عبوة المصالحة المفخخة تنفجر فى الطالبية!
مقالات مختارة | حمدي رزق
السبت ١٠ ديسمبر ٢٠١٦
الإرهابيون بالأمس كفونى الكلام فى مواجهة دعاة المصالحة والعاملين عليها، جريمة الطالبية الغادرة تُخرس هذه الألسنة التى طالت واستطالت الأسابيع الماضية تبشر فينا بالمصالحة، والدماء التى سُفكت تسدل الستار على هذه الوجوه الخبيثة التى تجتهد فى نشر هذا المصطلح «المراوغ» الذى يغطى على كل جرائم الإرهاب، ويهدر الدماء، ويضيع حقوق أبناء الوطن فى قِصاص عادل من «كلاب النار».
الإرهاب يكثف من عملياته على صدى من ضجيج المصالحة، عرّابو المصالحة يُحرفون تركيز الشارع بعمدية ومخطط خبيث عن حرب الإرهاب، كل مَن يتحدث عن المصالحة شريك لهؤلاء فى عملياتهم القذرة وإرهابهم، ومتواطئ معهم، ويتحمل نصيبه من الغرم، الدماء الطاهرة التى سُفكت بالأمس لن تضيع هدراً.
العرّابون يمتنعون، كفاية تدليس وخداع وضحك على الدقون، كفى تلاعباً بالمصطلحات، يقول العَرَّاب الكبير: مقصدى المصلحة الوطنية، عيب على الشيبة، كفى زراعة ألغام فى الأرض الحرام، المصالحة المطروحة من قِبَل عرّابى الإخوان وهم معلومون بالاسم وبالسوابق، مثل هذا اللغم الذى انفجر فى شهدائنا بالأمس قبل صلاة الجمعة وفى رحاب مسجد السلام، وفى أجواء المولد النبوى الشريف.
المصالحة لغم ضخم سينفجر فينا جميعاً، أخشى من حديث المصالحة الذى يتم تصنيعه فى أقبية الاستخبارات الأجنبية، يشكل غطاء كثيفاً من الخداع البصرى المخطط لينفذ هؤلاء إلى أهدافهم فى ظل خدر لذيذ يُرخِى الأعصاب، وتسترخى الهمم، ونلوذ بالحكى يُلهينا حديث الإفك عن أخطر حرب نخوضها فى مواجهة عصابات إرهابية تضرب فى القلب والأطراف، تستهدف إسقاط الوطن فى أتون حرب أهلية إذا دخلها المصريون فلن يخرجوا منها سالمين أبداً.
لا تصالح.. ومع مَن تتحدث، مع مَن أفتى بقتل رجال الجيش والشرطة والقُضاة والشعب كله، مع مَن خطط لعملية الأمس، ومَن موّل، ومَن زرع العبوات، ومَن فجَّرها عن بُعد، ومَن احتفى بها على وسائل التواصل الاجتماعى أم مَن شرب نخباً من دماء شبابنا فى قعور البيوت الإخوانية التى عمتها الفرحة الغامرة بسقوط شباب مصرى بين شهيد وجريح.
إن كنتم نسيتم اللى جرى، فلن أتحدث عن ماضٍ قريب أو بعيد، أحدثكم عن أمس، عن استشهاد أبطالنا، أمس، عن الدم المُراق فى الطالبية، عن عائلات بالأمس فقدت عمدها وشبابها، عن أبناء تَيَتَّموا، وعن زوجات تَرَمَّلْن، وعن أمهات احترقت قلوبهن، عن مواكب الشهداء، عن الجنازات العسكرية، عن نشيد الشهيد.
هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان، ولا مكان لهم فى هذا الوطن، ومَن بقى منهم بين ظهرانينا هو خلية نائمة تنتظر فرصة لتنفجر فينا أو تقتل فينا أعز ما فينا، لا نفرق بينهم، والحديث المخاتل عن أجنحة وصقور وحمائم لا يستقيم، البطن واحدة، حملت سفاحاً، ولا تلد إلا مجرماً إرهابياً. جميعهم إرهابيون، أو إرهابيون محتملون، ليس بينهم معتدل ومنحرف، كلهم على شاكلة واحدة، كل منهم يحمل إرهابياً كامناً داخله، الإرهاب يسكن تحت جلودهم، والثأر يملأ قلوبهم، والغدر والخيانة عنوانهم.
وحديث المحنة، والتغيير، وطلب المصالحة، وتطليق السياسة، والتائبين، والعائدين إلى حضن الوطن مجدداً، وكلنا مصريون، والضفر ما يطلعش من اللحم، هذا لحن سقيم، الحقيقة أنهم أثبتوا ما سبق وإن أنكروه، نحن شعب وهم جماعة، نحن مصريون وهم إخوان، والإخوان مالهمش أمان، وإذا سمعت فى الجوار عرّاباً كبيراً أو صغيراً يتحدث عن المصالحة اعلم أنه يزرع فينا لغما!!.
نقلا عن المصري اليوم