الأقباط متحدون - «السيسى» يجفف دموع أهالى شهداء «البطرسية»
  • ١٧:٢٧
  • الاثنين , ١٩ ديسمبر ٢٠١٦
English version

«السيسى» يجفف دموع أهالى شهداء «البطرسية»

مقالات مختارة | سليمان شفيق

٤٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ ديسمبر ٢٠١٦

سليمان شفيق
سليمان شفيق

الإرهابيون لن يكتفوا بما فعلوا بل سيحاولون استغلال التوابع واستخدام الشائعات والتشكيك

دون دواعى المجاملة، يستحق الرئيس عبدالفتاح السيسى كل الشكر والامتنان، لسرعة رد الفعل، وإصدار الرئاسة بيانًا غير مسبوق بإعلان الحداد ثلاثة أيام، ووصف من دفعوا حياتهم بـ«الشهداء». وأيضًا بشكل غير مسبوق أقام جنازة رسمية «عسكرية» من أمام النصب التذكارى، فى رمزية ودلالة على أن شهداء «البطرسية» كما لو كانوا أبطال حرب، أو حائزين على قلادة النيل، فى رسالة إلى قلب فتاوى الظلام التى تحاول أن تفرق بين المصريين. ولا ننسى فى هذا السياق زيارة الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، لطفل من المصابين وتقبيل يده، ولم يكتف الرئيس بذلك بل شارك الاثنين الماضى فى تشييع الشهداء الـ24 الذين سقطوا جرّاء التفجير الإرهابى الذى استهدف الكنيسة يوم الأحد فى أثناء القداس الإلهى. وقال السيسى: «إن منفذ العملية الإرهابية فجّر نفسه داخل الكنيسة بحزام ناسف»، وأضاف: «إن العزاء لكل المصريين، والمصاب مصابنا كلنا، وإحنا حاجة واحدة، واللى بيحصل ده.. عارفين الإحباط، عارفين اللى غلبوا فى المصريين، غلبوا فينا، يعلموا فى الاقتصاد مفيش فايدة، يعملوا إرهاب مفيس فايدة، يعملوا بلبلة مفيش فايدة.. 75 كنيسة دمروها لكم مفيش فايدة برضه.. لا.. أولاً إحنا مش هنسيب تارنا، وبصراحة بقى الحكومة والبرلمان لازم نتحرك بشكل أكثر من كده، لأن القوانين المكبلة القضاء مش هينفع كده، ولازم تعالج الإرهاب بشكل حاسم».
 
كباحث متابع للإرهاب منذ 30 عامًا، أرى أن العمليات الإرهابية بدأت وبقسوة ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة من أجل أن تهتز الدولة، فلم تهتز، ثم تحول إلى الاقتصاد والسياحة من أجل أن تسقط الدولة فلم تسقط، ليصل فى نهاية المطاف إلى ضرب الكنائس، وضرب الأقباط، حتى يحاول أن يفك اللُحمة بين الأقباط والمسلمين.. فى هذا الإطار نحن فى حالة إرهاب شبه يومى، نحن فى حرب فى كل أنحاء سيناء، ونتعرض إلى مخطط معلن وغير مسبوق.. الأعداء من كل الجهات، من الغرب بليبيا داعش، لدينا تسريب إلى سيناء من خلال حركة حماس والنشطاء المتأسلمين من غزة، لدينا مشكلة من قبل العائدين من بقايا داعش والجيش الحر من سوريا، لدينا من السودان فى الجنوب تهديدات الترابى والإخوان المسلمين، لدينا بعض الدول الخليجية، خصوصًا قطر يمولون الإرهاب فى سوريا.. لدينا التيار السلفى التكفيرى الذى يلعب فى مصر دورًا خطيرًا جدًا فى التفرقة بين المسلمين والمسيحيين، ولدينا معظم دول الاتحاد الأوروبى تتربص بمصر، لدينا أمريكا فى عهد أوباما، ولدينا إسرائيل التى تهادن تلك الحركات وتخترقها وتعادى مصر، رغم كونهم فى حالة سلم معلن معنا، لدينا أعداء من كل ناحية، لدرجة أن مصر لأول مرة فى تاريخها الطويل تتعرض لذلك، لكن ورغم ذلك الإرهاب يتراجع فى سوريا، وتفشل المخططات فى اليمن، ومصر تقاوم وتحاصر الإرهاب بكل قوة، وتبنى دولة جديدة رغم كل الألم، وأمام هذا الانحسار للإرهاب يضرب الحلقة الضعيفة، وهى الكنائس، من أجل أن يحدث ضجة كبيرة فى العالم، فى محاولة لإظهار ضعف الدولة المصرية، لكنّ المصريين بكل أطيافهم يلتفون حول الدولة.
 
يبقى أن نعرف أن الإرهابيين لن يكتفوا بما فعلوا، بل سيحاولون استغلال التوابع، واستخدام الشائعات والتشكيك، وربما تنفيذ عمليات أخرى، ولذلك لابد من عدم تسييس الموت بالرقص على جثث الشهداء من أجل الإعلانات والشهرة لبعض بارونات الإعلام، الذين يحصدون الملايين على حساب أوجاع المكلومين، كما نتمنى عدم الانجرار إلى معارك جانبية مع تيارات الشباب الغاضب، خاصة اتحاد شباب ماسبيرو، هؤلاء الذين راهنت دائمًا على وطنيتهم، وتضحياتهم منذ الصدامات مع الإخوان وصولًا لثورة 30 يونيو، مرورًا باعتصامات الاتحادية، الأمر الذى يتطلب منهم اليقظة، وعدم السماح لأى تيارات فوضوية باختراق فعالياتهم، وأشدد على وطنيتهم، وروح التضحية لديهم، لأن من عادة المصريين كسائر الشعوب المحترمة أنهم فى لحظات الألم والكوارث يعضون على الجرح، ويؤجلون خلافاتهم ويلتفون حول الوطن.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع