سعد الدين هلالي: الدين فردي ويجب أخذ ما يتفق مع القلب.. وهناك أحاديث تثبت عدم صحة النهي عن أوقات معينة للصلاة
هشام عواض
الجمعة ٢ ديسمبر ٢٠١٦
كتب: هشام عواض
مسألة الأوقات المنهي الصلاة فيها تعتبر من المسائل الفقهية التي تهم الكثير من المسلمين خاصة الحجيج، فالعديد من الآراء الفقهية ذكرت أوقات معينة حرم الله فيها الصلاة وإنها غير مستحبة، وهي بعد صلاة الفجْر إلى طلوع الشمس. وعندَ طلوع الشمس حتى ترتفع قدْر رمح في رأي العين؛ أي: بمقدار اثنتي عشرة دقيقة تقريبًا. وحين يقوم قائمُ الظهيرة حتى تزولَ الشمس، وذلك حين لا يبقَى للقائم في الظهيرة ظلٌّ في المشرق ولا في المغرِب، وقدَّره البعض برُبع ساعة تقريبًا. وبعدَ صلاة العصْر حتى تغرُب الشمس. وعندَ اصفرار الشمس حتى تغرُب. لكن يظل أخيرًا الإنسان هو مصدر الفتوى للإنسان هو قلبه ليفعل الصواب بما يريد أن يقابل به ربه في الأخرة، وفي هذه المسالة تحدث الدكتور سعد الدين هلالي، ونبرز ذلك في الأسطر التالية.
خذ المعلومة التي تتفق مع قلبك
قال سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن يجب على الشخص أم يمارس العبادة بنفسه بقلبه أبن يكون هو إمام نفسه وغيره يكون معطي له للمعلومات، لا أن يحركه، فلا يجب أخذ المعلومة وكأنها حقيقة مطلقة فيجب أن تتفق المعلومة مع قلبه ومع عقله تقابل به ربك، وستقابل الله بقلب سليم من يعرف قلبك غيرك؟، فأنت ستقابل ربك بنفسك لا بشيخك.
الدين فردي لا أن يمارس ضد الآخرين
أضاف "الهلالي"، أن الدين شئ فردي فهو علاقة بين الشخص وربه، لا أن يمارس الدين على الجار أو الصديق او الزميل وغيرهم، فإذا مارست الدين على غيرك فمن حق غيرك أن يمارس دينه عليك أيضًا، فالتوجه إلى الله وتوجه جارك إلى الله وتوجه زوجتك إلى الله ووجه ابنك إلى الله، وتوجه الجميع إلى الله. وأوضح أنه يجب أن يكون ديننا فردي وكلنا ننافس بعضنا في كلمة يارب.
الدين هو النص والنص حمال أوجه
قال "الهلالي"، إن البعض يصور أن الآراء المتداولة على أنها الدين، لكن الدين لم يقل ذلك بل هم الذين قالوا ذلك لأن الدين نص والنص حمال وجوه، والوجوه رأيين رأي يجيز ورأى يبطل، فيأتي شخصين الأول هو المفتأت الذي يتدخل في تفاصيل الأمور ويفتي في أي شئ ويحرم وعادة يكون غير قارئ أو متخصص، ومشكلته الثانية في الوصي الديني، وهو من أصحاب الخطاب الديني الذي يرى أن رأيه هو الصواب المطلق.
مسألة الأوقات المنهي الصلاة فيها ليست كبيرة لكن أوصياء الديها ضخموها
أكد "الهلالي"، أن الوقوف على المنبر لا تأتي بالعلم بل القراءة هي التي تجلب العلم لصاحبه، ومن الممكن أن يكون المصلي لديه علم أكثر من الواقف على المنبر. شدد على أن الأوقات المنهي فيها عن الصلاة ليست مسألة خلافية كبيرة لكن الأوصياء والمفتأتين جعلوا منها مسألة خلافية كبيرة فذلك بسبب أن الناس سموعوا لهم وأصبح البعض لا يصلي في أوقات معينة في الحرم والمدينة خوفًا أن يقعوا في معصية وذنب.
أحاديث تؤكد الصلاة في أي وقت
وقال "الهلالي"، إن هناك العديد من الأحاديث التي تجيز الصلاة في أي وقت إن حديث روى البخاري (591) ، ومسلم (835) عن عَائِشَة رضي الله عنها قالت : ( مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّجْدَتَيْنِ بَعْدَ العَصْرِ عِنْدِي قَطُّ)، وقال أن النبي داوم على فعل الخير دائمًا، فصلى الركعتين بعد العصر حتى أن توفى، وقالت أم سلمى أننا نصليهما بعد العصر، فقال النبي لا. وفي حديث أخر قال عن جبير بن مطعم ، أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : " يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت ، وصلى أي ساعة أحب من ليل أو نهار.