الأقباط متحدون - مصر إسلامية من غير قنابل ولا بارود
أخر تحديث ٠١:٥٥ | السبت ١٥ يناير ٢٠١١ | ٧ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٧ السنة السادسة
إغلاق تصغير

مصر إسلامية من غير قنابل ولا بارود


بقلم: مينا مجدي
بعد قراءة متأنية لمقال بعنوان "مصر إسلامية من غير قنابل ولا بارود" لمنتصر الزيات كان يجب علي أن أكتب حتى أوضح كيف أن المقال لا يعبر عن أي شيء سوى عن رأي شخص من الأشخاص المتعصبين لدينهم وبالتالي عنصريين ضد الديانات الأخرى وبمقالي المتواضع هذا سوف أذكر كلام الأستاذ منتصر وأثبت وجهة نظري.
 في البداية أحب أذكر أن مش معنى إن اسمي "مينا" أنه يجب على أي شخص النظر للكاتب ك "قبطي" أو "مسيحي" إلخ... فلنتفق أنك سوف تعتبر كاتب هذا المقال شخص مصري يعبد الجوافة مثلاً. حيث أن مسألة شخص مسيحي يكتب تثير الحساسية لكثير من القرَاء.

يبدأ الزيات عن أن هناك "المتنطعون والمزايدون" الذين يتربحون بآلام القتلى والمصابين وكيف أن الحادث أعطى الفرصة السانحة لمتطرفين الأقباط ليضغطوا لإسقاط المؤسسة الأمنية في مصر و"التجرؤ" على ضرب قوات الأمن. ولن أعتبر حضرته من الناس المستغلون للحدث كي يمدح في النظام وكيف أن الأقباط الأشرار أقاموا المظاهرات بالرغم من تعارض أفكاره واتجاهاته لاتجاهات وأفكار النظام... ولكن دعونا نكمل.

يقول الزيات "شاهدنا مطالبات على عينك يا تاجر تتحدث عن مطالبات وحصص ومقاعد ووظائف عليا وقانون موحد لدور العبادة" فسؤالي هنا.. ماذا لو تم بناء 10 مليون كنيسة؟ فهل نأخذ من ضرائب سيادتك لنبني الكنائس مثلما يحدث بالسويد حيث تستغل الضرائب فى بناء دور العبادة لأى طائفة بأى دين؟ فهل الكنائس تسبب لديك الحساسية؟ أم أن ميكروفونات الكنائس تزعج المساجد بجوارها وتزعج المصلين يوم الجمعة؟.
ثم يتكلم عن الإعلاميين والممثلين الذين لا يعلمون أمور دينهم ويتكلمون عن الحادث.. يا أستاذي الفاضل لا يوجد علاقة بين الدين والأخلاق فيمكنك أن تجد المسلم المحترم والمسيحي الغير محترم. وبالتالي فالممثل الغير عالم بأمور دينه الذي لم يعجبك كثيرون يروه محترم وكلامه ذو قيمة لأن أخلاقه وأسلوب تعامله مع الآخر قد تكون أفضل من مليون إنسان متدين.

ثم يعلن عدم رضاه عن الأبواق التي هتفت بسم الصليب تحت سماء مصر "الدولة الإسلامية". فعلاً ؟ هل أنت من المكفرين لمن يضعوا رمز الهلال مع الصليب؟ وتتكلم عن المواطنة؟ فأي تناقض هذا؟ ومن الواضح أن حضرتك من المؤيدين لسياسة وزير الداخلية لدفاعك عنه وشرحك لعدم رضاك المطالبة باستقالته.. فالموضوع بسيط مسلمين ومسيحيين مصريين جالهم إحساس إن وزير مش عاجبهم وقرروا المطالبة بإقالته.. فما الذي يزعجك؟ هل انزعجت حينما تم سب البابا شنودة عياناً بياناً بأقبح الشتائم؟ لم أرك تكتب مقالاً تنتقد فيه السب والقذف العلني!!

وبعد ذلك ينتقد أوروبا وأمريكا اللي مافيهمش حرية لأنهم يمنعون صوت الآذان!! فعلاً ده صحيح لأن حضرتك ممنوع تعمل صوت تزعج بيه جارك فما بالك بميكروفون!! وعن موضوع استفتاء سويسرا وكيف يريد الزيات أن يجرى استفتاء لبناء الكنائس بمصر. أولاً مسلمو سويسرا رفضوا تدخل الدول العربية ومن أعطى للموضوع حجماً أكبر من حجمه كان القذافي بسبب عداوته ضد سويسرا لسجنهم لإبنه لاتهامه بتعذيب الخادمة – الذي كان سينجو منه في بلده الذي يحكم بالشريعة.

أرى كيف – الزيات – يتخيل جميع الأقباط أغنياء والمسلمين فقراء حيث يتحكم الأقباط بتجارة الذهب وساويرس إلخ.. وهذا إن دل على شيء فهذا يدل على عدم دراية ببلدك مصر.. أنا ذهبت للصعيد مرة واحدة فقط ورأيت الآلاف من البشر يسكنون بدون مياه نظيفة ولا صرف صحي وليس لديهم أسقف لتحميهم من الأمطار فجعلت مناظر فيلم "حين ميسرة" تبدو وكأنها تصور لسكان العشوائيات وكأنهم يعيشون في رفاهية مطلقة والعجب يا أستاذ منتصر أن القرية 99% منها كانوا أقباطاً ومثلها مثل آلاف القرى المصرية الفقيرة. فالفقر لا يفرق بين مسيحي ومسلم!!
يا أستاذ منتصر حضرتك وكثير من العرب ينتقد أوروبا ويسبها بالعنصرية. ألم ترى مظاهرات لندن حين خرج المسلمون ليطالبوا بتحويل القصر الملكي لمسجد والحكم بالشريعة؟ وحين سأل مراسل سي إن إن قائد المظاهرة وماذا تفعل الملكة قال "لديها الخيار أن تكون مسلمة أو تترك البلاد" أنا لن أعلق على الناس الذين أشفقت عليهم الدول المتقدمة وقدمت لهم حياة لم تكن حتى في أحلامهم ومع ذلك يقابلون السب والغباء بصدر رحب.
أرجو أن تكون إقتنعت أن كلامك هو الذي يثير الفتنة والكراهية فالمسيحي ليس مواطن درجة ثانية فهو مثله مثل أي إنسان ذنبه الوحيد انه ولد على دينه في بلده. ولهذا كانت العلمانية هي الحل وليس الحكم بالدين فحكم الأديان لم يعد ينفع سواء دين إسلامي أم مسيحي أم أي دين فأنظر إلى إسرائيل والتطور والتقدم وكيف يحكمون.. أذكر دولة واحدة متقدمة حكمت بالدين ثم طالب بتطبيقه في بلدك لكن ما تفعله هو تعصب ديني طائش لا يمت للعلم بصلة مثلما قال سليم العوا أنه أثبت بالدلائل العلمية وجود أسلحة بالكنائس. العلم ليس لعبة حتى كل من كتب عن رأيه يستشهد به. و انصحك بمشاهدة فرج فودة فى أحاديثة عن الحكم بالشريعو و كيف لم تعد تصلح لهذا الزمن.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع