الأقباط متحدون | الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٢٩ | الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠١١ | ١٠ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٨٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الإستنجاء السياسي .. وفتوي قتل البرادعي

الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمود الزهيري
محمود عامر, بعد أن دخل الخلاء , وأتقن فعل الإستنجاء , دلف إلي ميضة الوضوء , وأسبغ الوضوء علي المكاره التي ببدنه  , ومشط اللحية , وقصر الجلباب , وارتدي البنطال , وحَبَكَ العِمامة , وأمسك بعود المسواك , واستاكَ, وتعطر بزجاجة المسك الذي يعطر به الحانوتية الأموات , ودخل بعد ذلك في صلاة طويلة في محراب المسجد ليسبغ من أفعال الإيمان مايطهر قلبه , ويصفي ضميره الذي هو يقظاً علي الدوام فيما يملي عليه من أوامر تخدم مفهوم الجمهورية , ومفهوم طاعة ولي أمر الجمهورية علي السواء , ولأنه مؤمن بالطاعة , ولايستطيع مخالفة ولي أمر الجماعة , الذي هو مبارك الأب , وإن أخذ ماله , وهتك عرضه , وقتل ولده , ولأن هناك من يعكر صفو ولي الأمر, ويضج مضجعه , ومضجع باقي أعضاء الجماعة المؤمنة , فكان ولابد وحتماً , وإيماناً وصدقاً ويقيناً , وإرضاءاً لله تبارك وتعالي , فما كان منه إلا أن أفتي بقتل الدكتور محمد مصطفي البرادعي رائد الجمعية الوطنية للتغيير بمصر , وذلك لأنه دعي إلي تغيير النظام الحاكم والذي يصفه محمود عامر , بولي الأمر , وكان منطوق فتواه : بأن البرادعي إذا لم يعلن التوبة عن دعوته إلى العصيان المدني ومقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة ، ردا على ما يعتبره تزويرا للانتخابات البرلمانية الأخيرة، فإنه يحل لـ «ولاة الأمر» قتله أو سجنه.
 
ولأن محمود عامر تغيب عنه  مفاهيم التغيير والثبات , الحزن والسعادة , الهدوء والغضب , الحركة والسكون , الماضي والحاضر , الكليات والجزئيات , الفردية والشمولية , الديمقراطية والإستبداد , العقل والوصاية , الدين والسياسة , العلم والجهل , السلفية والواقع , الأصالة والمعاصرة , الجمود والتقليد , والإبداع والتفرد , الفقر والتنمية , الحرب والسلام . وكذا الشرق والغرب , والتاريخانية والعولمة .
 
وهذه المرادفات والمتناقضات تسكن معظم الأزمات , وغالبية الإنفراجات , وصولاً لمصالح يتم السعي لتحقيقها عبر صراع المفاهيم في المجتمعات التي تهدف إلي النهوض ومواكبة عصر العلم والديمقراطيات , والحريات , وكذا الحكومات الإليكترونية التي مازال محمود عامر مؤمناً بمفهوم الحكومة الإسلامية , دون غيرها من حكومات .. وكأنه يحلم بحلم الشوري تحت سقيفة بني ساعدة , مع أنه ليس نبياً , ولاصحابياً , وإنما يتمثل تمثلاً طوعياً مغلوطاً لمفاهيم قديمة , يريد تكرارها بصورة مغلوطة , وكأن الدستور فكرة غريبة , والقوانين البشرية ظاهرة مريبة , والإنتخابات التي خاضها نفسه ضد جمال حشمت مرشح الإخوان , تجربة محرمة , لأنها تساعد علي التشريع فيما لم ينزل الله به سلطان , ومن ثم يحتكم الناس إلي غير ما أنزل الله , هكذا فعل ورشح نفسه كيداً ونكاية في الإخوان المسلمين , وهكذا فعلها إرضاءاً لولي الأمر والذي هو مبارك الأب , وهذا حسب إيمان الشيخ السلفي , محمود عامر , والذي سقط في الإنتخابات سقوطاً مريعاً , ففي إنتخابات عام 2000 قدم الشيخ محمود عامرأوراق ترشيحه ضد جمال حشمت القيادي الإخواني ، وحصل جمال حشمت علي 30 ألف صوت ولم يحصل محمود عامر سوى على 200 صوت , وكان هذا السقوط أو هذا الفوز بإرادة ولي الأمر , الذي أمر بتزوير الإنتخابات علي الدوام من بداية وجوده تحت سقيفة بني ساعدة المصرية , وحتي سقيفة بني ساعدة  2005  !!
وإن أنسي فلا أنسي أن محمود عامر قال عن نفسه النبية : أنه مثل الأنبياء قليل الأتباع !!
 
أظن أن محمود عامر , ومن يحمل عقليته المختلطة بمفاهيم دينية مغلوطة عن أرض الواقع , هم سبب من جملة أسباب تؤدي علي الدوام إلي مجاراة الطغيان والإستبداد , وهما قرناء الفساد , بما ينتجه من جرائم ضد المجتمع .. ومنها جريمة مجزرة كنيسة القديسين , تلك المجزرة الخطيرة التي بدأت بفتاوي القتل والإرهاب , ومن قبلها جرائم عديدة , إشترك فيها النظام الحاكم بصمته المريب المشكوك فيه , وكانت فتوي القتل علي الرأي إحدي جرائم النظام بأجنحته الدينية والأمنية .
 
والسؤال : هل من عقاب علي جريمة التحريض بالقتل للدكتور البرادعي , ولماذ سكتت أجهزة الدولة المصرية علي هذه الجريمة , أم أن الدولة هي مبارك , ومبارك هو الدولة ؟!!
 
أعتقد أن نظام الطغيان لم ينوي فعل الإستنجاء السياسي , ليتطهر من جرائمه الكريهة حتي الآن , وينتظر الغرق جبراً وقسراً , ليتطهر رغماً عن إرادته , في بحر الحرية , ولكن بإرادة رواد الحرية والتنوير .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :