لماذا اختار الانتحاري الكنيسة البطرسية لتفجيرها وثغرات دخولها ؟
نادر شكري
السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١٦
كيف تم التعرف على هوية المنفذ وهل امتلك عبوة ناسفة بجوار الحزام الناسف
هل شاركت سيدة فى عملية التفجير ولماذا زار الانتحارى الكنيسة ليلة الحادث
لماذا اختار الانتحارى صفوف السيدات لتفجير الحزام الناسف
تغير فى توقيت استهداف الكنائس تكتيك جديد يمثل خطر
لماذا لم تضع كاميرات بالكنيسة رغم سرقتها قبل 40 يوما من الحادث
نادر شكرى
الكنيسة البطرسية سميت باسم "الرسولين "بطرس"و"بولس" حيث تولت عائلة " بطرس غالى باشا " بناءها فوق ضريحه عام 1911 م على نفقتها الخاصة، تخليداً لذكراه، حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة وتخضع لاشرافهم الكامل ولأهمية هذه الكنيسة من الناحية الفنية والتاريخية الكنيسة ، وكثير من الاقباط لا يعرفون هذه الكنيسة نظرا لانها ملاصقة كجزء من سور الكاتدرائية فيتخيل البعض انها الكاتدرائية ، ولا يتوافد عليها سوى ابناء الكنائس الدائمين بمنطقة الدمرداش وبعض المناسبات التى اقيمت فيها لشخصيات عامة مثل جنازة بطرس بطرس غالى .
• اختيار البطرسية ؟
والسؤال لماذا اختار الإرهابيون تفجير هذه الكنيسة الهادئة التى لا يعرفها الكثير حتى من الاقباط ؟ علما ان هناك نقطة شرطة مجاورة لباب الكاتدرائية وتمركز لكمين شرطة دائما امام مدخل باب الكنيسة ، وهو ما يصعب الامر على اى شخص يفكر فى اختراق هذه المنطقة ، ويستبعد اى عمل لهذه الكنيسة فالتفكير الدائم والتهديد كان للكاتدرائية كمركز لمقر قداسة البابا تواضروس ولذا دشنت نقطة امنية مقيمة دائما امام البوابة الرئيسية فضلا عن وجود مدرعتين للجيش داخل الكاتدرائية ووجود الامن الادارى وتفتيش للوافدين فضلا عن وجود جهاز كشف المعادن بصفة مستمرة ، وايضا لاتساع مساحة ساحة الكاتدرائية ولذا فالوصول لاقرب كنيسة او المقر البابوى داخل الكاتدرائية يستغرق وقتا ليس بقليل ولذا فأدرك المنفذين صعوبة الدخول لساحة الكاتدرائية .
• الطريق السهل
ويقول القس انطونيوس كاهن الكنيسة البطرسية حول لماذا اختيار هذه الكنيسة الهادئة " ان الكاتدرائية شهدت العديد من احداث تظاهرات وتجمعات حولها من المتشددين وعدة مرات قبل ثورة 30 يونيو تظاهروا امام البوابة الرئيسية للبطرسية ظنا منهم انها الكاتدرائية ، فهم لا يعلمون انها كنيسة خاصة ليس لها علاقة بالكاتدرائية حتى كثير من الاقباط كانوا يأتون ويدخلون لانهاء بعض الاجراءات الخاصة بالاحوال الشخصية فكنا نواجههم لبوابة الكاتدرائية ونخبرهم ان هذه كنيسة البطرسية فكانوا يتساءلون يعنى " هى مش كاتدرائية " ، ولذا ادرك المنفذون سهولة الامر لدخولها .
ولكن هل المنفذون ترددوا على الكنيسة لكشف الثغرات قبل التنفيذ ؟
اذا كان بعض خدام الكنيسة البطرسية وكاهن الكنيسة اكد ان الانتحارى محمود شفيق زار الكنيسة ليلة تنفيذ الحادث للسؤال على كتب مسيحية بالمكتبة وكان فى الحادية عشر مساءا ليلة سهرة كيهيك فهل كان الشاب يهدف لتفجير نفسه فى هذا الوقت لاسيما أنه كان يحمل حقيبه فى يده وعند اصطدامه بشمامسة الكنيسة تراجع بعد ان اخبروه بان المكتبة سوف تفتح صباح الاحد فى العاشرة .
ويؤكد احد خدام الكنيسة " أنه لم يلاحظ ارتباك كبير على الانتحارى ليلة الحادث مشيرا أنه لو كان يرتدى حزام ناسف فى هذا الوقت كان سيعيق حركته ولكن كان يحرك يده ولكن ربما يكون تردد على الكنيسة او احد المساعدين لكشف نقاطها خاصة ان دخوله ليلة الحادث دون اى معوقات شجعه على التنفيذ فى صباح الاحد لمعرفته بوجود قداس ، وايضا لان يوم الاحد اجازة رسمية بسبب المولد النبوى وعادة الكنائس تزدحم فى الإجازات الرسمية لوجود فرصة للموظفين للصلاة .
لم يكن امام المنفذين فرصة افضل من ذلك بعد ان تأكدوا تماما من سهولة دخول الكنيسة دون عوائق خاصة بعد تأكدهم ان نقطة الشرطة امام الكنيسة لا تعترض احد الا اذا حاولت اى سيارة الاقتراب او الوقوف امام الكنيسة فيتم ابعادها ، والتاكد ايضا من عدم وجود جهاز لكشف المعادن ، فتم تجهيز الانتحارى وتوصيله بسيارة بالجانب الاخر من الطريق فيمر مرتديا جاكت اسود طويل ويحيط عليه بيده مستعدا لفتح الجاكت فى اى وقت اذا ما تم اعتراضه ، ولاسيما نقطة الشرطة المتمركزة امام الكنيسة وهى الاقرب للتفجير اذا ما فشل الانتحارى دخول الكنيسة ، وتشير مصادر امنية ان شركاء الانتحارى ربما يكون مروا امام الكنيسة من الجانب الاخر بالكنيسة قبل دخول الانتحارى عدة مرات للتأكد من عدم وجود عوائق وغير معروف اذا كان هناك اشخاص اخرين ترددوا على الكنيسة باكرا لاسيما ان الكنيسة كانت تقام بها صلوات ذكرى السنوية لبعض الاسر وهو ما يعنى دخول اشخاص غرباء عن الكنيسة ، ويكشف الفيديو عن خروج شخص مسرع من الكنيسة قبل دخول الانتحارى وفسر البعض انه ربما يكون شريك له قام بالدخول اولا للتأكد من سهول الامر وخرج ليعطى اشارة للانتحارى .
• لحظة التفجير
ولكن فى العاشرة الا عشرة دقائق انطلق الانتحارى مسرعا لم يلتفت حوله حسب ما اظهرتها كاميرا المراقبة الخارجية ومر بجوار افراد الحراسة امام الكنيسة ودخل مسرعا من البوابة الرئيسية ، وعند الدخول من البوابة تجد اماك سور خشبى على يمينه بوابة الكنيسة لمدخل السيدات ، وهنا يقول القس انطونيوس كاهن الكنيسة ان الانتحارى عند دخوله لم يجد سوى باب السيدات الاقرب له للدخول مسرعا نظرا لان الباب الرئيسى فى منتصف لكنيسة مغلق دائما وفى الجانب الايسر باب دخول الرجال وهو بعيد عن البوابة الرئيسية فاسرع الشاب سوى عن معرفة او غير معرفة للدخول ليقف بين صفوف النساء ويفتح جاكته فيحدث الانفجار ، وهنا تؤكد احدى المصابات وهى طفله " س .ت" انها شاهدت وجه شخص غريب ومخيف ولم يسعفها الوقت لاخبار والداتها التى كانت تجلس بجوارها عندها وقع الانفجار وبلا شك فلا احد لم يدرك حقيقة الانتحارى سوى بعد نشر صورته فتم التعرف عليها والإدلاء بأقوالهم لجهات التحقيق .
• سرقة الكنيسة قبل 40 يوم
كشف احد العاملين بالكنيسة البطرسية التى تعرضت للتفجير الاحد الماضى ، ان لكنيسة تعرضت للسرقة قبل شهر ونصف ولم يتم تحرير محضر حيث قام مجهول بكسر صندوقى التبرع بجوار " المنجلتين " امام الكنيسة التى بجوار باب السيدات والاخرى بجوار باب الرجال ، ورغم هذه الواقعة التى رفض المسئولين على الكنيسة تحرير محضر بها فلم يتخذ اجراءات احترازية بتركيب كاميرات مراقبة .
واضاف ان هناك من يتردد على الكنيسة من العمال بالخارج ونظرا لعدم وجود كاميرات فكان امر سهلا للمنفذين اختيار البطرسية لتنفيذ مخططهم
• غياب الكاميرات
وتعد الكاميرات عنصر هام فى كشف الجريمة بل والتوقع به ورغم غياب الكاميرات داخل لكنيسة الا ان كاميرا واحدة بسور الكاتدرائية كشفت لحظة دخول الشخص وحدوث الانفجار بعدها بثوانى قليلة ، ولكن يظل السؤال لماذا لا توضع كاميرات فى كنيسة هامة مثل البطرسية ؟ اكد احد خدام الكنيسة ان المسئول من عائلة بطرس غالى على الكنيسة رفض فكرة لكاميرات تارة بان الكنيسة اثرية وتارة لانها مكلفة وقال اخر انه كان هناك تجاه لوضعها ولكن بعد عيد الميلاد المقبل .
• بوابة الكترونية
لا توضع بوابة الكترونية على الكنيسة سوى فى المناسبات وهى بوابات تحضرها الشرطة ثم تقوم برفعها بعد انتهاء المناسبة و رغم وجود حارس الكنيسة نبيل حبيب الذى استشهد فى الحادث الا انه عادة لا يتم تفتيش احد لاسيما انه يقوم باكثر من عمل فى وقت واحد مثل البوفية وكان يعاونه شقيقه ظريف الذى لم يتواجد فى هذا اليوم بعد حصوله على اجازة الجمعه لزيارته عائلته بالمنيا .
ويقول ظريف " كنت فى المنيا وكنت على اتصال بالهاتف مع شقيقى قبل الانفجار بدقائق واستمر حوارى معه حتى سمعت دوى الانفجار وانقطع الاتصال وعلمت بعدها بموت شقيقى نبيل وهو اب ثلاثة ابناء ، ولا علم اذا كان نبيل اسرع خلف لانتحارى أم لا ولكن الاصابات فيه ليست كبيرة .
• حزام ناسف او قنبله
حالة من التشكيك سادت بين قطاع كبير من المواطنين بعد الاعلان عن منفذ العملية وبياناته وكانت محل تقدير نظرا للصورة الذهنية لحوادث مثيله من قبل ظلت سنوات دون معرفة منفذها مثل احداث كنيسة القديسين بالاسكندرية ولكن هذا الامر وضحه الدكتور هشام عبد الحميد كبير الاطباء الشرعيين بان تطور الاجهزة سهل من الوصول لهوية الانتحارى عندما عثر على أجزاء من رأس الانتحارى فى نهاية الكنيسة وهذا يدل انه كان مركز الانفجار واجزاء اخرى تم تجميعها بعيدا عن اجساد الشهداء ولاسيما عندما وجود اشلاء رجل بين صفوف لنساء تجميعها كانت لذكر، وكان هناك شخص آخر من الأمن الخاص بالكنيسة" وبعد تم تنظيف وتجميل الرأس ورسم اقرب صورة لها وبوضعها على جهاز المعلومات بجهاز الامن الوطنى فاظهر صورة محمود شفيق وهى الاقرب لجسد الانتحارى .
وتابع عبد الحميد " ان الجهاز الامنى بالفيوم القى القبض على شقيقه وتم احضارها للقاهرة واخذ عينه منه للمعاينتها مع عينة ال " dna " " للانتحارى وبالفعل تطابقت العينة ليتم التأكد من هويته .
واشار ان قوة الانفجار كانت شديدة وربما كان هناك عبوة اخرى معه نتيجة وجود رولمان بلى كثير والتأثير على المبنى.
ورد على بعض الذى اشار أن الـ"DNA" لا يخرج إلا بعد 48 ساعة، قائلا: "لدينا فى مصلحة الطب أحدث جهاز وصل للمصلحة العام الماضى، ومن خلاله نستطيع عمل تحليل الـ"DNA" من خلال خطوات معينة الأولى منها الاستخلاص وهى تستغرق ساعة واحدة، والخطوة الثانية الإكثار وتستغرق 3 ساعات والخطوة الثالثة الإظهار وتستغرق ساعة