الأقباط متحدون - الذين هبطوا من السماء!!
  • ١٩:٢٠
  • السبت , ١٧ ديسمبر ٢٠١٦
English version

الذين هبطوا من السماء!!

مقالات مختارة | خالد منتصر

٢٧: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١٦

خالد منتصر
خالد منتصر

وصلتنى من الإسكندرية رسالة غاضبة حزينة بقلم د. كميل صديق ساويرس فى وقت نحن فى أشد الحاجة فيه للصراحة التامة، يقول د. كميل:

«وكأننا أمام متوالية عددية ترتبط أساساً بأعياد الميلاد بدأت مع الكشح فى مطلع قرننا الحالى، مروراً بنجع حمادى ليلة عيد الميلاد، وهدية رأس السنة فى حادثة كنيسة القديسين التى ما زال الجانى فيها حتى الآن طليقاً بعد أن ارتدى طاقية الإخفاء، نهاية (وندعو الله أن تكون النهاية) بحادثة الكنيسة البطرسية. وقد تعلمنا خلال دراستنا الطبية أن التشخيص السليم يشكل الغالب الأعم فى الطريق إلى الوصول لشفاء المريض فيما يعانيه ونحن هنا فى إزاء داء أصاب الأمة وأوجد حزناً دفيناً عميقاً داخل قلوب تحملت الكثير والكثير وتقوم بسداد فاتورة هى غير مسئولة عنها من حياة وأرواح أبنائها.

والمصيبة الكبرى أننا نعرف جيداً أصل الداء ولا نحاول الوصول إليه، بل فى كل مرة يشكو المريض من الألم نكتفى ببعض المسكنات متجاهلين -عن عمد- التعامل مع المرض الخبيث الذى يتلاعب بباقى الجسد.

دعونى أعرض بعض النقاط وبصراحة وأمانة مع النفس:

• ولنبدأ من النهاية، منذ عدة أسابيع قليلة كانت هناك مفارقة حزينة.. فبعد أن منعت الدولة العنصرية فى إسرائيل الأذان قامت الكنائس هناك برفع الأذان مشاركة لإخوتها المسلمين.. المقابل بعدها بأيام للأسف الشديد هنا فى مصرنا فى سوهاج هو حرق مضيفة فى قرية يقطنها 2000 مسيحى أقامها الأقباط وصلى فيها الأسقف، قاموا بحرقها، بتحريض من أحد الأئمة، والاعتداء على الأقباط وعلى منازلهم، بل وتم التعرض لعربات الإطفاء حينما حاولت إخماد الحريق!!!

وبالمناسبة، إيه آخر أخبار الجلسات العرفية وقعدة المصاطب إياها وتغييب القانون فى دولة ما زلنا ندعى أنها مدنية والتى يتم فيها رضوخ الطرف الأضعف (الأقباط) وفرض الأمر الواقع عليه لأن العرف أساساً متحيز ضد الأقباط؟!

• يدرس أبناؤنا التاريخ المصرى بداية من آلاف السنين ويتعرفون على كل الحقبات نهاية بدخول الإسلام بكل استفاضة مع إغفال تام متعمد لدخول المسيحية إلى مصر واعتناق أهلها الدين الجديد.. والسؤال: هل هؤلاء هم الذين يعنيهم كاتبنا أنيس منصور فى كتابه «الذين هبطوا من السماء»؟؟!!

• كنا فيما مضى حينما تنطلق صيحة «إمسك حرامى» يتبارى الجميع فى اللحاق للقبض على اللص.. والموضة الآن «إمسك كنيسة» ويحدث نفس الشىء «وعينك ما تشوف إلا النور!!» وهل سنرى اليوم -قياساً على ذلك- أن يصيح البعض «إمسك مسيحى»!! تمشياً مع التطور الطبيعى للحاجة الخايبة.. «رأيناها مع محافظ قنا السابق ومن بعدها مع مديرة مدرسة فى بنى مزار»، وكل منهما، لمؤاخذة، مسيحى!! ومساهمة منا وتسهيلاً للأمور نقترح وضع أجهزة فى كل مكان وعند مرور (أستغفر الله) مسيحى تنطلق صفارة التحذير. ملحوظة: براءة الاختراع محفوظة!!!

• هل نستطيع أن نلاحظ فرقاً واضحاً بين دولة تضع العراقيل فى محاولة الأقباط لبناء كنيسة؟؟ كل منهم يجتهد بطريقته الخاصة فى أن يحول بينه وبين عبادة الخالق العظيم.

وهذا لا يمنعنا من سؤال يطرح نفسه كثيراً: إذا كان الدستور ينص على أن الجميع متساوون فى الحقوق فلماذا لا يكون هناك قانون موحد لدور العبادة ينطبق على الجميع؟ هذا إذا افترضنا أن الجميع متساوون؟؟!!

• هناك تهمة يعاقب مقترفها هى «ازدراء الأديان»، فهل سمع من بيدهم الأمر فى هذا الوطن عن هؤلاء الأفاضل وماذا يقولون عن الدين المسيحى وبصورة معلنة مسجلة صوتاً وصورة؟؟ هل بلغهم هذا التحريض السافر الحقير.. أم أن الحوَل قد حلّ علينا فجأة وأصبح يتجه فقط إلى إسلام بحيرى وفاطمة ناعوت وأطفال المنيا الأقباط؟؟

إن التطرف يتحرك فى داخلنا، يجول بحرية فى مدارسنا ومناهجها، فى إعلامنا، فى التمييز الذى يمارَس وبفجاجة بين المواطنين بسبب العقيدة وعلى أعلى المستويات وبشكل رسمى. هذا هو حالنا، أيها السادة، إذا كنا جادين فعلاً أن تكون واقعة الكنيسة البطرسية نهاية المسلسل الحزين.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع