الأقباط متحدون - الصحف الورقية.. مستقبل غامض بعد أزمة ارتفاع أسعار الورق.. وصحفيون: المشكلة الحقيقية في المضمون وعدم الإبداع
  • ١٤:٠٢
  • الجمعة , ٢ ديسمبر ٢٠١٦
English version

"الصحف الورقية".. مستقبل غامض بعد أزمة ارتفاع أسعار الورق.. وصحفيون: المشكلة الحقيقية في المضمون وعدم الإبداع

١٠: ٠٨ م +02:00 EET

الجمعة ٢ ديسمبر ٢٠١٦

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: هشام عواض
تسبب تحرير سعر الصرف في حدوث أزمات اقتصادية مرتبطة باستيراد السلع والخامات من الخارج، ولاسيما الورق الذي يدخل في هذه صناعات على رأسها الصحف والكتب، ولهذا تمر الصحف الورقية بأزمة كبرى في اقتصادياتها وتهدد بقائها ومصيرها مستقبلًا لها، وكان أول المتضررين بذلك هي مؤسسة الأهرام التي قررت رفع سعر نسختها الورقية 80%، لتغطية أعباء الزيادة في أسعار الورق، مما دعا نقيب الصحفيين يحيى قلاش للمطالبة باجتماع عاجل بحضور كافة الأطراف المعنية والمتمثلة في المجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين والمؤسسات الصحفية لاتخاذ حزمة قرارات باتفاق جميع الأطراف لمواجهة الأزمة، معتبرًا أن التفكير الفردي في هذه المسألة لن يجدي نفعًا، ووصف وضع الصحافة المصرية الآن أنه "غاية السوء". وفي هذا التقرير نرصد آراء بعض المسئولين في كبار الصحف المصرية حول هذا الشأن.

يجب أن تبدأ الصحافة من الآن إصلاح أمورها
قال ياسر ثابت، الكاتب الصحفي، إن الصحافة الورقية في مصر تواجه أزمة اقتصادية كبيرة بسبب تحرير سعر صرف الجنيه، ومن مشكلات الصحافة الورقية إنها لم تغتنم أي فرصة للتطوير، وكانت أن تبدأ التطوير مبكرًا ويجب أن تعود الأمور إلى نصابها، ولن تعود الصحافة الورقية إلى مكانتها بالشكوى والبكاء سواء صحافة قومية أو خاصة، والآن نحن في مفترق طرق فأمام الصحافة فرصة في أن تستعيد بعض قرآها ولن أقول كل قرآها لأن هناك أزمة حقيقية، والصحافة مقصرة ويجب أن تدرس موقفها جيدًا، و أن تبدأ من الآن ما فاتها مكن فرص كثيرة في أن تصلح من أمورها، من حيث المضمون.

نسب توزيع الصحف انخفضت 50 %
قال مجدي الحفناوي، مدير الطباعة والنشر في جريدة المصري اليوم، إن هناك أزمة كبيرة تمر على الصحافة الورقية في مصر وأنها في غرفة الإنعاش، والأسعار الجديدة ستقتلها.   وأضاف  "لدينا أزمة كبيرة بسبب المادة، فالقارئ ينصرف عن الصحف الورقية بسبب المادة، وأعداد التوزيع قلت إلى 50%".وأوضح أن التوزيع انخفض بشكل كبير من عام 2013 إلى 2016 ويقول "خسرنا 50% من نسبة التوزيع، خاصة أن عام 2009 كان توزيع الصحف الورقية مليون و400 ألف يومياً، وفي 2010 كان مليون و350 ، أما في 2011 زاد التوزيع إلى مليون و900 ألف يوميًا في أعقاب الثورة، وانخفض مرة أخرى في 2012 ليصل إلى مليون و100 ألف".


الصحافة طرف في تنوير المجتمع
أضاف ياسر ثابت، هناك أخطاء كثيرة، وأمامنا فرصة ذهبية لإعادة وتطوير المسار لإنقاذ ما يكمن إنقاذه لأن الصحافة الورقية ليست طرفًا في هذه الأزمة، ولكنها طرفًا في تطوير وتنوير المجتمع المصري، وليس أمامنا إلا أن نتحرك للتطوير. وأكد أن مصر بلد مثالي لأن يكون فيه صحافة ورقية لما تشهده من أحداث.

الأزمة الحقيقية في عدم الإبداع في المحتوى
قال "الحفاوي"، إن الأزمة الحقيقية التي  تواجهها الصحف الورقية ليس في اقتصادياتها بل تتضمن المشكلة في محتواها، فالصحف الورقية تهتم أكثر بأرقام التوزيع، وتربط نجاح الجريدة بارتفاع أرقام التوزيع، في المقابل لا تهتم بالمحتوى و المضمون، مضيفًا أن هناك 12 جريدة يومية تصدر في مصر جميعها تقريبًا تتشابه في المحتوى ولا يوجد بهم ما يجذب اهتمام القارئ من موضوعات شيقة وجديدة، ولا يوجد إبداع.

الصحافة الورقية تستطيع أن تقوم من عثرتها
أكد "ثابت"، أن الصحافة الورقية تستطيع أن تقوم من عثرتها، ولكن لابد من تطوير المحتوى وإيقاف تكبير الصغراء وتصغير الكبراء في الصحافة المصرية، ولابد أن يكون هناك قيادات صحفية منتخبة بعيدًا عن "الشللية" أو أي خيارات وقعت فيها الصحف أَثْناء السنوات الماضية وندفع ثمنها حاليًا.

الصحافة الورقية تحتاج إلى الإبداع والمصداقية
أكد "ثابت"، أن هناك تشابه بين محتويات الصحف الورقية ولا يوجد اختلاف وإبداع، مشيرًا إلة أن يجب أن يتولى إدارة الصحف من يجيد الإدارة وألا يقوم أي شخص بالعمل الصحفي، وأن يتم تنظيم اختبارات وتدريبات للصحفيين، بالإضافة إلى إجادة اللغات وفهم المحتوى الرقمي والصحافة الاستقصائية، التي إلى الآن غائب مفهومها الصحيح عن الكثير من العاملين بها، كما تشهد الصحف الورقية غياب للمصداقية وإن غابت المصداقية فسيغيب عنها القارئ وينصرف.

يجب أن تتحرر الصحافة من الخطوط الحمراء وقبضة الدولة
قال ياسر ثابت، إن الصحافة الورقية صناعة وليس "سبوبة" أو هواية مثل غيرها ولهذا أن تتمتع بالمصداقية الممتازة ويجب أن يكون لديها الصحفيين المهرة، ويجب أن يتحرر العاملين من الصحافة من القيود والخطوط العمل، ولن ينصلح حال الصحافة عمومًا إذا ما ظلت في ظل قبضة الدولة وغيرها، ويجب أن تكون ذات خدمة عامة وتكون مبتكرة، وكل تلك العناصر ستنشط الدورة الدموية للصحافة الورقية، ومنذ سنوات المشكلة قائمة وحان الوقت لوضع حلول للمشكلة.

الصوت الواحد في الصحافة أدى إلى قلة بيع نسخها
قال "مجدي الحفناوي"، إن لا يوجد جريدة باعت 5 ألاف نسخة، بعدما كان في السابق كانت تبلغ أرقام البيع إلى 50 ألف و100 ألف وأكثر من ذلك  من النسخ، وغير معقول أن في هذا العصر الذي بلغ فيه عدد المصريون 100 مليون أن نقول أن هناك جريدة تبيع 800 نسخة، فهذا يدل على أن هناك الصوت الواحد فقط، وإذا وجد جريدة مختلفة تكون نسبتها 1% في ما بين القومي والحكومي والخاص، ولهذا كل مدى أعداد القراء في انخفاض، وأضاف أن الصحف تعتمد فقط على توزيع الصحف.