الأقباط متحدون - فقه كراهية الأقباط!
  • ١٦:٣٨
  • الاربعاء , ١٤ ديسمبر ٢٠١٦
English version

فقه كراهية الأقباط!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٥: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ١٤ ديسمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

مَن ذا الذى يمنح صكوك الشهادة على الأرض، ويصنف، ويمنح ويمنع!

عجباً مَن ذا الذى منح هؤلاء الحق الحصرى فى توزيع صكوك الشهادة، مَن ذا الذى أعطى لـ«برهامى» هذا الحق ونصّبه علينا مفتياً فينا، يحلل ويحرم، مَن ذا الذى سيّده على الرقاب، مَن أعطاه مفاتيح الجنة؟

هذا اجتراء، الأقباط ليسوا فى ذمتك، وليسوا رهن رضاك، ولا يطلبون عفوك، ولا ينتظرون صكاً منك، لماذا تتطوع دوماً بكراهيتهم، وتنكأ جروحهم، وتهينهم فى دينهم، وتقلقل مضاجعهم، لماذا تبتدرهم دوماً بالكراهية، لماذا أصلاً تكرههم، وتوصى بكراهيتهم؟

قبلا وبعدا وفى كل حين ينزع ياسر برهامى عن ضحايا الأقباط الشهادة، حتى جنودنا فى الميدان يفرق بينهم إذا لقوا ربهم هذا شهيد لأنه مسلم وهذا قتيل لأنه مسيحى، أخشى أن يمنح الإرهابى الانتحارى صك الشهادة لأنه مسلم!.

هلا شققت عن قلبه، بلى ولكن نفسى أعرف شعور برهامى وهو ينزع عن هؤلاء الشهادة بقلب جامد، كيف نام هنيئاً على فطيرة الدم فى الكنيسة البطرسية؟ كيف استقبل نبأ تفجير «كنيسة» يوم مولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم؟!

هل أحس «برهامى» مثلنا بالألم يعتصر قلبه، هل ارتجف، هل تحرك الدمع فى عينيه وطفر ملحياً يكوى الجفون، هل قام من نومته فتوضأ وصلى لله استغفاراً، هل استبشع الفعلة، هل قام إلى ملئه يستنكر القتل والتخريب وسفك دماء الأبرياء؟

هل خلا إلى نفسه، وسأل ما الذى دفع هذا الشاب إلى سفك دماء المسيحيين وهم صائمون مصلون فى قداس الأحد، أخشى أنه صلى ركعتى شكر، هل صلى على الإرهابى صلاة الغائب من وراء ستار، هل قرر من عندياته وخلع عليه منزلة «الشهيد» وأنزله منازلهم؟

هل راجع فتاويه ومقولاته ومروياته والمنقول عنه، هل راجع تحريضاته على صوامع وبيع يذكر فيها اسم الله، هل صمت على سفك الدماء، وبماذا سيجيب إذا سأله أحدهم: هل الإرهابى الذى انتحر فى الكنيسة يحسب شهيداً، هل نام مرتاح الضمير على جنبه الأيمن مستغفراً لذنبه؟

هل غمره شعور بالرضا وتلاميذه ينشرون الرعب والخراب والدمار ويسفكون الدماء، السفاح عادل حبارة أنجب تلاميذه، واغتبط لأن فتاويه أثمرت قتلاً للآمنين فى بيوت الله، هل استشعر ذنباً، أو وخزة ضمير، هل أحس ندماً، هل شعر بآلام المسيحيين البسطاء وهم يبكون دماً؟

هل شاطر إخوتنا الأحزان، هل شاطرنا الأحزان وهو يطالع المشاهد الحزينة تتوالى، هل راجع نفسه، هل نظر إلى الخلف يبحث فيما غرس فيهم من كراهية إخوة الوطن، هل أعاد النظر فى مرجعياته التى أسس عليها فقه كراهية الأقباط؟

هل نظر ماذا صنعت يداه، هل فكر ولو للحظة أن هذا الذى يراه من غرسه، سقاه كراهية، وتولاه بالرعاية، ولغمه بأفكار ولدت فى عتمة نفسه، هذا حصاد السنين حبلى بفتاوى كراهية الأقباط، جنايتك عظيمة، وحسابك عند الله، وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه، وكتابك بيمينك؟

المذبحة تحرك جبلاً ولكنها لا تحرك برهامى، وهو يحمل بضاعة الكراهية يجول بها على المواقع وتنقل عنه أن المسيحيين «أهل ذمة»، وأن تهنئتهم بأعيادهم حرام، وعلى هدى من فتاويه نسجت مقولات ملغومة انفجرت فينا فتطايرت الأشلاء فى وجوهنا وهو قائم يصلى!!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع