جماعة ضد شعب
مقالات مختارة | د. عماد جاد
الاربعاء ٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
تتلاحق خيبات الجماعة الإرهابية، فبعد أيام قليلة على الخيبة التى منيت بها الجماعة نتيجة مرور اليوم الذى حددته للثورة المزعومة التى ستعيدهم للحكم فى مصر، يوم الحادى عشر من نوفمبر الحالى، لم تخف الجماعة تمنياتها بهزيمة مصر فى كرة القدم أمام غانا فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، حيث فازت مصر، ثم عاد الرهان القديم الذى لم تتوقف الجماعة عن التخطيط له، وهو الدفع باتجاه إثارة فتنة دينية فى مصر، تارة عبر استغلال حوادث عادية، مثل مصرع مواطن فى قسم شرطة أو شجار بين طرفين وغيرها من تفاعلات الحياة اليومية بين ملايين المواطنين، وتارة ثانية بترتيب أحداث ووقائع يترتب عليها اعتداء على مصريين أقباط وعادة عبر استخدام رجالهم أو رفاقهم من التيار السلفى فى بث شائعات بشأن علاقة مشبوهة بين مواطن مصرى مسيحى ومواطنة مصرية مسلمة، لا سيما فى المناطق القابلة للالتهاب والاشتعال بفعل شائعات من هذا النوع، أو بث أخبار عن نية المواطنين الأقباط فى منطقة ما اتخاذ منزل للصلاة أو تحويله إلى كنيسة، فبث أخبار من هذا النوع كفيل بتعرض المنطقة محل الخبر أو الشائعة للحرق والتدمير وإلى جوارها عدد من منازل الأقباط فى المنطقة، وهى الوقائع التى تتم فى محافظات المنيا وأسيوط ومؤخراً سوهاج إضافة إلى منطقة العامرية فى الإسكندرية. ومؤخراً سعت الجماعة لتوظيف واقعة مجدى مكين، والاعتداء على أقباط قرية «النغاميش» بمحافظة سوهاج، ولكن ظنهم خاب تماماً لحكمة وصرامة محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبدالمنعم الذى أسرع باحتواء الموقف، وأصر على تطبيق القانون مقدماً نموذجاً لدور المحافظ فى وأد الفتن فى مهدها.
هذه الجماعة الإرهابية سرعان ما احتفت بالفيلم الهابط الذى أعدته قناة الجزيرة القطرية لتشويه صورة الجيش المصرى، احتفت بالفيلم وأخذت تروج له، وهو الفيلم الذى يتسق مع قناعات الجماعة الفكرية التى تؤمن بفكرة الخلافة، ولا قيمة لوطن أو إقرار برابطة وطنية، قناعات ترى فى الوطن المقدس عبارة عن «حفنة من التراب العفن».
يواصل أنصار الجماعة مواصلة عزليات الانتقام من المصريين عبر وضع قنابل بدائية الصنع فى مناطق حيوية ومرافق للدولة لقتل أكبر عدد من المصريين، بدأت تنفذ سياسة الانتقام من المصريين على المشاع، من قبيل ذلك سكب الزيوت على الطرق، وفى مطالع ومنازل الكبارى بهدف إيقاع حوادث بين السيارات، ليس لدى الجماعة اليوم مشروع، ولم يعد لديها سوى الانتقام من المصريين.
ترافق كل ذلك مع توجيه الجماعات التكفيرية والمنشقة عن تنظيم القاعدة لتهديد مصر والمصريين عبر إطلاق تصريحات، ودس بيانات تقول بأن عناصر هذه التنظيمات قد وصلت إلى مصر وأنها بصدد تكرار المشاهد العراقية والسورية على الأراضى المصرية، وظهر ما سمى نفسه تنظيم «كتائب حلوان» وغيرها مثل خلايا عرب شركس، مطروح وغيرها من المجموعات التى دفعت بها لتلقى التدريب على استخدام السلاح فى ليبيا وسوريا وغيرهما، وهى الخلايا التى تم تفكيك العديد منها والقبض على أفرادها.
وسط هذه الأجواء هناك من سرّب أخباراً تقول إن جهوداً تجرى لإبرام مصالحة بين الدولة والجماعة، وهو ما أثار حالة من الغضب فى الشارع المصرى، وطرحت عشرات التساؤلات حول حقيقة ما يجرى وهل هناك جهود مصالحة بالفعل؟ المؤكد أن الشعب المصرى لن يسامح من يتحدث عن مصالحة مع جماعة إرهابية حاربت مصر والمصريين وتحرض ضد البلد ليل نهار، فالجماعة ضد الشعب، والشعب قادر على التصدى لها ولأنصارها، ولا مكان للحديث عن مصالحة ومن يتحدث عن ذلك سيخسر التأييد الشعبى، فنحن أمام جماعة جزء من تنظيم دولى يقدم مصالح التنظيم على مصالح الدول والأوطان، ولم تتمكن من وطن إلا وشاركت فى تدميره، فهل هناك من يتحدث عن مصالحة بعد كل ذلك؟
نقلا عن الوطن