديب" أن هناك تراخي في ملف إعادة الأموال المهربة، وأن الحكومة تهدر في هذا الملف أموالًا كثيرة دون فائدة، وإنه لا توجد قضية واحدة في المحاكم المصرية أو الدولية تؤكد أن الأموال المهربة ملك الشعب، لذلك كل المجهودات التى تقوم بها لجان استرداد الأموال المهربة لا فائدة منها، بل إنها تعتبر هدرًا لأموال كثيرة، وقال "سيبكم من استرداد الأموال المهربة دي، واتصالحوا بدل ما الحظر اللى على الفلوس ده يتشال، وكل واحد ياخد فلوسه وتروح على مصر".