زبيدة ثروت.. ''ملكة الرومانسية'' التي أحبت ''العندليب'' في صمت
فن | مصراوى
٤٨:
٠٩
م +02:00 EET
الاربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٦
تنتمي لجيل يعرف قيمة الجمال ويقدره، تختلف أو تتفق مع وجهة نظرهم إلا أنها وأخريات قررن الاعتزال، حفاظا على صورتهن الجميلة في عيون الجمهور، وهو ما جعلها تقضي ما يزيد عن 30 عاما، بعيدة عن الأضواء، حتى أطلت علينا العام الماضي بحوار تليفزيوني مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامجه "بوضوح"، مشترطة ألا يظهر وجهها على الشاشة، هي صاحبة العيون الجميلة والصوت الرقيق، "قطة السينما المصرية" الفنانة الراحلة زبيدة ثروت .
رغم الغياب الطويل عن عيون الجمهور، تظل صورة زبيدة الجميلة عالقة في الأذهان، ولدت عام 1940 في الإسكندرية، لأب يعمل ضابط بحري، وأم تنتمي للعائلة المالكة، فهي حفيدة السلطان حسين كامل.
كانت زبيدة هي وشقيقتها حكمت (توأمها) أول من رُزقت به الأسرة من ابناء، كان جمالهما لافت ولهذا السبب شاركت أسرتها بصورتهما في مسابقة أجمل 10 فتيات في الشرق، التي أعلنت عنها مجلة "الجيل" لتفوز الفتاة الصغيرة بالمركز الأول بفارق 5 آلاف صوت عن صاحبة المركز الثاني، ولفتت صورتها عيون صنّاع السينما.
لم تكن تتوقع زبيدة أن والدها الضابط الصارم في بيته، الذي يعامل أولاده كما يعامل الجنود، سيوافق على عملها بالوسط الفني، وفوجئت بترحيبه الشديد للعروض التي بدأت تنهال على فتاته الصغيرة، وتقول زبيدة في حوار صحفي قديم "كان عاشقاً للفن ويرى على عكس الكثيرين في هذا الوقت أن الفن رسالة سامية"، لكنه لم يكن يفارقها خوفا عليها من وسط جديد لا يعرفان عنه شيء، وكان يقرأ النصوص التي تأتيها قبلها، ويحدد لها ما تقدمه وما لا تقدمه.
ظهرت زبيدة في دقائق معدودة بفيلم "دليلة" عام 1956، لكنها كانت كفيلة أن تقع الكاميرا في عشق جمالها وبراءتها، لتجعل منها بطلة في فيلمها التالي "الملاك الصغير" مع الفنان يحيي شاهين، الذي تعاقد مع والدها على أن تشاركه زبيدة بطولة "الملاك الصغير" و"نساء في حياتي".
توالت بعد ذلك أعمال زبيدة في السينما، لتقدم أفلام " بنت 17"، "عاشت للحب"، "شمس لا تغيب"، "احترسي من الحب"، "يوم من عمري"، "في بيتنا رجل"، "زوجة غيورة جدا"، "أنا وزوجتي والسكرتيرة"، "كيف تتخلص من زوجتك"، "الحب الضائع"، "الأحضان الدافئة"، "لقاء هناك"، "المذنبون"، "لا شيء يهم"، وأخر أفلامها كان الفيلم اللبناني "الحب الحرام".
لم تقدم زبيدة للتليفزيون سوى عمل واحد هو "وفاء بلا نهاية" مع الفنان يحيي شاهين، كما قدمت على خشبة المسرح عملين هما "20 فرخة وديك" و"عائلة سعيدة جدا" أخر أعمالها الفنية.
حملت زبيدة عدة ألقاب منها "صاحبة أجمل عيون"، "ملكة الرومانسية"، و"قطة السينما المصرية".
تزوجت زبيدة أكثر من مرة أولها من ضابط بحري، لكن زواجهما لم يدم كثيرا، وجاءت زيجتها الثانية من المنتج صبحي فرحات، انفصلت عنه بعد 8 سنولت، أنجبت فيها 4 بنات، هن رشا، قسمت، مها وريم، لها منهن خمسة أحفاد.
وكشفت زبيدة في حوارها التليفزيوني الأخير لبرنامج "بوضوح"، عن قصة حبها مع "العندليب الأسمر" عبدالحليم حافظ، وكيف كانا يحبان بعضهما في صمت، حتى قرر حليم أن يتقدم لخطبتها، لكن قوبل طلبه بالرفض من والدها، الذي رفض أن تتزوج ابنته من "مغنواتي"، حسب تعبيره.
وفاجئت زبيدة الإعلامي عمرو الليثي أثناء حديثها عن حليم، بالكشف عن وصيتها الأخيرة التي تتمنى أن تُنفذ بعد رحيلها، حيث قالت "اطلب منك وصية.. متدفنيش غير عند عبدالحليم، رغم أن عندي مدفن أبويا"، مؤكدة أنها لهذه الدرجة تحب "العندليب الأسمر".
أصيبت زبيدة بمرض السرطان، وعانت منه لسنوات، لترحل عن عالمنا مساء اليوم الثلاثاء 13 ديسمبر، عن عمر يناهز 76 عاما، في مستشفى الصفا بالمهندسين، وسيتم تشييع جثمانها لمثواه الأخير غدا الأربعاء عقب آداء صلاة الجنازة عليها بعد الظهر في مسجد السيدة نفيسة.