الأقباط متحدون | الأقباط وفترات السلام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:١٢ | الاربعاء ١٩ يناير ٢٠١١ | ١١ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأقباط وفترات السلام

الاربعاء ١٩ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس لوقا راضي
حكام يحبون السلام
خرج الزارع ليزرع وخرج القبطى ليزرع سلاما وهناك من يلتفط بذور السلام وبصنع سلاما ونحن نصلى ان تجد البذار ارض خصبة للسلام الاحباء سنكملحلقات صناعة السلام وسنمر على الاقباط صناع سلام ويجنون ثمر السلام من الحكام المحبين للسلام وسناخذ امثلة لهذا اسرة محمد على ونماذج السلام فيها .... محمد علي باشا يذكر أن الأقباط في عصر محمد علي الكبير –مؤسس مصر الحديثة- تمتعوا بسياسة التسامح وروح المساواة بين جميع المصريين منذ توليه حكم مصر سنة 1805. خلفيات التسامح فى عام 1834 فوجئ المصريون بنقص مياه النيل مما يعرض البلاد إلى جفاف و مجاعه , و أذ ظهر عجز البشر عن تجنب المجاعه طلب محمد على الذى كان حاكماً على مصر من جميع قادةالأديان و المذاهب أن يصلوا ليرفع الله هذا الجوع عن المصريين تقدم قادة الأديان و المذاهب و صلوا جماعه جماعه فلم تتأثر مياه النيل ثم جاء دور الأقباط , فتقدم البابا بطرس الجاولى و أقام مذبحاً على شاطئ النيل بالمعادى فصلوا قداساً إلهياً وبعد الصلاة غسل البابا الأوانى و ألقى المياه فى النيل ثم ألقى قربانة من الحمل وفى الحال بدأت مياه النيل ترتفع حتى أقتربت من الخيمة التى فيها المذبح , فرفعوها بسرعة لئلا تجرفها المياه و الكل فى تعجب من قوة الصلاة و إيمان البابا و من معه الذى صنع هذة المعجزة العجيبة , وأرتفع قدر البابا عند محمد على و تحسنت معاملة للأقباط رفض البابا بطرس الجاولى وضع الكنيسة القبطية تحت الحماية الروسية.

أيام محمد علي باشا (1809 ـ1848م) والى مصر (10) عندما ذهب سفير دولة روسيا إلى المقر الباباوى لمقابلة البابا القبطى وكان يصطحب معه مترجماً يتقدمهما الياسقجى (11) الذى قام بسؤال أحد الواقفين بالباب عن قداسة البابا بطرس الجاولى فقال : \" هل هو موجود ويمكننا مقابلته ؟ \" فأجاب بأنه هنا ولا يوجد شئ يشغله يؤخره عن قبول زيارة أى إنسان \" ثم أشار لهم بالدخول إلى حوش (فناء - منطقة واسعة ) البطرخانة فدخلوا وظنوا أنهم سينتظرون أحداً من السكرتارية ليقودهم إلى البابا القبطى , وإذا بهم بجدون رجلاً فى مرحلة الشيخوخة هابوه لمجرد النظر إليه جالساً على دكة (مقعد خشبى) وحوله مقاعد أخرى صغيره وبيده الكتاب المقدس , وقد ظن السفير أنه لا بد وأن يتم أستقباله أستقبالاً رسمياً ولا بد ان يكون قد وصل للبابا أن زائراً عظيما وممثلاً لدولة كبيرة يريد مقابلته.

وهناك ترتيب وإستعدادات تجرى لأستقباله , ولم يخطر ببالهما أن يكون الرجل الجالس على الأريكة لا يهتم بلبسه أو هيئته يلبس زعبوطاً الصوف الخشن الذى يستر جسمه ويغطى شعر صدره الظاهر , وتسائلوا فى عقليهما أيمكن ان يكون هذا الرجل البسيط هو رئيس الأقباط وسليل فراعنة مصر , فسألاه : \" أين هو غبطة بطريرك الأقباط ؟ فقال البابا : من هو الذى تريد أن تراه؟ أجابه المترجم : هذا زائر عظيم , سفير قيصر روسيا ..فقال البابا بطرس الجاولى بكل تأن وأحترام : \" فليتفضل يجلس , أنا البطريرك بنعمة السيد المسيح \" فتعجب السفير وأبديا دهشتهما .. زلكنهما أحنيا رأسهما حسب عادتهما فى بلادهما وتقدم كل منهما نحو البابا لا ثما راحتيه \"يديه\" فأجلسهما البابا إلى جانبه وأمر باعداد ما يلزم إكراماً للضيوف بتقديم المشروبات ..

وكان أول سؤال يسأله السفير الروسى : لماذا لا تهتم بنفسك إهتماماً بمركزه فى العالم المسيحى لآن وظيفته السامية تخول له الحق فى تحسين هيئة ملابسه ومعيشته , فأجاب البابا القبطى : \" ليس الخادم أفضل من سيده أنا عبد المسيح الذى أتى إلى العالم وعاش مع الفقير , ولأجله , يأكل مع الخطاة ويجالسهم , ولم يكن لرب المجد من دار يأوى إليها وها أنا لى بيت ألتجئ إليه , ومقر يقينى حر الصيف وبرد الشتاء , ولم يكن لصاحب الملك والملكوت ما يأكله مع رسله الأطهار ولا مخزن فيه المؤنة , وها أنا آكل وأتمتع , فهل أنا أفضل من صاحب المعونة ... \" وكانت الإمبراطورية الروسية تعد أكبر دولة مسيحية أرثوذكسية ويحكمها قيصر، جاء هذا السفير ليعرض على البابا بطرس موضوع حماية قيصر روسيا للأقباط فإبتسم البابا بطرس الجاولى فى وجه محدثه وسأله برفق ومودة قائلاً له : هل ملككم (قيصر روسيا) يموت أم يعيش إلى الأبد ؟
فقال له الزائر : \" هو يموت طبعاً مثل كل بنى البشر \" ، ولكن البابا بطرس رفض هذا العرض، ورد على السفير بهذه الجملة الذهبية : ( نحن في حمى من لا يموت ) فإذا كان قيصر روسيا يموت فنحن نفضل أن نكون فى حمى من لا يموت وليس لملكه نهاية .. فإنصرف السفير من أمام البابا وهو يتعجب من رده المنطقى الذى لم يستطيع ان ينطق ببنت شفه بعده , بل شعر بالعظمة الروحية والإيمان الحقيقى المسيحى الذى تسلمناه من مرقس رسول المسيح إلينا . وذهب السفير إلى محمد على فسأله عما رأى بمصر فأجابه : \" لم تدهشنى عظمة الأهرام ولا إرتفاع المسلات ولا الكتابة الموجودة عليها , ولم يبهرنى كل ما هو موجود فى مصر من عجائب , بل أثرت فى نفسى فقط زيارتى للرجل التقى بطريرك الأقباط.

ثم روى له كل ما جرى بينهما , فطفح السرور على وجه محمد على باشا , ولما ذهب من امامه السفير الروسى حتى قام وذهب إلى المقر الباباوى , وقدم الشكر الجزيل للبابا بطرس الجاولىعلى ما أبداه من أستقلالية لكنيسته وعلى ما أبداه من وطنية ونبذ التدخل الخارجى. فقال له البابا بطرس الجاولى : لا تشكرنى عن واجب قمت به نحو البلاد , فقال له محمد على باشا : لقد رفعت اليوم شأن كنيستك وشأن بلادك فليكن لك مقام محمد على فى مصر ولتكن لك مركبه معده كمركبته .. ومنذ ذلك اليوم إزداد مقام البابا عند محمد على باشا وعظمت ثقته بأبنائه الأقباط وأعطى للأقباط مميزات كثيرة فى تقلد الوظائف الحكومية المختلفة .

وايضا اخراج روح نجس من ينت محمد على زهرة على يد الانبا صرابامون ابو طرحه الاسقف محمد على والتسامح عندما نركز على هذا التسامح إنما نقف تجاه التاريخ فننظر إلى ما قبل عصر محمد علي حيث نجد التحدي السافر لشعور الأقباط في كل أرض مصر. ولكن ها نحن نرى عند وصول محمد علي للسلطة التي تولاها في عصر مضطرب غاية الاضطراب حيث كانت خزينة الدولة خاوية من المال، نجد محمد علي بدأ في اتباع سياسة تسامح فقضى على التفرقة بين القبطي والمسلم لأن كلاهما يستطيعان أن يقدما للبلاد أحسن الخدمات. كما اتجهت سياسة محمد علي إلى مساواة تامة بين المسلمين والأقباط في الحقوق والواجبات فعين أقباطا مأمورين لمراكز برديس والفشن بالوجه القبلي وديرمواس وبهجورة والشرقية. لقد اتبع محمد علي هذه السياسة لسعة أفقه وهذا هو سر تفوقه وتوفيقه. وتجدر الملاحظة هنا أن تعيين أقباط مأمورين مراكز هو بمثابة تعيين محافظين للمحافظات الآن.

لم تلبث هذه السياسة التي اتبعها محمد علي تجاه الأقباط أن أتت ثمارها فانتشرت روح المساواة بين جميع المصريين في جميع القرى المصرية وتعاون المسلمون والمسيحيون تعاونا صادقا من أجل مجد الوطن. وهكذا ظل الأقباط طوال عصر محمد علي عنصرا في بحر الأمة المصرية التي تعيش في سلام ولم تقع بهم إلا اضطهادات خفيفة جدا لا تذكر. (وطنية الكنيسة القبطية للراهب القمص أنطونيوس الأنطوني ص 367-368). ولا ينسى الأقباط أنه في عهده الزاهر ألغى محمد علي قيد الزي الذي كان مفروضا على الأقباط في العصور السابقة. كما لا ننسى أيضا أن عصر محمد علي يعتبر من أزهى العصور التي مرت بالكنيسة القبطية حيث ألغى كل القيود التي كانت تفرض على الأقباط لممارسة طقوسهم الدينية ولم يرفض للأقباط أي طلب تقدموا به لبناء أو إصلاح الكنائس. وتحدى قصر عابدين عددا كبيرا من الأوامر الخاصة بالكنائس سواء لتعمير الكنائس أو مساعدتهم في ذلك أو الاستعجال في تنفيذها. وقد تعددت هذه الأوامر لبناء الكنائس في عهود سعيد باشا والخديوي إسماعيل باشا (كتاب أقباط ومسلمون للدكتور جاك تاجر ص 232-233).

أهم القرارات التى أصدرها محمد على باشا بحقوق مواطنة متساوية مع المسلمين :
1- الغى محمد على إجبار الأقباط على إرتداء أزياء معينة التى كانت مفروضة على الأقباط من قبل السلطنة العثمانية.. وخلع ألقباط الزى الزرق والأسود الذى كان مفروضاً عليهم بعد ان كانوا ممنوعين من ذلك وأصبحوا يلبسوا الكشمير الملون , وخلعوا الجلاجل الحديدية التى تسببت فى إزرقاق عظام الترقوة وأصبح العضمة الزرقاء لقباً كناية عن الإضطهادات لهم.
2- سمح محمد على للأقباط بركوب البغال والخيول , ولا شك ان هذا كان ممتعاً لهم ان يتمتعوا بالحرية وأن يركبوا ما شاؤوا من البغال .

3- السماح للأقباط بحمل السلاح وذلك لأول مرة فى تاريخ العصر الحديث لمصر أى منذ 1400 سنة .
4- سمح محمد على للأقباط بحرية بناء الكنائس وممارسة الطقوس الدينية ولم يرفض اى طلب تقدم الأقباط به لبناء أو إصلاح أى كنيسة .
6- كان محمد على أول حاكم يمنح موظفي الدولة من الأقباط رتبة الباكوية عرفانا بخدماتهم لمصر كما أتخذ له مستشارين من الأقباط .

7- نظراً للنسبة الكبيرة من الأقباط الكتبة والمتعلمين فقد خصص محمد على الأقباط واليهود فى المجالس والأعمال الإدارية والتحريرية بالإئتمان على خزائن الدواوين والمصالح والمديريات غير أن اليهود تركوا وظائفهم لعدم رضائهم عن الشغل فى يوم السبت أى أن محمد على باشا لجأ الأقباط الذين حملوا آماله فى تحديث مصر ونقل إليها حضارة الغرب فضبط الأقباط الأيرادات والمصروفات . وكان محمد على هو أول حاكم رفع شأن الأقباط ومنحهم رتب إجتماعية عالية فقد وصلوا فى عهده إلى رتبة البكاوية وأتخذ له مستشارين من الأقباط .. وسار أبراهيم باشا نجل محمد على باشا على نفس طريقة ابيه فى معاملته للأقباط

8- فى عصر محمد على باشا تبوأ الأقباط مراكز عليا ** فنجد فى محمد على أعطى إلى بطرس أغا أرمانيوس أن يكون مأموراً لمركز وادى برديس الذى كان يشمل القسم الشمالى من مديرية قنا والجنوبى من مديرية جرجا . ** وعيد فرج أغا ميخائيل حاكماً لمركز دير نواس ** وميخائيل أغا أغا عبده للفشن ببنى سويف . ** وتكلا سيداروس لبهجورة . ** وأنطوان أبو طاقية فى الشرقية . ** ومكرم أغا حاكماً فى شرق أطفيح وغيرهم . ان‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏أول‏ ‏حاكم‏ ‏ ‏يمنح‏ ‏الأقباط‏ ‏رتبة‏ ‏البكوية‏ ‏وتعيينهم‏ ‏كحكام‏ ‏أقاليم‏(‏رتبة‏ ‏المحافظ‏ ‏ورئيس‏ ‏المدينة‏ ‏حاليا‏),‏فقام‏ ‏بتعيين ***‏ ‏بطرس‏ ‏أغا‏ ‏أرمانيوس‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏برديس‏ , *** ‏وفرج‏ ‏أغا‏ ‏ميخائيل‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏دير‏ ‏مواس‏ , *** ‏وميخائيل‏ ‏أغا‏ ‏عبده‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏الفشن‏ *** ‏ورزق‏ ‏أغا‏ ‏حاكما‏ ‏علي‏ ‏الشرقية‏... *** ‏وباسليوس‏ ‏ابن‏ ‏المعلم‏ ‏غالي‏ ‏مديرا‏ ‏لحسابات‏ ‏الحكومة‏.

*** ‏وحنا‏ ‏المنقبادي‏ ‏سكرتيرا‏ ‏لمديرية‏ ‏عموم‏ ‏قبلي‏, *** ‏والمعلمون‏ ‏جرجس‏ ‏ويعقوب‏ ‏وبشارة‏ ‏وجرجس‏ ‏الطويل‏ ‏وأخوه‏ ‏حنا‏ ‏الطويل‏ ‏ومنقريوس‏ ‏البتانوني‏ ‏وابراهيم‏ ‏نخلة‏ ‏كتبة‏ ‏في‏ ‏ديوان‏ ‏محمد‏ ‏علي‏ (‏أمير‏ ‏نصر‏,‏المشاركة‏ ‏الوطنية‏ ‏للأقباط‏ ‏في‏ ‏العصر‏ ‏الحديث‏ ,‏ص‏.21). *** ‏وكان‏ ‏كبير‏ ‏كتبة‏( ‏منصب‏ ‏رئيس‏ ‏ديوان‏ ‏رئيس‏ ‏الجمهورية‏ ‏حاليا‏) ‏محمد‏ ‏علي‏ ‏قبطيا‏ ‏وهوالمعلم‏ ‏وهبة‏ ‏ابراهيم‏ ‏ومن‏ ‏بعده‏ ‏المعلم‏ ‏نخلة‏(‏إيريس‏ ‏المصري‏:‏قصة‏ ‏الكنيسة‏ ‏القبطية‏, ‏الجزء‏ ‏الرابع‏, ‏ص‏.262). *** ‏ومع‏ ‏نشوء‏ ‏أول‏ ‏مجلس‏ ‏نيابي‏ ‏في‏ ‏مصر‏ ‏عام‏ 1866 ‏شمل‏ ‏قانون‏ ‏الترشيح‏ ‏المصريين‏ ‏عموما‏ ‏بغير‏ ‏تفريق‏ ‏بسبب‏ ‏الدين‏ ‏في‏ ‏حق‏ ‏الترشيح‏ ‏لعضوية‏ ‏المجلس‏, ‏وأخذ‏ ‏في‏ ‏تحديد‏ ‏المصرية‏ ‏بواقعة‏ ‏الميلاد‏ اى بالجنسية المصرية فقط ‏وحدها‏ ‏وقد‏ ‏ذكر‏ ‏نوبار‏ ‏باشا‏ \' ‏عندنا‏ ‏أقباط‏ ‏أيضا‏ ‏من‏ ‏المنتخبين‏ ‏وقد‏ ‏فتحنا‏ ‏الأبواب‏ ‏للمسلمين‏ ‏والأقباط‏ ‏بدون‏ ‏تمييز‏\'(طارق‏ ‏البشري‏: ‏المسلمون‏ ‏والأقباط‏ ‏في‏ ‏إطار‏ ‏الجماعة‏ ‏الوطنية‏, ‏دار‏ ‏الشرق‏ ‏بالقاهرة‏ 2004, ‏ص‏.39).

ابراهيم باشا استمر على نهج ابيه فالتسامح بعد القصة التالبة عن ظهور النور من القبر المقدس فى عيد القبامة , وحدث أن أبراهيم عندما ملك (أستولى على ) بلاد الشام وكان مرتاباً ويشك فى ظهور النور , فدعا البابا بطرس الجاولى ليباشر خدمة خروج النور من قبر السيد المسيح مثل ما يفعل بطريرك الروم فى كل سنة , فالبطريرك القبطى لعلمه أنه سيترتب على ذلك عداوة أكثر بين الروم والأقباط فأعتذر فقبل عذره , ولكنه طلب إليه أن يدخل الثلاثة هو وبطريرك الروم والبابا القبطى بطرس الجاولى إلى داخل القبر .. , وخاف البابا بطرس من تأخير فج النور وسوء العاقبة وأخذ يتغيث بقدرة وقوة الرب يسوع , وكانت كنيسة القيامة قد غصت بالناس من جميع الطوائف المسيحية وغيرها ولما حدث هرج ومرج أمر أبراهيم باشا بإخراج الفقراء فقط إلى خارج كنيسة القيامة , فلما صار الوقت أنبثق النور من القبر بصورة أعبت الباشا الذى لم يكن يتوقعه ووقع عليه ذ هول ودهشة وصرخ مردداً هذه العبارة : \" أمان بابا .. أمان \" وكاد يسقط على الأرض فإحتضنه البابا بطرس الجاولى إلى أن فاق من ذهوله , أما الفقراء التعساء الذين كانوا خارج كنيسة القيامة صاروا أسعد حظاً ممن فى داخلها إذ أن أحد الأعمدة قد أنشق وخرج لهم نور فباركهم الرب ببركة عظيمة فهو القائل كنت فقيراً فآويتمونى ، وقد زادت هذه الحادثة مركز البابا بطرس هيبة واحتراما لدي الباشا وقام قداسته بإصلاحات كبيرة في كنيسة القيامة .\" سعيد باشا وفي عصر سعيد باشا (1854-1863) عمل على استمرار روح التسامح الديني والمساواة بين المسلمين والأقباط فقام بتطبيق قانون الخدمة العسكرية على الأقباط وألغى الجزية التي مفروضة على الأقباط في مقابل الدفاع عنهم لأنهم لم يكون مسموحا بالتحاقهم بالجيش. ودخل الأقباط لأول مرة في سلك الجيش والقضاء وسافر بعضهم إلى أوروبا كانت النهضة التعليمية لها نصيب الأسد فيها.

ولا ننسى أن سعيد باشا عين حاكما مسيحيا على مصوع بالسودان وهو إجراء يميز عهده أحسن تمييز ويهدف إلى إفادة البلاد لكل الكفاءات مهما كانت الديانة التي تنتمي إليها. الأقباط فى عصر سعيد باشا :-

1- كان الأقباط فى العصور السابقة ممنوعين من التجنيد والمساهمة فى الدفاع عن مصر ....سمح سعيد باشا للأقباط بالتجنيد فى الجيش والأشتراك فى التضحية والزود عن الوطن فقام بتطبيق قانون الخدمة العسكرية وأصدر أمراً بضرورة تجنيد الأقباط مثل أخوتهم المسلمين .
2- إلغاء الأفراح التى كان المسلمون يقيمونها فى حالة إعتناق القبطى للديانة الأسلامية .

3- فى ديسمبر 1855م أصدر سعيد باشا أمراً بألغاء الجزية بعد ان ظلت ذلاً لأقباط مصر
4- لأول مرة يعين مسيحى حاكما مسيحيا على أقليم مصوع بالسودان
5- سمح للجنود المسيحيين المصريين أن يمارسوا ديانتهم المسيحية علانية .
6- فى عام 1855 وافق سعيد باشا على أنشاء كلية للأقباط الأرثوذكس وقد انشأت الكلية فى حارة النصارى ...... غير ان اشيع عنه انه دس السم للبابا كيرلس الرابع الخديوي إسماعيل باشا أما الخديوي إسماعيل باشا (1863-1878) الذي تلقى علومه في فيينا ثم باريس فقد وجد عند عودته إلى بلاده أن الجو يصلح لاتباع سياسة من التسامح والمساواة على أوسع نطاق ونجده يقرر علانية ورسميا المساواة بين الأقباط والمسلمين وذلك بترشيح الأقباط لانتخابات أعضاء مجلس الشورى ثم بتعيين قضاة من الأقباط في المحاكم. كما يجب ألا ننسى أن الخديوي إسماعيل هو أول حاكم طلب رتبة الباشوية لرجل مسيحي وقد شغل كثير من الأقباط في عصره مناصب عالية فقد شغل واصف باشا وظيفة كبير التشريفات وآخرون (كتاب جاك تاجر ص241).

وباختصار نستطيع أن نؤكد أن العلاقات بين الأقباط والمسلمين في عصر الخديوي إسماعيل تحسنت تحسنا ملحوظا وأن مبدأ المساواة السياسية والاجتماعية أصبح أمرا مألوفا في البلاد، فقد كان يشجع أدبيا ويدعم ماديا التعليم الطائفي القبطي لأن الخديوي إسماعيل كان يؤمن بأن القبطي مصري كالمسلم على حد سواء هكذا كان الأقباط يتمتعون بالمواطنة الكاملة المتساوية مع اخوتهم المسلمين وذلك في القرن التاسع عشر. إسماعيل باشا والتعليم القبطى وعندما رأى إسماعيل باشا هذه النهضة الرائعة التي أحدثتها مدارس الاقباط في المجتمع المصري والتي بلغ عددها (11) مدرسة في عهده (7) للبنين و(4) للبنات ومدرسة صناعية ( لمسايرة عصر الصناعة البازغ في مصر حينئذ ) تبرع لها بـ 1500 فدان وقفاً عليها اسماعيل يوقف محاغظ ويامر بترميم كنيسة الأرخن القبطي التقى والصلاح المعلم إبراهيم الجوهري قام بترميم الكنائس والأديرة وعمل على نسخ الكتب الطقسية بها وبناء وتعمير الكنائس والأديرة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية , ووصل إلى أعلى وظائف الدولة وهى وظيفة كتاب مصر وهى تعادل رئيس وزراء وفي أثناء ذلك وصلت الأميرة التركية في زيارة لمصر فقام باستقبالها المعلم إبراهيم الجوهري وأحسن ضيافتها وإكرامها..

كما أهتم بكنيسة بسندبيس بالقليوبية والمعروفة بأسم كنيسة مارجرجس وهى الكنيسة التي تربي فيها المعلم إبراهيم الجوهري لأنه نشأ فى مدينة قليوب حيث لم تكن كنيسة أخرى قريبة منها سوى كنيسة سندبيس وحدث ان بناء الكنيسة بعد أن ساءت أحوال مبانيها القديمة وآلت للسقوط فقد تولي أمرها تلك الأسرة الوافدة من الصعيد كما ذكرنا آنفاً ولكن تصدى لهم كبير من هذه البلدة وكان يدعى محمد أغا بك وكان حاكماً لمحافظة القليوبية (حاكم قط مديرية القليوبية سابقاً) وكان ذو نفوذ وسطوة كبيرة حتى أن أبناء القرية كانوا يخافونه ويرتعدون منه و من قسوته على العامة والفقراء وقسوته في تعذبيهم ، ولما تعنت مع الأقباط وساء الموقف سوءاًً وصل الأمر إلى مسامع الحكومة وعلى رأسها الخديوي إسماعيل أرسل هذا الخديوي مهندس السراي الخديوية.

وفى نفس الوقت مهندس الري المشرف على قناة الدلتا وأسمه المهندس جرجس الشاطبي فأتى هذا المهندس إلى سندبيس وتقابل مع القمص غبريال يوسف راعي الكنيسة وابن عطا الله سليمان وأخوته فأخبره القمص بكل الأحداث وطلب منه تحديد موعداً لمقابله الخديوي ليعرض عليه الأحداث فحضر إليه بعد يومين المهندس جرجس الشاطبى وأبلغه مواقفه الخديوي مقابلته وحدد له اليوم الذي يأتى إليه في وذهب القمص غبريال إلى السراي لمقابله الخديوي قام الخديوي على غير العادة مرحباً به مشيراً إليه بالجلوس عن يمينه طالباً منه شرح مظلمته ولما استمع الخديوي إلى شرح القمص غبريال وعرف مظلمته وأن الحاكم محمد أغا حاكم القليوبية يرفض بناء بيت من بيوت الله خاصة بالمسيحيين بحجة أنه بيت كفر ، أمر الخديوي بالقبض علي محمد أغا هذا وتجريده من وظيفته وإحضاره أمامه مكبلاً بالقيود فتم ما أمر به الخديوي وعند حضوره أمامه عنفه وأمر بسجنه ، أما القمص غبريال فأذن له الخديوي بأن يذهب إلى بلدته سندبيس مؤيداً بقرار منه وأمر بأن ترسل قوة من الأمن إلى سندبيس لمساندة القمص غبريال في إتمام تسوير الكنيسة وتحديد المساحة التي يرغبها للكنيسة وبنائها وسنكمل فالحلقات القادمة مع محبى السلام من الحكام صلواتكم.
الرب معكم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :