الأقباط متحدون | ثقافة أل .. حوا سم !!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٤١ | الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠١١ | ١٠ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثقافة أل .. حوا سم !!!

الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود غازي سعد الدين
لعلنا بداية لابد من تعريف كلمة ( الحوا سم) فهو مصطلح شاع بين أوساط مجتمعنا العراقي وأنها كل شيء وقعت ووصلت إليه أيدي الممتدين الطويلة وذوي العقول المريضة من ممتلكات الدولة المختلفة كأجهزة كهربائية وأواني وممتلكات عامة بعد أي تغيير وفوضى تحدث نتيجة انقلاب أو كارثة طبيعية , كما هو الحال في هاييتي وشيلي أو تغيير سياسي كما هو الحال في العراق بعيد تحريره وتونس بعد الانتفاضة المباركة لشعبها الشجاع .

لعل القارئ الكريم وخاصة العراقي سيقول لعل الموضوع قد أصبح قديما ( ما تستاهل تدوخ راسك على موضوع قديم لا يأخر ولا يقدم ) هنا أقول أنني طرحت الموضوع كفكرة وظاهرة شاذة تشهده مجتمعاتنا ودولنا بين الحين والآخر وليس فقط تقتصر عند حصول كارثة (لا سامح الله) أو أزمة سياسية , لعلنا جميعا شاهدنا المواطنين في شيلي وهاييتي وهم يهمون باقتناء ونقل كل ما تصل إليه أيديهم من مؤن غذائية وطبية ونقلها بصورة غير قانونية من المتاجر والأسواق التي باتت مفتوحة أمامهم عقب الزلزالين المدمرين , الحال نفسه تكرر في تونس وعمليات الحرق والسلب وظهور عصابات تقوم بزرع الهلع والرعب بين السكان في بعض المدن التونسية . يسلط الإعلام وخاصة إعلام دولنا المتخلفة الضوء بشكل سلبي على ا ن أي تغيير لنظام حكم من ألأنظمة الفاسدة قد يفضي إلى هذا التخريب والسلب والنهب , هنا أقول وقد أكدته حناجر بعض المواطنين التونسيين على قنوات فرنسية وقناة euro news وقنوات عربية أيضا , حيث صرح العديد منهم أن معظم هذه الأعمال تقوم بها عناصر من أمن حكومة المخلوع زين العابدين بن علي الذي فر إلى مملكة طغاة آخرين . ليس قصدي هنا أن أضع كل ما يقع من أحداث على عاتق طرف دون آخر وسأكون صريحا أن ثقافة البداوة والاستئثار وثقافة الغزو لا تزال مسيطرة على أذهاننا فكل ما تقع عليه أيدينا فهو ملك لنا وغنائم لنا الحق فيها وكأننا خارجون من معركة أو غزوة من غزواتنا التي اشتهرنا بها عبر تاريخنا , هذه الثقافة متجذرة بسبب حكم الطاغية وحاشيته قديما وحديثا , واستئثارهم بكل شيء ورميهم فتات ما تبقى من موائدهم الى الشعب المسكين , فيضحى الشعب واقفا بالمرصاد يتحين الفرص عند أي خلل وطارئ ليستأثر بما تقع عليه يداه انتقاما وكردة فعل طبيعية .

المشهد الآخر الذي تستعيده ذاكرتي وذاكرتنا كعراقيين هي أحداث ما بعيد عملية تحرير العراق وحملة (الحوا سم) التي بدأت بعد سقوط لا نظام صدام البائد , ومن المهم القول أن ثقافة الحوا سم ليست هي ثقافة العراقيين جميعهم , إنما هي ثقافة وبرنامج البعث ومؤسسته التي روج لهذه الثقافة وخصوصا بعد اجتياح المدن الإيرانية والكويتية وعمليات ألأنفال وأحداث الانتفاضة التي تلتها وقيام البعض بنهب ممتلكات الدوائر الحكومية والقصور الرئاسية لطاغية العصر( البائد) , منهم من مارس هذا الفعل لسد حاجة وهم قلة والبقية مارسوا ذلك من قبيل ثقافة وسلوك , ولعل التأريخ أيضا يسرد الكثير من هذه الأحداث خصوصا إبان الحكم العثماني , واستغلال العديد من العشائر كردية وعربية للظروف لقطع الطرق وعمليات السلب والنهب والابتزاز , ولعل هذه الحقبة أيضا لها بصماتها الواضحة في تراكم هذه الثقافة في رؤوس (أصحاب الحوا سم) , والتي كرستها سلطة البعث ألصدامي على أسوء وجه . هناك العديد من ألأحداث لابد من الإشارة إليها وان مر بعض الوقت عليها , لان مرور الوقت لا يمحي اثر ثقافة الحوا سم وثقافة النهب والسلب والتخريب وان بعدت الأوقات والأماكن , فهناك العديد من مسئولينا قد شاركوا في عملية الحوا سم عبر وسطائهم المنضوين تحت مظلة أحزابهم ألأخطبوطية , والآن مرة أخرى أصبحوا يشرفون على حواسم أكبر من خلال مناصبهم التي تقلدوها وأضفوا وجها قانونيا لسرقة مال الشعب وقوته . كلنا تابعنا وعايشنا عمليات الحواسم والتخريب عقب التحرير في 9 نيسان , وألقينا كما هو معلوم أخطاءنا وما حرق ونهب وسلب وسرق كله علقناه على شماعة أمريكا !! لا زالت هذه المقولة هي السائدة من قبل مروجي نظرية المؤامرة من البعثيين وأذنابهم من خلال القول بأن تلكؤ الولايات المتحدة في حماية مرفقات الدولة ومؤسساتها في ذلك الوقت هو السبب الرئيسي لما نهبنا وحرقنا وصادرنا !! وروجت مقولة أخرى أن الولايات المتحدة قامت بحماية وزارة النفط وملفاتها وممتلكاتها بغية الاستيلاء وسرقة النفط العراقي ونهب خيراته ّّ!! هنا لابد من القول ومن باب إزالة هذه الثقافة وتنوير العقول على ما هو واقع ونتحدث بصراحة عن تلك ألأحداث وما سبقها من أحداث ألانتفاضة الشعبانية والتي سنشهد ذكراها في الأسابيع القليلة القادمة , التي شملت 14 عشرة محافظة عراقية , ونعلم جميعا ما تلت من أحداث نهب وحرق وسلب لكافة مؤسسات الدولة وكافة المنشات المدنية والعسكرية وقصور الرئاسة تجلت بصورة رئيسية في الشمال العراقي في مدن دهوك واربيل والسليمانية , من حرق وتدمير حتى بعد مرور أعوام من وجود شبه ادارة مستقلة ( نستطيع ان نسميه حكم العشيرة والحزب الواحد) ولعل من ساعد وشارك في تلك الأحداث كلها هم المسئولون الذين لازال العديد منهم في دفة الحكم والسلطة ولا زالت ثقافة الحوا سم لا تبارح مخيلتهم وهم دأبوا على ترسيخ هذه الثقافة على قدم وساق , ولكن بتغيير المنهج والطريقة . هنا لابد من القول ومن باب دحض نظرية المؤامرة , وأوجه سؤالا لكل العراقيين وغير العراقيين , هل كانت الولايات المتحدة حاضرة عندما قام قسم من الفوضويين بحرق مؤسسات وممتلكات المؤسسات الرسمية في شمال العراق إبان الانتفاضة (1991) وقاموا بتخريب حتى أساسات القصور العديدة والكثيرة للطاغية صدام التي أشرف عليها مسئولون ( عيني عينك) وهدموا وسرقوا كل شيء وأصبحت هذه الممتلكات العامة صفقات بين ثلة سرقت وسلبت كل شيء في عهد الطاغية , تلتها من بعدهم ثلة أخرى لتسرق وتنهب وتمتص ما تبقى من دماء الشعب العراقي ؟؟ لعلنا كلنا نعلم أن ثقافة التخريب طالت المحافظات ألأخرى أيضا ولكن ليس بتلك الحدة والهمجية التي كانت عليه في محافظات الشمال العراقي , والآلاف المؤلفة من الماكنات والمعدات في مشاريع ضخمة التي كانت تقام كسد بخمة ومشاريع السدود ومحطات المياه ( طبعا لخدمة صدام وحاشيته) قامت عصابات ألأحزاب هناك بنهبها ونقلها إلى إيران وتركيا , وكان بمقدورهم الحفاظ على تلك المعدات و المنتجعات والقصور السياحية كمنتجعات سياحية للشعب لتدر أموالا طائلة , ولكن أبو ذلك طالما تصب جل عمليات السرقة والتخريب هذه لصالحهم وأرصدتهم الخيالية , ولعل قصور الطاغية في مفهومهم ( أصبحت موديلا قديما ) فلا ضير من إقامة قصور ومنتجعات أخرى في أماكن جديدة على غرار ما كان يفعله صدام الهدام . أتذكر اليوم المبارك وهو يوم إسقاط صنم الطاغية وكنت حينها في إحدى مدن شمال العراق نشاهد مشاهد عملية إسقاط الصنم ومشاهد ردة فعل وفرحة المواطنين في بغداد والمحافظات التي رصدت بعض الكاميرات لقطات منها , ومشهد المواطن الذي كان يحمل كرسيا على رأسه ( نعم كرسيا دوارا فقط ) وهو يخرج من مبنى اللجنة الاولمبية ( التي كان يديرها المقبور عدي) يرقص فرحا , سمعت بعض الذين يتابعون هذه المشاهد يقولون بالحرف الواحد ( انظروا هؤلاء ال.... ألأغبياء الهمج الرعاع ماذا يفعلون ) فما كان مني إلا أن التفت إليهم قائلا إذا كانوا أغبياء ورعاعا وهمجا فتحدثوا عن همجيتكم وسرقاتكم التي لا زالت جارية على قدم وساق فقال لي أحداهن هل تؤيد سرقة ممتلكات الدولة فهي ليست ملك لأحد بل هي ملك الجميع فقلت أنا لا أؤيد أية سرقة مهما كان حجمها ونوعها ولكن انتم صنفتم أنفسكم كأتقياء صالحين لا يشوب مجتمعكم أية شائبة ونقص وطعنتم في هؤلاء كونهم .... , وبدأتم بترويج الثقافة العنصرية والقومية وبدأ عصبيتكم وفعلها الخبيث يفعل فعله كما هو دأبكم ودأب من يروج لهذا الشيء . أردفت مكملا قائلا لهم , لعلنا نعيش سنوات عدة ولسنا في ظل حكومة صدام والبعث وتمتعنا بإدارة بسبب فرض منطقة الحظر الجوي وإقامة ملاذ آمن بفضل مساعدة الولايات المتحدة ودول التحالف , ولا زالت عصابات احزابكم تقوم بحفر حتى أساسات المباني المهدمة بغية إخراج النحاس والحديد وما تبقى من هياكل وبيعها , لتذهب ما يتحصل من مبالغ هائلة إلى جيوب المسئولين حصرا . هنا لابد من الإشارة إلى أن ثقافة الحوا سم والتخريب والنهب والسلب انتشرت في العراق كله , ولكن كان هناك تباين في مستوى هذه الثقافة والتي أؤكد أن أعلى مؤشر لعمليات الحوا سم شهدته مناطق الشمال العراقي , ولعل ما يؤكد صحة كلامي هو ما شاهدناه من بقاء القصور الرئاسية في محافظات عدة كصلاح الدين والبصرة وبابل والنجف ( رغم بعض التخريب الذي طالها ) حتى وان بعضها وقد شاهدناها بأم أعيننا كيف تحولت هذه القصور بعد عمليات ترميم وتأهيل إلى منتجعات سياحية تزورها العائلات العراقية , وتقام فيها مراسيم الزفاف والحفلات . هناك الآن مطالبات من قبل الحكومة العراقية بإعادة جميع الآليات المسروقة كالسيارات من مرافق الدولة إبان عمليات تحرير العراق ومشاركة مليشيات الأحزاب الكوردية في ذلك عند دخولها المدن العراقية كالموصل وبغداد وكركوك والتي قامت بتحويل وكتابة العديد منها بأسماء مسئولين في سجلات خاصة وباتت تعرف لدي الشارع ( بالكردية توز وبا أو بيره) أي غبار وهواء وغنيمة . لسنا بصدد قلب المواجع وطرح أحداث قديمة مضى عليها سنين عدة بقدر ما نهدف في نشر ثقافة المساواة والعدالة الاجتماعية والعدل والمطالبة بالحقوق , ما يهم هنا في طرحنا الموضوع هو محاربة ثقافة (الحوا سم) والعقليات التي لا زالت تفكر في حسم كل شيء لصالحها على حساب وانتهاك حقوق الآخرين . ونختم بالقول كفانا نتخبط بين مد البداوة وجزر العشيرة وثقافة الاستئثار والنهب والقيم العصبية والقبلية والحزب الواحد بل الحاكم الواحد والوعظ المنافق , ونحن نعيش عصر الانترنت والعلوم ورفاه الشعوب وحقوق الإنسان , ومن الخطأ المزج بين هاتين الثقافتين , فهي قيم لا تتوافق مع بعضها البعض ولا ولن تلتقي أبدا




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :