الأقباط متحدون - هاينز ليست وحدها
  • ١٤:٢٣
  • الاربعاء , ٧ ديسمبر ٢٠١٦
English version

هاينز ليست وحدها

مقالات مختارة | كرم جبر

٠٥: ٠٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٧ ديسمبر ٢٠١٦

كرم جبر
كرم جبر

ومن الذى يضمن سلامة الأغذية الأخرى التى نتناولها، بعد كارثة كاتشاب هاينز، صاحبة السمعة البراقة والأغلفة الحمراء الجذابة، وفجأة سقطت فى بؤرة الفساد، وأوجعت بطوننا وأصابتنا بالغثيان، لمجرد أن نتخيل أننا أكلنا طعاما، دخل فى تركيبته العفن والصراصير والديدان وأحيانا الفئران، ومن منا لم يستمتع بمذاق الكاتشاب الملوث؟
 
من المآسى العجيبة أن مصر ليس فيها هيئة لمراقبة الغذاء والدواء، مثل سائر دول العالم المتقدمة والمتخلفة، ونتيجة لذلك يتعرض غذاء المصريين لهجمات شرسة، وصلت ذروتها فى جريمة الكاتشاب، وإذا كانت الصدفة وحدها هى التى أدت إلى اكتشافها، فالمؤكد أننا سننفخ فى الزبادى بعد أن لسعنا الكاتشاب، ونطالب الدولة والحكومة والبرلمان بأن يتحركوا بأقصى سرعة، لإنشاء هيئة الغذاء والدواء، وتشديد العقوبات حتى تصل إلى الأشغال الشاقة، ضد كل من يهدد سلامة المصريين، وكفانا انتشار السرطان ومختلف الأمراض.
 
توقفت آخر محاولات إنشاء هيئة مصرية للدواء والغذاء، فى أكتوبر 2014 فترة تولى المهندس إبراهيم محلب لرئاسة الوزراء، ونشبت حربا سخيفة بين نقابات الصيادلة والأطباء والبيطريين والزراعيين، حول تبعية الهيئة والإشراف عليها، مع أنهم جميعا لا يصلحون لهذه المهمة، والمفترض أن تكون هيئة مستقلة لها صلاحيات فوق الوزارات والنقابات، حتى لا تقع بين أنياب أصحاب المصالح وما أكثرهم، والغريب أن مشروع إنشاء الهيئة يواجه التعثر حتى قبل 25 يناير، وتنجح القوى الخفية فى فرض قوتها، وإبقاء الأوضاع فى حالة عارمة من الفوضى.
 
غضبنا بشدة من تقرير هيئة الأغذية والزراعة الأمريكية، الذى صدر منذ عدة شهور، وذكر مئات المنتجات الغذائية المصرية التى يتم تصديرها ونستهلكها فى الداخل، وطرق غشها أو ريها بمياه المجارى، أوغسلها بمياه قذرة ثم تجميدها، مع ما تسببه من أمراض مزمنة، تجعل كل منا يقاطعها ولا يدخلها بيته، ورغم خطورة الاتهامات، فإن الحكومة التزمت الصمت، وتركت مهمة الدفاع عن سلامة الغذاء، لبعض الفضائيات التى اجتهدت، وفسرت التقرير الأمريكى فى ضوء نظرية المؤامرة.
 
من هم أصحاب المصالح الذين يعرقلون إنشاء هيئة الدواء والغذاء المصرية ؟ فهى التى تحمى المستهلك المصرى من الأطعمة الفاسدة والملوثة، ولا تسمح بدخول غذاء أو دواء إلا إذا توافرت فيه شروط السلام، ولا تجعل المصريين فئران تجاب، لأدوية وأغذية مجهولة، وهل تكون فضيحة هاينز مجرد زوبعة فى فنجان، نثور ونغضب ثم نهدأ وننسى، حتى تقع كارثة أخرى فيتكرر نفس السيناريو؟
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع