بقلم: د.تيتو غبريال
قديما هتف أحد خطباء ثورة 1919 قائلا " يحيا الإنجليز " فهاج المخاطبين عليه قائلين " كيف تهتف يحيا الإنجليز " فقال لهم لأنهم علمونا الوطنية و حب مصر و كيف ندافع عنها . و ها هى السنين تمر و على نفس تراب هذا الوطن العزيز جنة الرب أرض مصر (تك10:13 ) يراق على ترابها دماء الأقباط الشهداء والمعترفين لتباركه ...وها هو تاريخ المسيحية منذ نشأتها سطر سطوره الأولى الرب يسوع على الصليب و تبعه سطور صفحات أباءنا التلاميذ و الرسل و القديسين و المؤمنين عامة و فى مصر خاصة دفاعا عن عقيدتهم تارة و ضد الهرطقات تارة اخرى و كان ثمرة هذا الدفاع هؤلاء الشهداء و المعترفين و القديسين و المؤمنين التى تباركت بهم مصر بعد أن باركتها العائلة المقدسة و ها هى اليوم تكمل السطور بما تقدمه من شهداء ومعترفين بدءاً بدقلديانوس ومرورا بأحداث الكشح 1 و الكشح 2 و نجع حمادى و أخيراً و ليس آخر كنيسة القديسين فى الأسكندرية وشهداء قطار سمالوط (المنيا)و ما يعانيه المؤمنين من إضطهاد فى مناصبهم و عقيدتهم و أموالهم و أعراضهم و قضاياهم بسبب مسيحيتهم و سوف يسطر الأقباط فصولا جديدة فى المستقبل ليحافظوا على بلدهم الحبيب مصر . آملاً فى أورشاليم السمائية ...
وإن كانت الكنيسة إضطهدت فى القديم إلا أن المضطهدين فنوا و تلاشوا و بقيت المسيحية و إنتشرت و ان تعرضت الكنيسة الى كثير من الهرطقات لهدم اساسها و معتقداتها لكن ها هى الهرطقات بادت و هلكت و بقيت المسيحية شامخة لتنتشر أكثر و أكثر .. ألم تقل العالمة و المؤرخة مسز بوتشر " ان بقاء المسيحية فى مصر لهو أعجوبة ينبغى أن تضم لعجائب الدنيا السبع " . من أجل هذا كله علينا أن نهتف بكل أصواتنا :
يحيا الإرهاب لأنه سيوحد الأقباط " مسلمين و مسيحيين " لحماية بلدهم من كل شر .
يحيا الإرهاب لأنه بين محبة أخواتنا المسلمين المحبين لنا و هم كثيرين لما يمارس ضدنا و المؤيدين بشدة لمطالبنا و ربما أكثر منا ..
يحيا الإرهاب لأنه ملأ كنائسنا أكثر فأكثر ..
يحيا الإرهاب لأنه قرب البعيدين و ثبت القريبين و أكثر من المعترفين و المتناولين من جسد الرب و دمه ..
يحيا الإرهاب لأنه أحيا داخلنا ليس الإيمان فقط بل محبة الشهادة مرددين مع القديس بولس الرسول" لى إشتهاء أن أنطلق و أكون مع المسيح ذاك أفضل جدا " (فيلبى 1 :23 )
يحيا الإرهاب لأنه نزع الخوف من داخلنا و ملأ نفوس الصغار و الكبار بأمان حضن الرب يسوع .
يحيا الإرهاب لأنه جعلنا نعيش و نحيا و نعاين عصر الشهداء الذى كنا نقرأ عنه فى كتب التاريخ .
يحيا الإرهاب لأنه جعل من دماءنا و نفوسنا تسطر إحدى سطور مسيحيتنا و جعل أجيال المسيحية وحدة واحدة فنحن كنا فى أجدادنا أيام اضطهاد الرومان لهم بسبب الوثنية و ذهبنا معهم الى المجامع المسكونية لؤد الهرطقات و هم معنا الآن فى ما نلقاه من إضطهاد و عمليات إرهابية .
يحيا الإرهاب لأنه جعل ممن تناسوا كلام الرب يسوع وما يثبت ألوهيته " فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " (يو33:16). وقال أيضاً بل تأتى ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله " (يو:16 :2).أن يلمسوا بأيديهم و يروا بأعينهم ألوهيته و صدق كلامه ..
يحيا الإرهاب لأنه سيجعلنا نعيش و نتأكد من كلام الرب يسوع" و لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم " لأننا سنغلب معه فى تمسكنا بالكنيسة و تعاليم الأنجيل و التفافنا حول راعينا الحبيب قداسة البابا شنودة الثالث و الأباء الأساقفةوالأباءالكهنةومرشدينا.. يحياالإرهاب لأنه جعلنا نميز علامات الأزمنة "يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء أما علامات الأزمنة فلا تستطيعون " ( مت 3:16 ) . بعد أن غافلت الحياة الحديثة وما فيها من راحة وما فيها من تفكير دنيوى الإنسان حتى يلهو عن المجئ المخوف للرب يسوع ...
يحيا الإرهاب لأنه سيجعلنا نصلى مع القديس باسيليوس الكبير " هبنا أن نعبر ليل كل الحياة الحاضرة يقلب صاح وفكر يقظ . متوقعين دائماً مجئ اليوم البراق الذى لظهور إبنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح حينما يأتى ديان الجميع ليعطى كل واحد حسب أعماله " ...
يحيا الإرهاب لأنه سيجعلنا كمسيحين لن نولى ظهورنا لفكرة الدينونة والإستعداد مهما طالت ظانين إنها فكرة قد تصحرت وتجردت ونستجيب لنداء العالم حيث نركن الراحة والرفاهية لكننا سنرى من خلال الإرهاب الذى آفاق الكثير منا لحث الرب يسوع لنا أن نسهر ونحيا حياة اليقظة فهو القائل "إسهروا إذاً وتضرعوا فى كل حين لكى تحسبوا أهلاً للنجاة من جميع هذا المزمع أن يكون . وتقفوا قدام إبن الإنسان " (لو36:21).
و أخيرا هيا نهتف معا " يحيا الإرهاب " لأنه جعلنا نجهز حقائب سفرنا لقرب اتمام شوقنا لرؤية من دعانا حبيبنا الرب يسوع الذى تألم أولا قبلنا و لسان كل منا يرنم " أنا رايح وطنى " ...