الأقباط متحدون - كيرياليسون
  • ١٦:٤٦
  • الاثنين , ١٢ ديسمبر ٢٠١٦
English version

كيرياليسون

مقالات مختارة | حمدي رزق

٢٣: ٠٨ ص +02:00 EET

الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

كيرياليسون، هذا دعاء إخوتنا فى صلواتهم، وختام تسبيحاتهم فى قداسهم، ودعاؤهم على الأرض السلام وبالناس المسرة، قتلوهم وهم صائمون، قتلوا المصلين العزل فى القداس وهم صائمون، وفى يوم أحد، وعلى مقربة من ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وفى يوم مولد الحبيب، صلى الله عليه وسلم، رسالة بعلم الوصول، يا نحكمكم يا نقتلكم!!.

يوم تنادى الإرهابيون لحصار الكاتدرائية وتناولوا رموز الكنيسة بالفحش، وضربوا الحصار، تأكد تماماً أن رمزية الكنيسة مستهدفة، وأنها هدف ثابت فى مخطط هؤلاء، وأنهم يتحينون الفرص للانقضاض على هذا الرمز الكنسى الكبير.

ويوم 30 يونيو وانحياز المسيحيين فى قلب المصريين لإزاحة الاحتلال الإخوانى الجاثم فوق صدر البلاد، صار المسيحيون شعباً وكنيساً وآباء وقساوسة وكهنة فى مرمى الانتقام والثأر عقابا على خروجهم رفضاً لحكم المرشد، وطالت ألسنة الإخوان والتابعين ترمى الكنيسة والبابا والشعب المسيحى، وتدعو للثأر والانتقام وتوعدهم فى يوم قريب.

ويوم فض رابعة، اجتاح الإرهابيون الكنائس بطول وعرض البلاد نسفاً وتفجيراً وتحريقاً، أعلنوها حرباً دينية على المسيحيين، حاصروا الكنائس وحرقوها، حرقوا قلوب المسيحيين وهم يرون أيقوناتهم تحرق وصلبانهم تكسر ومذابحهم تهدم وسط صياحات معلومة ملعونة تؤشر على عنوان مجرميها.

والتحرش الطائفى بالعائلات المسيحية تحت وطأة دعايات طائفية فى صعيد مصر ليس ببعيد عن مخلفات الثأر الذى زرعه هؤلاء المجرمون فى نفوس خلاياهم النائمة التى تستيقظ الآن وفى كل نجع وقرية لتثير فتناً طائفية يجرى إخمادها تباعاً قبل أن تنفجر كحريق كبير يأتى على الأخضر واليابس.

تفجير الكنيسة البطرسية فى جوار ملاصق للكاتدرائية وبينهما باب نفذت منه الأرواح الشريرة، لا تخرج عن كونها حلقة من حلقات الثأر الذى يستبطنه الإخوان للمسيحيين، عقاباً على خروجتهم الوطنية الهائلة فى قلب المصريين، وتماهيهم مع ثورة المصريين على الإخوان والتابعين.

هم يعاقبون الشعب المصرى جميعا، ولكن هناك ثأراً مستبطناً من المسيحيين خاصة، الموجة الإرهابية التى تضرب البلاد ليست عشوائية أو ارتجالية أو من بنات أفكار ذئاب منفردة مطلوقة على المجتمع، مَن يخطط لتفجير عبوة ناسفة فى كنيس ملاصق للبطريركية ويوم أحد وساعة القداس الصباحى خطط للعملية جيدا وباحترافية مكنته من اختراق السياجات الأمنية من حول الكاتدرائية. اختيار المكان والتوقيت وحجم العبوة ومستوى التفجير تشى بما هو أخطر من تفجير القنبلة، يهدف إلى إسقاط الدولة على نسق تفجير «كنيسة القديسين».

معنى خطير تخلّف عن الحادث، ويستلزم حذرا وحيطة، إنهم يستهدفون إرهاب المسيحيين وجبلهم على تجنب المعركة الوطنية المستعرة مع الإرهاب، قسمة الشعب بالإرهاب مسلمين ومسيحيين، واستهداف الكنيس الكبير يستهدف إحداث فتنة خطيرة، شق الصف فى توقيت حرج، ولكن هيهات، من هرع إلى الكاتدرائية هلعا وتبرعا بالدماء المصريون جميعا.

الرسالة الإرهابية تقول حتى الرمزية المسيحية الكبيرة مستهدفة وطالتها أيدى الإرهاب، وها أنتم تعاقبون على انحيازاتكم واختياراتكم التى هى اختيار المصريين جميعا، ولكن ياما دقت على الرؤوس طبول، وليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى يستهدف الإرهاب المسيحيين رموزا وكنائس، والمسيحيون صابرون يرددون فى صلواتهم كيرياليسون.

وفى كل مرة يثبت المسيحيون صبراً وجَلَداً ووطنية تمحق خيالاتهم المريضة، وتثبت أن المسيحيين فى قلب الوطن لا تحيد أعينهم عن العَلَم، وهم مصريون بالأصل، ولا يتنكرون للأصل، مصريون أصلاء، أوفياء، وتبقى مصر وطناً يعيش فينا جميعا.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع