الأقباط متحدون | عيد الظهور الألهي..وإيماننا الاقدس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٠ | الاربعاء ١٩ يناير ٢٠١١ | ١١ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

عيد الظهور الألهي..وإيماننا الاقدس

الاربعاء ١٩ يناير ٢٠١١ - ١٦: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي
أهنئكم أحبائي بعيد الظهور الإلهي المجيد وهو من الأعياد السيدية الكبرى في كنيستنا، ويسمى في اليونانية عيد الأبيفانيا أي الظهور الإلهي أيضًا كما يسمى شعبيًا بعيد الغطاس المجيد، لان السيد المسيح عندما أعتمد كان ذلك بالتغطيس كما نمارسه في كنيستنا الآن بالتغطيس للذين ينالوا صبغة المعمودية { و للوقت و هو صاعد من الماء رأى السماوات قد انشقت و الروح مثل حمامة نازلا عليه} (مر 1 : 10). وهو أيضًا عيد الأنوار الذي فيه أنار الله عقولنا وقلوبنا وأرواحنا بنور معرفة الحقيقية، ومنحنا الاستنارة الروحية ونقلنا من عالم الظلمة إلى ملكوت أبن محبته في النور.

أيماننا الأقدس
 لقد أعلن لنا الثالوث القدّوس ذاته واضحًا في عيد الغطاس . فإن كان عند نهر"الأردن"جاء كثيرون معترفين بخطاياهم، فإنه بدخول السيّد إلى المياه انكشفت طبيعة الإله الواحد الذي نعبده دخل الرب يسوع الله الكلمة المتجسد ليعتمد ممثلاً للبشرية الخاطئة ليكشف لنا جوهر لاهوته، فندرك أسراره، لا لمجرّد المعرفة العقليّة، وإنما لنختبر عمله الفائق فينا . نحن نعبد اله واحد، وحاشا أن نشرك بالله أحد، وكما لله صفات الكمال الإلهية فان له صفات ذاتية ضرورية لا غنى عنها ومنها، الكينونة فالله كائن منذ الأزل والى الأبد وهذه الصفة الذاتية أو الاقنوم بالسريانية تعرف بالأب، كما أن الله كائن عاقل كلى الحكمة وهذا الاقنوم دُعي الابن وهو الذي تجسد وتأنس، دون أن يحد التجسد من لاهوته كما قال لـ"نيقوديموس"{و ليس احد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء}.يو13:3.

وكما نرى الإرسال التلفزيوني الآن ونستقبله في بيوتنا دون أن نحده في أجهزتنا فقط ، مع الفارق هكذا عقل الله تجسد وحل بيننا ورأينا مجده دون أن يحد التجسد من لاهوته . وهل يستحيل على الله شيء . الله الذي كلم موسى قديمًا من شجرة ملتهبة وظهر لكثيرين، معلمًا إياهم أبوته وتواضعه ووداعته، لماذا لا يقبل البعض أن يعلن لنا ذاته بالتجسد {و بالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد } (1تي 3 : 16) وكقول القديس اثناسيوس الرسولي : \" كما أن الماء ينبع من النبع ، وكما أن أشعه الشمس متصلة بالشمس نفسها، ولا يمكن أن نتصور النور دون أن تكون أشعه منه منذ أن كان نور، هكذا أيضًا لا يمكن أن نتصور لحظه من الزمان كان الله فيها كائنا ولم يكن الكلمة كائنًا فيه، أو يكون هذا معناه أن الله كان في لحظه من اللحظات بغير عقل حاشـــا، وهو ما لا يمكن نتصوره إذ أن الله هو العقل الأعظم منذ الأزل .

 والله حي بروحه القدوس وهذا هو اقنوم الروح القدس .. بهذا الإيمان كرز الرب يسوع وعلم { فاذهبوا و تلمذوا جميع الأمم و عمدوهم باسم الأب و الابن و الروح القدس} (مت 28 : 19). وعلم الآباء الرسل { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الأب و الكلمة و الروح القدس و هؤلاء الثلاثة هم واحد} (1يو 5 : 7). - في العماد ظهر الثالوث القدوس الإله الواحد متمايزًا لكنه غير منفصل، الابن المتجسد صاعدًا من المياه لكي يهبنا الخروج من خطايانا لندخل به وفيه إلى شركة أمجاده، والروح القدس نازلاً على شكل حمامة ليقيم كنيسة المسيح الحمامة الروحية الحاملة سمات سيدها، وصوت الآب صادرًا من السماء يعلن بنوتنا له في ابنه، ويقيم منا حجارة روحية ترتفع خلال السماوات المفتوحة لبناء الكنيسة الأبدية. هكذا ظهر الثالوث القدوس لبنياننا بالله، لذا دعي عيد عماد السيد بعيد الظهور الإلهي، و يجب أن نؤكد ما قاله القديس أغسطينوس: {هذا ما نتمسك به بحق وبغيرة شديدة، وهو أن الآب والابن والروح القدس ثالوث غير قابل للانفصال، إله واحد }. - أعتمد الرب يسوع مع انه القدوس البار راسما لنا طريق الولادة من فوق بالماء والروح {أجاب يسوع و قال له الحق الحق أقول لك إن كان احد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله}يو 3:3. مقدساً لنا المياه بعماده المقدس ونائبًا عنا في تكميل كل بر شاهدًا ليوحنا ودعوته للآخرين لأتباع المسيح الرب {و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا إليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم }(يو 1 : 29).

بعماد السيد المسيح له المجد أسس لنا سر العماد المقدس الذي هو المدخل للحياة المسيحية والبنوة لله ونوال غفران الخطايا .

المعمودية ومغفرة الخطايا
 من بركات عيد الظهور الإلهي في حياتنا انه يهبنا من خلال المعمودية غفرانًا لخطايا سوء الجدية التي نتجت عن التعدي والسقوط، فكما انه في"أدم"يموت الجميع ففي المسيح يسوع ربنا نحيا به ومعه كأبناء مقبولين مقدسين معه {مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات} (كو 2 : 12). فالمعمودية تطهرنا من آثامنا كما أحب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلها وأسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطايا الجسدية والروحية \" كما أحب المسيح الكنيسة واسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيده لا دنس فيها ولا غضن أو شيئ من مثل ذلك بل تكون مقدسه وبلا عيب \" أف 5 :27.

ونحن نمارس سر التوبة والاعتراف للمعمد الكبير الداخل للأيمان وتغفر خطايا الخطايا في دم الحمل الذي بلا عيب، الذي بذل ذاته كفارة لخطايانا ويقوم مع المسيح في جدة الحياة الروحية مقدساً حياة لله . كما نعمد الطفل الصغير لينشأ في الإيمان أبنا لله وعضوًا حيًا في كنيسته المقدسة متمتعًا بأسرارها.

المعمودية والتبني
بالمعمودية نصير أبناء لله بمقتضى نعمته ،{وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم و لا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله} يو 12:1-13. { لأنكم جميعا أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع }(غل 3 : 26). إن المسيح دعي ابن الله أي من جوهره وطبيعته لذلك دُعي الوحيد الجنس، أما نحن فقد تبنانا برحمته ومحبته { انظروا أية محبة أعطانا الأب حتى ندعى أولاد الله من اجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه }(1يو 3 : 1). المعمودية هي ميلاد جديد ويأخذ الإنسان من خلالها نعمه التبني { إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الأب.الروح نفسه أيضًا يشهد لأرواحنا إننا أولاد الله. فان كنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا ورثة الله ووارثون مع المسيح أن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضًا معه} رو 15:8-17

. الخلاص وميراث الملكوت السماوي..
هذا ما أكده الرب يسوع عندما قال من آمن واعتمد خلص ومن لا يؤمن يدن . (مر 16:16)وأكد عليه القديس بطرس الرسول أيضًا في رسالته({ إذ كان الفلك يبنى الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن الآن أي المعمودية } ابط 20:3-21 .
 أما كون المعمودية ضرورة للدخول للملكوت السماوي فقد أكد عليها ربنا يسوع المسيح لنيقوديموس: \"أجاب يسوع الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله\" (يو5:3). من أجل ذلك قال معلمنا بولس الرسول: \" ... بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلّصنا حتى إذا تبررنا بنعمته نصير ورثة حسب رجاء الحياة الأبدية.\" (تى5:3-7). ويقول معلمنا بطرس الرسول: \"ولدنا ثانية لرجاء حيّ بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم. (1بط3:1،4).

ولقد بلغ القديس يوحنا ذهبي الفم ذروة التعبير عن مفاعيل المعمودية في عبارة شاملة إذ قال: { إن الذين تعمدوا فإنهم يتمتعون ببهاء الحرية، وصاروا أعضاء الكنيسة سالكين في نور البر البهي بعد ما كانوا سائرين في فيافي الضلال الحالك وظلام الخطية القاتم. حقاً إنهم الآن محررون، وليس ذلك فقط بل قديسون فأبرار فأبناء فورثة فأخوة المسيح وارثون معه، فأعضاء لجسده الطاهر، فهياكل للروح القدس.
إن عماد الرب يسوع المسيح وبذله ذاته فداءً عنا تطهيرًا وتقديسا لنا أكد عليه الإنجيل {كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة، و اسلم نفسه لأجلها. لكي يقدسها مطهرا إياها بغسل الماء بالكلمة} أف 25:5-26. فنحن نعيد عيداً روحيًا ونحى مبنيين على إيماننا الأقدس وله نشهد وبه نحيا أبناء لله وارثون ملكوت السموات.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :