الرعاة والملائكة ..!
نبيل المقدس
١٤:
٠٨
ص +02:00 EET
الخميس ٨ ديسمبر ٢٠١٦
نبيل المقدس
من العجيب أن إعلان الله الأول للميلاد أتي لرعاة أغنام بسطاء .. فالرعاة في وقت ميلاد يسوع كانوا في موضع إحتقار من رجال الكهنة ورجال الدين اليهودي . وكانوا أيضا مبعث سخرية الشعب اليهودي لهم , لأنهم لم يحفظوا طقس الناموس , من غسل الأيدي وما شابه ذلك من شرائع وتقاليد اليهود . فقد كانت أغنامهم تستغرق منهم وقت طويل , وتستنفذ جهدهم .. مما أعجزهم عن حفظ الشرائع اليهودية الكثيرة والمتنوعة ... وبالرغم من هذه النظرات الإحتقارية إلاّ أن الله جلت حكمته . ونظر إلي هؤلاء الناس البسطاء الجالسين في الحقول والعراء نظرة تقدير وإجلال .. وراي فيهم كرعاة الخراف الهيكل أحق البشرية جمعاء في سماع الإعلان المبارك , ليروا حمل الله الذي يرفع خطية العالم . ولقد رأينا وأدركنا أنهم كانوا يعزفون علي آلاتهم الموسيقية فرحة وتهنئة بولادة الطفل .. وأرسل الله إليهم من السما جوقة من الملائكة منشدة ومرنمة ترنيمة الميلاد المباركة :
" المجد لله في الأعالي ......... وعلي الأرض السلام ........ وبالناس المسرة ."
عندما رجعت الملائكة إلي السماء وإختفت .. قال الرعاة لبعضهم فلنذهب الأن إلي بيت لحم , ونري كل ما قاله لنا الرب عن طريق الملائكة .. فذهبوا مسرعين إلي بيت لحم , ووجدوا العذراء مريم ويوسف وأمامهم الطفل نائما في مزود .. ونقلوا كل ما حدث معهم وهُم في الحقل عن ظهور الملائكة وبشارتهم بميلاد الصبي .. حتي أن الجمع الذي كان موجودا حول المذود تعحب مما سمعوه من الرعاة . لكن العذراء مريم أخذت موقفا آخر فقد كانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها .
هكذا تمت ولادة إبن الله في بساطة كاملة , رغم أن العالم توقع أن يُولد في قصر أعظم وأبهي قصور العالم الشاهقة. ولنا في القصة التالية تعلمنا لماذا اتي المسيح فقيرا .. تقول القصة أن أحد ملوك أوربا كان يسير متخفيا بين شعبه , وعندما سئل لماذا تفعل هذا ؟ أجاب بلغة الواثق من نفسه " كيف أحكم شعبي إن كنت لا أعرف كيف يعيش هذا الشعب " ... ؟؟! وهذا هو الفكر السائد عند المؤمنين أن إلهنا يعرف الحياة التي نحياها , وإختبرها ينفسه في حياة الأرض.
فلنرم نحن ترنيمة الميلاد :
لما الرعاة بشــــروا بمفتدي كـل الشعوب
ساروا دُجي لينظروا طفلا به تحيا القلوب