امرأة مصرية اسمها نرمين رفيق
مقالات مختارة | ياسر أيوب
الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١٦
نرمين رفيق تماما كاتحاد المصارعة.. الاثنان يختلف بشأنهما الكثيرون دون أى حلول وسط.. إما منتهى الحب والتأييد والدفاع، أو منتهى الكراهية والرفض والهجوم.. ولأن الحب دائما خافت الصوت، حيث الهمس والمشاعر الطيبة والصادقة والجميلة.. بعكس الكراهية التى تسمح بالصراخ والانفعال والاستعراض أيضا.. فقد كان من الطبيعى حين تخطئ نرمين رفيق أو يفشل اتحاد المصارعة فى شىء أن يعرف كل الناس بهذا الخطأ أو الفشل.. أما حين يكون هناك نجاح وانتصار فلا أحد يهتم أو يتوقف ليشكر الاثنين.. وأنا هنا أتوقف رغم كل ذلك وأشكر اتحاد المصارعة، برئاسة الزميل والصديق حسن الحداد، لأنه قام بترشيح نرمين رفيق لعضوية لجنة المرأة بالاتحاد الدولى..
حيث يقوم كل اتحاد محلى بترشيح سيدة لعضوية هذه اللجنة، ثم يجتمع المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى للبحث والدراسة، ثم يعلن اختياره وقراره بتشكيل اللجنة لأربع سنوات مقبلة.. وتم اختيار نرمين رفيق منذ أيام قليلة لتصبح أول امرأة عربية تنضم للاتحاد الدولى للمصارعة عضوا بلجنة المرأة التى تترأسها التركية روديكا.. وهو أمر يعنى الكثير جدا، لأن هذا الاختيار لم تسبقه مجاملات ولا يملك الاتحاد المصرى للمصارعة نفوذا أو وسائل تسمح له بفرض مرشحته المصرية على الاتحاد الدولى.. ولأن نرمين رفيق، عضو مجلس إدارة اتحاد المصارعة، امرأة جميلة وقوية طال مشوارها مع الرياضة، سواء كلاعبة للكرة الطائرة فى نادى الزمالك.. أو أستاذة لعلم النفس الرياضى فى جامعة السادات التى انفصلت عن جامعة المنوفية وتأسست كجامعة جديدة مستقلة منذ قرابة السنة.. أو عضو مجلس إدارة منطقة القاهرة للكرة الطائرة، ثم أربع سنوات أخرى فى منطقة حلوان لكرة القدم.. أو الباحثة الأكاديمية فى اللجنة العلمية لجهاز الرياضة العسكرى.. ثم إحدى المسؤولات عن المصارعة النسائية بالاتحاد الأفريقى، برئاسة المغربى فؤاد المسكوت..
وبالتأكيد لم يكن مشوار نرمين رفيق كله نجاحات فقط وانتصارات دون إخفاق أو أخطاء.. لكن الانتصارات كانت أكبر وأهم وأجمل.. والعطاء كان كثيرا ودائما رغم كل المصاعب والأشواك المغروسة فى ظهر نرمين وفى قلبها حتى يتوقف مشوارها ولا تكتمل أحلامها.. وأنا هنا لا أهنئ نرمين بهذا المنصب الجديد فقط، إنما أطالبها أيضا بأن تقتنع أولا بأنها أخذت حقها ممن ظلموها سابقا أو حاربوها وطاردوها بشائعات واتهامات لم تكن صحيحة.. وبالتالى من حق الجميع على نرمين الآن أن تمد لهم يدها بالود والسلام.. وبعد ذلك تفتح بمعاونة اتحاد المصارعة الذى تنتمى إليه صندوق الفتاة المصرية والمصارعة المتخم بالحكايات والأسرار والخطايا والإهمال والفضائح أيضا.. فهذا الصندوق يحتاج لمن يفتحه بجرأة وشجاعة حتى تخرج منه كل الشرور ويصلح الهواء نقيا من جديد وتبدأ اللاعبات المصريات مشوارهن من جديد لتحقيق البطولات والميداليات التى من حق مصر بعدما أثبت العلم أن الجين الوراثى المصرى يحمل سمات التفوق فى لعبة المصارعة، سواء كان رجلا أم امرأة.. ونرمين رفيق تستطيع ذاك.. والمصارعة المصرية ومصر كلها تستحق ذلك.
نقلا عن المصري اليوم