الأقباط متحدون - هل تناول الطب الشرعي حبوب الشجاعة في تقرير مجدي مكين أم أن للموضوع أسباب أخري ؟
  • ٠٤:٢٠
  • الخميس , ٨ ديسمبر ٢٠١٦
English version

هل تناول الطب الشرعي حبوب الشجاعة في تقرير مجدي مكين أم أن للموضوع أسباب أخري ؟

مجدي جورج

مساحة رأي

٠١: ٠٨ م +02:00 EET

الخميس ٨ ديسمبر ٢٠١٦

مجدي مكين
مجدي مكين

مجدي جورج
لم نعتاد في جرائم الداخلية  وجرائم اي اجهزة سيادية اخري  ضد المواطنين ان تقوم مصلحة الطب الشرعي بإنصاف الضحايا فالعادة هي الطرمخة والتغطية علي جرائم تلك الأجهزة ضد المواطنين وذلك يرجع لسببين :-

الاول هو الخوف من بطش هذه الأجهزة .
الثاني اعتقاد البعض ان تثبيت اتهام الداخلية او اي اجهزة سيادية اخري بالتعذيب فيه ضرب لسمعة الدولة والداخلية والنظام القائم مع ان محاكمة عشر ضباط او حتي مائة ضابط لن تضير دولة ولن تضير الداخلية ولا النظام بل بالعكس ستحسن سمعتهما وستنظف الداخلية وأي اجهزة اخري من العناصر السيئة التي تسئ لمصر وسمعتها .

ولكن ما حدث كان عكس هذا في موضوع مجدي مكين وهو المواطن المصري الذي تم تعذيبه علي يد الضابط كريم  مجدي        ومجموعة من أمناء الشرطة بقسم الأميرية وقد لقي حتفه نتيجة هذا التعذيب . فقد خرج التقرير كاشفا الحقيقة وهي ان المواطن تعرض للتعذيب حتي الموت بعكس ما إرادت اجهزة إعلام النظام وبعكس إرادات بعض الأجهزة وبعكس ما ارادت بعض العناصر  بالداخلية .

فهل تناول  الطب الشرعي حبوب الشجاعة هذه المرة وكتب الحقيقة كما هي وان هذا الامر سيكون دينه وديدنه في كل الجرائم المماثلة  القادمة ام ان الامر سيكون فقط هذه المرة بسبب مجموعة من الأسباب والملابسات التي احاطت بهذه القضية .

من ناحيتي اتمني ان يكون هذا مسلك الطب الشرعي دائماً ولكنني اظن ان ما حدث  لن يتكرر وانه حدث هذه المرة لعدة اسباب منها :-
اولا بشاعة الجريمة فلأول مرة نري ان التعذيب يصل لدرجة حرق المؤخرة  وإصابة الخصيتين والكي بالنار والضرب بروح انتقامية شديدة علي كل اجزاء جسد الرجل .

ثانيا اذاعة تسجيل فيديو موثق لجسد الضحية علي شبكات الانترنت وعلي قناة الجزيرة فهذا الفيديو كان كاشفا وواضحا ومصورا من أهالي الضحية وهم غير مصنفين كإخوان او يساريين او حتي سياسيين ليقال انهم زوروا في الحقيقة بهدف ضرب النظام بل هم أناس ارزاقية لاهم لهم الا لقمة العيش .

ثالثا شهادة وشجاعة  الشهود المسلمين الذين كانوا مع مجدي مكين والذين تم القبض عليهم معه وهم من أصدقائه ونالوا جانب من التعذيب ، فلأول مرة لم تنجح جهود الشرطة في ثني الشهود عن التراجع عن شهادتهم خوفا من بطشها بهم .

رابعا ابتعاد الكنيسة الي حد بعيد عن هذه القضية فلم تستطع الدولة ولا اعلامها الباس القضية ثوب الطائفية رغم ان بعض المذيعين حاولوا ذلك في البداية مثل اماني الخياط التي استماتت من اجل هذا الامر .

خامسا نضال المجتمع المدني بمسلميه قبل اقباطه فقد استنكر هذه الجريمة الجميع الا قلة قليلة لازالت تري ان كشف جرائم  هؤلاء الضباط والأمناء الساديين الارهابيين فيه تشنيع بالبلد وبداخليتها ، وقد احسن أهلية مجدي مكين التصرف عندما استعانوا بمحامين مسلمين بجانب الاقباط للدفاع عن حقوق مجدي مكين .

سادسا التنفيث عن المجتمع فغالبا قد ارتأت جهة سيادية ما ان الاوان ليس أوانه الآن  للطرمخة علي هذه القضية والكذب فيها فالمجتمع يغلي بما فيه الكفاية وغلاء الأسعار واختفاء السلع الاساسية من الاسواق يجعل المجتمع لا يتحمل كذب الداخلية واجهزتها في موضوع تعذيب واضح بين جلي فقررت هذه الأجهزة التضحية بضابط ومجموعة من أمناء شرطة قسم الأميرية بدلا ربما من اندلاع مما لا يحمد عقباه ، ولا تنسوا ان بدايات ثورة يناير ٢٠١١ كانت بدايتها بسبب تعذيب خالد سعيد علي يد رجال الداخلية .

سابعا ان اجهزة النظام وجدت ان الظهير القبطي المساند للنظام والسيسي قد بدا يتململ من كثرة الجرائم الموجهة ضد الاقباط فمن قتل وحرق بيوت وكنائس الاقباط  الي تعرية سيدة الكرم كل هذا مر مرور الكرام دون عقاب لأحد مما جعل الاقباط يبدائون في فقدان الثقة في السيسي ونظامه ولذا وجدت بعض هذه الأجهزة ان التضحية بهذا الضابط ومجموعة الأمناء فيه اعادة للاقباط الي صفوف مناصري النظام مرة اخري .

نتمني ان تكون  أسبابنا وظنوننا خاطئة وان تكون هذه هي البداية المرجوة الصحيحة  للطب الشرعي لما في ذلك من اعلاء للحقيقة الكفيلة بنشر العدالة والمساواة وبالتالي التقدم والرفاهية للبلاد .
Magdigeorge2005@hotmail.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع