الأقباط متحدون - وسام الاستحقاق الألمانى للكنائس الشرقية
  • ١٧:٥٣
  • الأحد , ٤ ديسمبر ٢٠١٦
English version

وسام الاستحقاق الألمانى للكنائس الشرقية

نادر محمد

مساحة رأي

٢٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١٦

بقلم : نادر محمد
حضر مندوب بطريرك الكنيسة الآشورية الأرشدياكون ايمانويل يوحنا القادم من أربيل للمشاركة فى احتفالية تسليم وسام الاستحقاق الألمانيBundesverdienstkreuzمن رئيس الجمهورية السيد يواخيم غاوك Joachim Gauckللبروفسور الألماني الشهير وعالم اللاهوت مارتن تامكةMartin Tamckeلجهوده المتواصلة على مدى أكثر من أربعين عاماً فى العمل على التقارب بين الشعوب والاديان والطوائف المسيحية وفى الحوار الروسي-الأوروبي ولعمله على إصدار قانون تجريم المجازر التركية فى حق الشعب الأرميني ولحواره مع الكنائس الأرثوذكسية والكنائس الشرقية القديمة ولزياراته المتكررة لسوريا ولبنان ومصرلمتابعة مشاكل مسيحي هذه البلاد.
أعرب الأرشدياكون ايمانويل يوحنا عن سعادته بتكريم البروفسور تامكة واعتبر هذا التكريم تكريماً للكنائس الأرثوذوكسية والكنائس الشرقية القديمة، وأضاف بأن مسيحى العراق يعيشون فى خطر منذ سقوط نظام صدام حسين فى عام 2003حيث تضائل عددهم من مليون إلى 150 ألف أى بنسبة 15% من قبل ذلك، ففى ليلة واحدة هجر 120ألف مسيحى بيوتهم فى الموصل عند سقوطها فى يد داعش، وقد أصاب حوالى 70% من ممتلكاتهم الدمار الاحتياجات المادية لمسيحى العراق بمناطقهم من بنية أساسية ومنازل ومؤسسات وإدارة وتعليم وهذا يفوق إمكانيات الكنيسة، يهمل دور المسيحيين فى العراق بعد سقوط صدام حسين، فالجميع يبنى الأسوار ويحدث الفجوات ولكنهم نسوا دور المسيحية فى مقابلة الكراهية بالحب والسلام ونشر جو التسامح، فالحوار الاسلامى – المسيحى قد بدأ على يد كنيسته متمثلة فى البطريرك تيموتاوس الكبير فى حواره مع الخليفة الاسلامى المهدى، وللأسف توجد العديد من المدارس باسم الخليفة المهدى ولا توجد مدرسة باسم البطريرك تيموتاوس، وكسروا الفسيفساء الثقافى واللغوى والدينى والعرقى الموجود فى العراق منذ مئات السنيين من يهود ويزيدين ومسيحيين ومنديين إلى جانب المسلمين، ولكن المسحيون يحتاجون إلى تشريع فى دستور العراق بمادة تبرز دور هذه الأقليات فى مستقبل الوطن، كما شكر مندوب البطريرك الحكومة الألمانية فى الدعم والترحيب باللاجئين إلا أنه طالب بحل المشكة من جذورها ومساعدة المسيحيين فى بلادهم وليس فى الشتات.
جاءت التوصية بمنح البروفسور تامكة وسام الاستحقاق الالمانى من السيد شتيفان فايل
Stephan Weilرئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى لما عرفه وسمع به عن شهرة تامكة العالمية وجهده لإحلال السلام فى الشرق الأوسط وحماية مسيحى الشرق. 
قام بتسليم الوسام السيد برنهارد رويتر Bernhard Reuter (SPD)مدير الدائرة المحلية بجوتنجن والذى أثنى على جهود تامكة إبن مدينة جوتنجن والأستاذ بجامعتها، حيث قال السيد رويتر بأن التبادل الثقافى يؤدى إلى قبول الآخر، وبدوره يؤدى إلى السلام، كما أضاف رويتر بأن ألمانيا لم تمنح تامكة وسام الاستحقاق لعلمه ولكنها منحته هذا الوسام تقديراً لربط علمه بالمجتمع وتطبيقه، بينما أشاد بمبادرة سنة 2005 والتى كانت بهدف تقديم قانون للبرلمان الألماني(البوندستاج)للاعتراف بالمجازر التركية ضد الأرمن وإعتراف ألمانيا بالمشاركة بها مثلما قامت بالاعتراف بجرائمها النازية ومجازرها فى ناميبيا إلا أنه تم سحب القرار من البرلمان الألمانى بسبب ضغوط الدبلوماسية التركية، وأشاد أيضاً بدور تامكة فى عقد إتفاقيات بين جامعة جوتنجن و17 جامعة حول العالم.
تحدث وزير خارجية ألمانيا الشرقية السابق والصديق الحميم لتامكة القس البروتستانتيماركوس ميكل عن تهديد داعش لمسيحى الشرق والخوف على مستقبلهم فى منطقة الشرق الأوسط التى قد عاشوا بها مئات بل آلاف السنيين مع الإسلام ولكن بين ليلة وضحاها كان عليهم ترك ديارهم فى تلك المنطقة التى عملت بها الكنيسة البروتستانتية لمئات السنيين ودور الكنيسة البروتستانتية والمساعدة حتى فى أوقات الحروب، على العكس من الدور المشين للكنيسة الصربية الارثوذكسية فى حرب البلقان (البوسنة والهرسك) فى تسعينيات القرن الماضى.
ثم تحدث القس كريستيان كورتزكيه Christian Kurtzkeبالكنيسة البروتستانتية بوسط ألمانيا عن دور كنيسته بمساعدة مسيحي العراق وتقديم ألف كرتونة من الملابس والأدوية بالإضافة إلى 30 ألف يورو لمساعدة سكان منطقة دهوك فى العراق، كما قامت الكنيسة أيضاً بتجهيز عيادة للاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية، وقامت أيضاً كنيسته بتقديم ثلاجات ومرواح أو أجهزة تكييف لألف أسرة بمنطقة أربيل، كما قدموا 50 خزان مياه ومراتب ل50 أسرة يزيدية و استثمار 50 ألف يورو لنقل التلاميذ العرب لمدارسهم والتيتبعد بمسافات قد تصل إلى 40 كيلومتر.
كان من ضمن الحضور المطرانمور يوليوس حنا عايدين المتحدث الرسمي باسم الكنيسة السريانيةالأرثوذكسية فى ألمانيا والدكتور كمال سيدو رئيس قسم الشرق الأوسط بجمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، والبروفسور شابو طلاى أستاذ الدراسات السامية بجامعة برلين الحرة، والبروفسور ياقوب تيكى بارمبيل  Dr. Jacob Thekeparampilمدير معهد مار افرام السرياني للدراسات المسكونية (الحوار بين الكنائس المسيحية).
ختم البروفسور تامكة الإحتفالية بقوله "بأن العلم الذي لا يخدم الحياة ليس بعلم" وأضاف بأنه مستمع جيد للمسيحيين العرب ومتضامن معهم ومتفاهم للإحباطهم من الغرب وشكواهم منه، وقال إن التعامل مع المسيحيين العرب يبدأ بلغة القلب ثم لغة العقل، كما أضاف "إن تكريمى اليوم هو تكريم لبناء الجسور والعمل على التصالح بالرغم مما يتبع ذلك من إحباطات وهجوم وتشويه".
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع