الأقباط متحدون - معمل محمود شفيق!
  • ٠٣:١٩
  • الاربعاء , ١٤ ديسمبر ٢٠١٦
English version

معمل محمود شفيق!

مقالات مختارة | سليمان جودة

٢٧: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٦

سليمان جودة
سليمان جودة

دعا الرئيس فى أثناء تشييع جنازة شهداء الكنيسة البطرسية إلى أن يكون القانون أشد حزماً فى التعامل مع أهل الإرهاب، وقال رأس الدولة - ما معناه - إن القانون بوضعه الحالى يبدو أنه لن يكون مجدياً فى هذا الملف، على المدى الطويل.

وما كاد الرئيس يقول هذا الكلام حتى بدت الاستجابة من جانب البرلمان سريعة، وفورية، إلى الدرجة التى قال معها الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، إن المجلس سيعمل فى هذا الطريق بسرعة، حتى لو استدعى الأمر تعديل مواد فى الدستور!

وربما نذكر الآن أن الرئيس كان قد أبدى الرغبة ذاتها، فى أثناء تشييع جنازة النائب العام السابق هشام بركات.. ثم لم يحدث شىء بعدها.

ولابد أن النوايا حسنة بالطبع، فى اتجاه التعامل مع الإرهاب، كما يتعين علينا أن نتعامل معه.. النوايا صادقة لاشك، سواء كانت نوايا رئيس الدولة، أو نوايا رئيس مجلس النواب.

غير أنى أرجوهما أن يفكرا فى الموضوع على نحو مختلف، لأن التفكير فيه على النحو الراهن سوف يجعلنا نظل نتلقى أمثال محمود شفيق فى كل يوم.. أو كل فترة.. لا فرق. فالأهم أننا لو مشينا بطريقة التفكير الحالية سوف نظل نتلقاهم، وكأننا، والحال هكذا، أمام نهر يصب فى بحر.. فلا النهر يجف، ولا البحر يمتلئ!

لقد أعلن الرئيس أن منفذ العملية فى الكنيسة، شاب اسمه محمود شفيق محمد مصطفى، وأن عمره 22 سنة، ثم تبين بعد كلام الرئيس أن الشاب هارب من حكم صدر فى حقه بالحبس سنتين فى قضية سلاح، وأنه واحد من عناصر تنظيم «ولاية سيناء»!

والسؤال هو: هل سيختفى أمثال محمود شفيق من حياتنا لو أن تعديلاً طرأ على الدستور صباح غد، لا بعد غد، بإعدام كل واحد يحمل أفكار هذا الشاب الانتحارى؟!

الإجابة بكل تأكيد هى: لا!

وهى هكذا لأن أى شاب يحمل أفكاراً من نوعية ما كان يحمله «شفيق»، لا يهمه فى كثير، ولا فى قليل، أن يجرى إعدامه!.. إنه يسعى طائعاً إلى الموت بقدميه، قبل أن يتلقاه الدستور بمواده، أو القانون ببنوده، بل إنه يجد متعة فى أن يفجر نفسه فى خلق الله الأبرياء، على نحو ما فعل محمود شفيق فى شهداء الكنيسة بالضبط!

وبالتالى، فالحل الحاسم، ليس فى البرلمان، مع احترامى لحماس الدكتور عبدالعال!.. الحل هناك فى مؤسسات المجتمع التى تنتج، يومياً، العشرات من أشباه محمود شفيق.. الحل هناك فى المدرسة بالأساس، ثم فى دور العبادة بكل ما يقال على أسماع الناس فيها، ومن بعد ذلك فى الإعلام الذى يشارك، فى أغلبه، فى تسطيح أفكار المواطنين، أكثر بكثير جداً مما يبث وعياً لا بديل عنه فى عقولهم!

الحل له بداية لا يجوز أن نقفز فوقها، وهذه البداية هى العمل وفق منهج واضح على إغلاق «المصنع» الذى أنتج محمود شفيق، لأنه لايزال ينتج فى همة بالغة!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع