بقلم: مريم حليم
لابد أن نشكر الله على تلك النعمة، فمن مصيبة نبتلى بها إلى أخرى يا قلبي لا تحزن.. من مطحنه الانتخابات، وقضايا ومحاكم وهموم لا تنسى، وبعدها لم ننجح، وأحكام مجلس دولة لم تحترم، ولم تنفذـ ولا نحصل على حقوقنا.
ويشاء القدر بمصيبة أكبر وأقوى تنسينا الانتخابات، وهي انفجار كنيسة القديسين بالإسكندرية، عظمت على جميع المصائب، هزت المشاعر ببحر من الدماء، ورائحه الدم والأشلاء، وعلى الأرض في كل مكان، فمن مات فهو شهيد عند الله، أما من عاش وخرج سليمًا فهو مصاب نفسيًا، لم يقدر أن ينسى ما حدث.. لينفلت بعدها مندوب شرطة ويصعد إلى القطار، ويطلق الرصاص على ستة مصريين، وأؤكد أنهم مصريين، لنكتشف أن الستة كانوا من الأقباط،  فما مبرر أن يكون هذا الفرد، والذي يعمل بمكان حساس، أنه فجاة "مختل عقليًا"؟! وكيف سُمح له بحمل سلاح، وهو في هذه الحالة الخطرة.
هل يعقل أن نصعد مترو الأنفاق، أنا وابنتى لنجد أحد المختلين عقليًًا بملابس يرثى لها، مقطعة ومتسخة يأتي من ورائنا ويصرخ "ربنا يحرقكم ربنا يولع فيكم".. من سمح له بالصعود إلى المترو؟ وأين رقابة رجال الأمن في هذا المرفق الحيوي والحساس من صعود هؤلاء الناس إلى عربات المترو؟!
والأهم من هذا وذاك، هو من الدافع الذي أوصل مثل هذا المختل أن يكون مضطهدً للأقباط، لمجرد أن يراهم أمامه.
الوضع العام أصبح غير متزن، فالأوضاع المأساوية التي وصلت إليها البلد غير مريحة، ولعل أحداث تونس الأخيرة جرس إنذار لكل الأنظمة العربية التي لا تحترم حرية شعوبها، ولعل اجتماع الحكومة أمس لبحث الأوضاع والتأكيد على عدم استفزاز الناس وإصدار قرارت تهييج مشاعرهم، من زيادات في الأسعار وضرائب، فهل سوف يقدورن على ذلك، ولو لأيام؟!  سؤال مطروح للقراء.