الأقباط متحدون - مَن يجدد الخطاب الدينى؟
  • ٢١:٢٥
  • الأحد , ١٨ ديسمبر ٢٠١٦
English version

مَن يجدد الخطاب الدينى؟

مقالات مختارة | اسامة الغزالي حرب

١٤: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ١٨ ديسمبر ٢٠١٦

اسامة الغزالي حرب
اسامة الغزالي حرب

أخشى أن تتحول الدعوة إلى تجديد الخطاب الدينى إلى ذلك النوع من الأهداف أو الشعارات، التى اعتدنا ترديدها دون أن نلتزم دوماً بتحقيقها فعلياً، مثل: «الدين لله والوطن للجميع».. و«مصر أولاً».. و«إعادة بناء الإنسان المصرى».. و«ضرورة توصيل الدعم لمستحقيه»... إلخ. أيضا عرفنا فى الماضى هدف التصنيع «من الإبرة للصاروخ»، علماً بأن صناعة الإبرة ليست سهلة! إننى أعتقد أنه ينبغى أن نُجنِّب قضية تجديد الخطاب الدينى هذا المصير، وأن تؤخذ بالجدية والاستمرارية الواجبين. وهنا أطرح نقطتين، أولاهما وجوب حدوث تراكم للأدبيات والجهود التى تُبذل فى هذا المجال، مع السعى لترجمتها إلى واقع ملموس، وتخطر على بالى هنا الجهود التى بذلها الأزهر مؤخراً، والتى انتهت إلى وثيقة تجديد الخطاب الدينى، التى صاغها د. صلاح فضل، فى يونيو الماضى، والتى كانت فى الواقع بمثابة ورقة عمل، تتضمن القواعد أو المنطلقات التى يُفترض أن تقوم عليها عملية تجديد الخطاب الدينى.. فهل أُخذت هذه الوثيقة فى الاعتبار وتم البناء عليها، أم أن الجهود فى كل مرة تبدأ من الصفر؟.. هل تُرجمت هذه الوثيقة إلى مراجعات منظمة ومدروسة للمناهج الدراسية وحصص الدين وبرامج الإذاعة والتليفزيون وخطب الجمعة.. إلخ؟

النقطة الثانية تتعلق بالتساؤل حول مَن يشاركون من الدعاة والمثقفين والمفكرين الذين سوف يقومون بعملية التجديد ويضعون أسسه ومعاييره. إن غالبية مَن يحضرون جلسات تجديد الخطاب الدينى هم من رجال الأزهر والمسؤولين الحاليين.. ومع كامل الاحترام لهم، فإن كثيراً منم يحملون فى الأساس الخطاب المطلوب تغييره.. فكيف نتصور أن يقوموا هم بالتجديد؟ إن فاقد الشىء لا يعطيه! لذلك فإننى أدعو إلى تطعيم وإثراء لجان واجتماعات تجديد الخطاب الدينى بالمزيد من العناصر المثقفة والخبرات من خارج الأزهر والأوقاف. لقد لاحظت مثلا وجود د. مصطفى الفقى فى الاجتماع الأخير للجنة الدينية بمجلس النواب، وهو مثقف ومفكر له ثقله فى هذا الميدان، ولكنى أعتقد أنه يمكن إضافة المزيد من الشخصيات مثل د. حسن حنفى، ود. جابر عصفور، ود. سعد الدين الهلالى، ود. آمنة نصير، ود. عمار على حسن، وإبراهيم عيسى، ود. أحمد يوسف أحمد، وأنور الهوارى، ود. معتز عبدالفتاح، وصلاح سالم، الكاتب بالأهرام... إلخ. هذه مجرد أسماء خطرت على ذهنى بسرعة، ولكن بالقطع توجد شخصيات أخرى كثيرة من أساتذة الجامعات والمثقفين والكُتاب، الذين يمكن أن يثروا ذلك النقاش المهم.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع