الأقباط متحدون - نجيب محفوظ كخادش للحياء لافتات المحور وفخر الأدب العربى
  • ٢٢:٠٥
  • السبت , ١٠ ديسمبر ٢٠١٦
English version

نجيب محفوظ كخادش للحياء لافتات المحور وفخر الأدب العربى

مقالات مختارة | سمير فريد

٤٣: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٠ ديسمبر ٢٠١٦

سمير فريد
سمير فريد

خجلت كمصرى ينتمى إلى البلد الذى لم يذكر سواه فى كل الكتب السماوية، والذى يعرفه كل طلبة العالم فى السنة الأولى، من التعليق على ما قاله نائب فى البرلمان عن أن أدب نجيب محفوظ (1911-2006) خادش للحياء.

لم أتصور أن يأتى اليوم الذى يقال فيه هذا الكلام عن الكاتب، ليس لأنه فاز بجائزة نوبل للأدب عام 1988، وكان ولايزال الأديب العربى الوحيد الذى فاز بها، وهى أرفع جوائز الدنيا، وقد كتبت يومها أن نوبل فازت بمنحها له، وإنما لأنه فخر الأدب العربى فى القرن العشرين ومن مفاخره فى كل القرون.

وصلتنى الرسالة التالية من القارئ الكاتب المثقف أحمد أبوشادى، ودفعتنى إلى التعليق على ما قاله النائب فى البرلمان، فلولا هذه «الحالة» التى يراد لمصر أن تكون عليها، لما قال النائب ما قاله. وفيما يلى نص الرسالة:

«شكرًا جزيلا على نشر خطاب الدكتور يحيى نورالدين طراف بشأن لافتات أسماء الله الحسنى فى غير موضعها على طول محور 26 يوليو، فقد استفزنى الأمر وفكرت أن أزيل هذه اللافتات بنفسى طالما أن الدولة تخلت عن واجبها فى حفظ النظام العام، وتركت لكل من هبَّ ودبَّ أن يفعل ما بدا له أينما ووقتما شاء دونما رادع!.

الأخطر من ذلك أن تكون هذه اللافتات جزءاً من عملية غسل أمخاخ المصريين وإغراقهم فى الأوهام، خاصة أنها ليست وليدة اليوم، فقد انتشرت فى الماضى لافتات قرآنية كبيرة تستخدم الألوان المخصصة دوليا للإرشاد عن الطرق الرئيسيّة، ولحسن الحظ أزيلت هذه اللافتات المضللة، والتى تسىء لعامة المسلمين وغيرهم من المسافرين، خاصة الأجانب.

أعتقد جازماً أن اللافتات القرآنية على الطرق العامة وحوائط بعض المؤسسات جزء من عملية ممنهجة تستخدم كل سبل النشر من مطبوعات وكتب ولافتات، بل برامج إذاعية وتليفزيونية وأعمدة صحفية لإغراق مصر والمصريين فى أوهام السلفية والتطرف وجعلهما نمطاً للحياة لا فكاك منه.

الدولة، للأسف، غائبة أو منشغلة بأمور أخرى، تاركة أمور النظام العام للجهلاء والبسطاء ممن يسهل رشوتهم أو التغرير بهم.

شكرًا على إثارة موضوع يستفز كل عقلاء البلد والحريصين على حمايتها من الجهل والتطرف».
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع