علماء: دعم الأطفال معرفيًا يساعد على تقليل ارتكابهم للجرائم مستقبلًا
محرر الأقباط متحدون
الاربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٦
كتب: محرر الأقباط متحدون
قال علماء إن نيل درجات منخفضة في الاختبار المعرفي لمهارات مثل اللغة، يشير إلى عقول أقل نموًا.
ويقال إن ذلك ربما ناجم عن التحفيز الضئيل في مستهل العمر، وإنّ أولئك الصغار هم أكثر عرضة ليتحوّلوا إلى مجرمين، أو أشخاص معتمدين على الإعالات والإعانات، أو مصابين بأمراض مزمنة، إلا إذا تلقّوا الدعم المناسب في وقت لاحق.
ويلفت علماء أميركيون من جامعة ديوك إلى أنّ الاكتشافات تسلّط الضوء على أهمية التجارب في مقتبل العمر والتدخلات لدعم الصغار الضعفاء الهشّين.
وعلى الرغم من أنّ الدراسة تمحورت حول سكان نيوزيلندا، فنتائجها تنطبق على بلدان أخرى.
ويشار إلى أنّ الباحثين تابعوا حياة أكثر من ألف طفل، ووجدوا أنّ أولئك الذين نالوا علامات متدنية في اختبار اللغة، والسلوك، والحركة والمهارات المعرفية في سنّ الثالثة، ارتكبوا لاحقاً أكثر من 80% من الجرائم وطلبوا 78% من الوصفات الطبية وتلقّوا 66% من الإعالات المالية الاجتماعية في سن البلوغ.
ومن المعروف أن الناس المحرومين يستخدمون الحصة الأكبر من الخدمات. وفي حين أن العديد من الأطفال في الدراسة الذين يعانون تخلّفاً في النمو الدماغي هم من خلفيات محرومة، فالفقر لم يكن الرابط الوحيد مع المستقبل البائس.
اكتشف العلماء في بحث منفصل أنّ نسبة مماثلة من أطفال الطبقة الوسطى الذين سجلوا علامات منخفضة في الاختبارات في سن الثالثة، قد واجهوا صعوبات في سن لاحقة.
يشدّد الباحثون على أنّ النتائج لا تبقى ثابتة منذ عمر الثلاث السنوات، فحياة أولئك الأطفال قد تتغيّر إذا تلقّوا دعماً في مراحل لاحقة، مثل الخضوع لبرامج إعادة التأهيل في سن الرشد.
وقالت البروفيسور تيري موفيت من جامعة ديوك بولاية نورث كارولينا في الولايات المتحدة، المشاركة في قيادة الدراسة: "كلّما حصل الأطفال على دعم أبكر، كان ذلك أفضل"، لأنه إذا انطلق الطفل منذ البداية بطريقة خاطئة في سن الثالثة ولم يكن مستعدًا للمدرسة، سيواجه تأثيرات مضاعفة أكثر فأكثر، ستجعله غير مستعد لعيش سن الرشد.
وأضافت "موفيت" أن كل الأطفال تقريباً الذين سجلوا علامات منخفضة في الاختبارات المعرفية في سن مبكرة، وقعوا لاحقاً في "شروخ المجتمع"، مفسّرة أنّ الباحثين قادرين على توقّع أي أولاد سيعتمدون لاحقاً على الإعالات والخدمات، فالدراسة أشارت إلى أنّهم أولئك الذين لم يحظوا في طفولتهم بالفرص التي توفّرت لغيرهم، ولم يتلقّوا المساعدة اللازمة لبناء المهارات الضرورية لمواكبة الاقتصاد المعقّد والسريع.
واعتبرت من الضروري أن يغيّر المجتمع نظرته تجاههم، وبدلاً من الحكم عليهم دائماً بأنّهم "فاشلون" أو "منبوذون"، ينبغي مدّ يد العون لهم.
أما زوج الأستاذة موفيت، البروفيسور أفشالوم كاسبي من كينغز كوليدج لندن، الذي شارك معها في هذا البحث، فيأمل أن تتمكّن هذه الدراسة من إقناع الحكومات بالاستثمار في الأشخاص الأشد حاجة في وقت مبكر من حياتهم، وإنشاء شعور بالتعاطف العام والإرادة السياسية للتدخل والأهم من ذلك تقديم خدمات لأسر الأطفال حتى يتمكنوا من الحصول على بداية أفضل في الحياة".
قامت حكومات متعاقبة بالاستثمار في توسيع نطاق التربية الحضانية في المملكة المتحدة خلال السنوات الـ 20 الماضية. ووفقًا لجوش هيلمان، وهو مدير التعليم في مؤسسة نوفيلد، فصانعو السياسات يدركون قيمة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، "لكنّ هذا البحث الجديد يبيّن أنّهم ربما قلّلوا من أهميته".
وأضاف قائلاً إن القضية التي يتم التركيز عليها الآن في المملكة المتحدة هي توفير تربية حضانية عالية الجودة والنظر في استهداف الفئات المحرومة التي يمكن أن تستفيد أكثر من غيرها.
وتجدر الملاحظة أنّ المشاركين في هذه الدراسة كانوا أعضاء في دراسة طولية في دنيدن، حقّقت في صحة وسلوك مجموعة تمثيلية مؤلفة من 1037 شخصاً ولدوا بين أبريل 1972 ومارس 1973 في دنيدن، نيوزيلندا. وكبالغين، لا يمثّل أولئك الأشخاص سوى 20% من السكان - لكنهم يستخدمون 80% من الخدمات العامة، وذلك وفقاً لتحليل أجري على مجموعة من الناس في نيوزيلندا تمت متابعة حياتهم لمدة 40 عامًا.