الأقباط متحدون - رسالة من زوجة أحمد دومة!
  • ٠٣:٣٥
  • الاثنين , ٥ ديسمبر ٢٠١٦
English version

رسالة من زوجة أحمد دومة!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٥٦: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٥ ديسمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

أنشر رسالة السيدة «نورهان حفظى»، زوجة أحمد دومة بحرفها، رسالة تقطر ألماً وحزناً، مرت ثلاث سنوات بالتمام على سجن دومة، تذكرنا بما كان منه ومنا ومن الرفاق، لم أشأ تعليقاً، فالرسالة شارحة توجع القلب:

«امبارح أحمد خلص أول حكم صدر ضده فى قضية قانون التظاهر.. عدى 3 سنين على حبس أحمد، كنا عارفين إن أحمد هيتحبس، كان فى بوادر، جاله كلام كتير.. اهدى.

التشويه بدأ تانى بخناقة مع أسماء محفوظ (مش فاكرة كانت إيه).. اللى حصل فى واقفة الشورى، علاء اتقبض عليه من بيته، ماهر اسمه اتحط فى قضية الشورى وهيسلم نفسه.. أحمد مبيهداش عارفين ومتوقعين اللى ممكن يحصل بس فى أسوأ توقعاتنا ولا كنا نتخيل إنهم ممكن يحبسوهم سنين، الحكم كان صادم وبيكسر كل القواعد اللى عاصرناها، فضلنا متخيلين إنه لا يمكن، استحالة هيكملوا 3 سنين، الأحكام مبقتش 3 بس.. بقت 31 وإحنا لسه متخيلين إنه لا يمكن.

حكم ورا حكم وقلوبنا وعقولنا رافضة تصدق، بس إمبارح أنا خدت بالقلم وبطلت أقاوح، أيوه ممكن، والـ 3 سنين خلصوا وأحمد لسه قاعد والمدة مفتوحة، فاكرة تفاصيل كتير.

أحمد كان لسه خارج من «حبسة مرسى» يا دوب من 4 شهور، فاكرة كويس إحساسنا إحنا الاتنين وهو بيتاخد، لسان حالنا مش دلوقتى إحنا مخدناش نفسنا، حقيقى كنا حاسين بضجر وتقل، المرة دى مكنش استقبالنا للحبس، يا أهلا بالمعارك ولا يلا نربط الحزام عشان داخلين على تجربة صعبة.. خالص، كان إحساسنا (إحنا عارفين إننا جايين بس لو يسيبونا شوية)

أحمد اتصرف ببرود شديد بيبين أد إيه زهقان ومرهق.. صحيت على تليفون بابا بيقولنا مباحث القسم حوالين البيت، حاولت أصحى أحمد يلبس هدومه، اتغطى وقال لما يبقوا يطلعوا، مع إلحاحى قام، كان بإيده يهرب، مرضيش، لبس ومع طلوعهم كان نازلهم.

فاكرة كويس لما زعلت إن الجلسة اتحددت أول يناير، يعنى بعد عيد ميلادى بأيام، كنا كلنا معتقدين إنه هيخرج فى الجلسة دى وإنه حلو أوى شهر حبس، وكان كل زعلى إن عيد ميلادى هيعدى وهو جوا، عدت أعياد ميلاد كتير ومناسبات قرايب وأصحاب، ناس مشيت وناس اتولدت وناس اتبدلت أحوالها واحنا لسه واقفين هناك.. فى نفس اليوم من 3 سنين.

عدت علينا مآسى كتير نسيت عددها، مرض ومحاكم ومستشفيات وسجون مختلفة وأقسام ونيابات وتفاصيل محاكمات، دماغى بقت كلها تفاصيل قانونية ولوائح ذاكرتها أكتر مما درست، ومواعيد زيارات وتفاصيل عن محابيس مع أحمد وأرقام تليفونات كتيييير.. ووشوش أكتر.. هى أهم علامة بتميز المحنة.

لو غمضت عينى وحاولت أفتكر تجميعة الـ 3 سنين مش هلاقى غيرهم، زحمة أمناء وأفراد وضباط ولواءات من طرة من المحاكم من الأقسام من المستشفيات لما احمد اتحجز من كل مكان عملنا فيه وقفة عشانهم.. فاكرة كل الوشوش بالمواقف.

زحمة رفاق بالكذب.. ده كلمته وعمل عبيط، ده حاول ينظر لأهمية المرحلة، أو ده ثائر عظيم فى قلب صفوفنا غسل إيده بحجة إن المعتقلين كتير، وعمل عبيط.

زحمة جدعان كتيير.. واقفين وعمرهم ما غابوا، لو احتجتهم عندهم استعداد يضحوا بنفسهم.. فى عمق القلب انتم واحد واحد. زحمة ناس ربنا حط محبتنا فى قلوبهم وإحنا منعرفهومش، يمكن عشان يخفف عنا بيهم، يمكن عشان يثبتنا ويقولنا انتوا صح، انتوا أحلى علامة فى الفترة السودا دى. ومنح.. منح كتير ليها فضل فى إننا نكون إحنا اكتر.. فى قلب كل كلكيعة سواد لقيت منحة بحمد ربنا عليها.

بطمنكم علينا، إحنا راضيين بالتمن، والأكيد لسه مالينا أمل ويقين.. لسه فى ثقة فى نفسنا وقدرتنا نعدى رغم خذلان الأيام.. لسه متشبثين بأحلام كلها وردية، لسه فى أمل فى ثورتنا عمره ما غاب، وطول ما فى شهداء مبيغيبوش عنا وطول ما فى معتقلين لسه بيضحوا بأحلى ما فى أيامهم، الثورة دى عايشة ومماتتش بس متبطلوش تتكلموا وإوعوا تنسوا التفاصيل.. ده عمل إيه ومات، ده عمل إيه واتحبس.. بدأنا منين وبمين».
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع