ردود الفعل الإسلامية لحادث كنيسة القديسين بالإسكندرية
بقلم: إستير ميخائيل
استقبل العالم الساعات الاولى من العام الجديد بمشاهد الجريمة البشعة الخالية من الإنسانية والتي حدثت امام كنيسة القدسين بالإسكندرية. ملأ الخبر الصحافة العالمية لبشاعته بعد ان تطايرت اشلاء اجساد المصلين لارتفاعات عالية ومن ثم تساقطت في هيئة اكوام من الدماء واللحوم الآدمية.. جريمة بشعة ارتكبها احد المسلمين بغرض ارهاب المسيحيين.. وقف الجميع امام بشاعة هذه الجريمة التي لم تتسبب فقط في قتل ابرياء ولكنها تسببت في اذى شديد لكل من تواجد في مكان الحدث ومن راح يبحث عن احباءة واقرباءه وجيرانه وسط اشلاء بشرية ونظرلايديه ليجدها وقد علقت بها بقايا من اجساد ودماء اقاربه او اصدقاءه .. جريمة ضد الإنسانية ترتكب امام اعين العالم اجمع
ولان الجريمة وقعت في داخل نطاق نداء إسلامي منهجي يدعو علنياً إلى كره الأقباط وقتلهم، اتجهت انظار العالم كله نحو ردود الفعل الإسلامية التي وجدت من الضوري لنا قراءتها
اول ردود الفعل الاسلامية واكثرها حزناً جاء من إمام الجامع المجاور لكنيسة القديسين والذي راح مناديا "الله اكبر" في نفس الوقت الذي كان اخوته في الوطن والإنسانية على بعد امتار قليلة ينبشون جثث اصدقائهم في محاولة للعثور على افراد مفقودين وسط اشلاء اجساد ودماء اقاربهم وجيرانهم واصدقائهم .. مناداة الله اكبر ليست اجنبية عن الجرائم المماثلة التي يرتكبها الإسلاميون في اماكن متفرقة من العالم ضد الكفار.. لقد نادى بها منفذي عملية ١١ سبتمبر وتكررت نفس المناداة في صرخات منفذ عملية بالي وقالها قاتل ثيو فانجوخ بعد ان غرس السكين في صدره بلا رحمة، وصرخ بها النيجيريون بعد انقاموا بالتنكيل بجثث النساء والاطفال في جريمة من نفس النوع .. فمناداة الله اكبر تكاد تكون جزء لا يتجزء من هذه الجرائم البشعة الخالية من الرحمة الإنسانية والعالم مازال
ولكن الصورة ليس كلها قاتمة فهناك بصيص من النور ينير الطريق للحرية والعدل والمساواة .. هناك بعض المسلمين اللذين استنكروا هذا الفعل الاجرامي و قدموا انفسهم كدروع بشرية لحماية المصليين المسيحيين.. فقد حضر عدداً من الممثلين المصريين صلاة العيد في الكنائس وشوهدت الدموع على اوجه بعضهم .. ( الممثلين ذهبوا ليعلبوا دورا وطنياً انسانيا ووسطهم اختبأ اشخاص من غير الممثلين واللذين ذهبوا ليلعبوا ادواراً تمثيلية لا علاقة لها بالوطنية او بالإنسانية) ايضاً قام بعض الصحفيين بتقديم برامج جريئة تنادي بالمساواة ... واعتقد ان الكثير منا يعرف اصدقاء مسلمين فعلوا نفس الشيئ .. قصت لي ابنة عمي عن صديق العائلة المسلم الذي ذهب إلى منزل والدتها وقال لها "البسي يا خالتي انا همر اخدك نروح الكنيسة نصلي ليلة العيد مع بعضينا".. ردت الوالدة في انذهال: "يا ابني انا مش عاملة حسابي اروح الكنيسة وانت..." فقال لها: "النهاردة هتروحي يا خالتي، هتروحي معاي، يا هنعيش سوا، يا هنموت سوا"٠
ارفع قبعتي لهؤلاء المسلمين اللذين لم يكترثوا بتهديدات الإسلاميين وفضلوا الموت على ان يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يروا اخوة لهم في الوطن وهم يقتلون بسبب انتمائهم الديني
ولا يفوتني ان اذكران بعض المسلمين الاحرار قد كتبوا عن الابادة العرقية والدينية للاقباط وطالبوا بمساواة الأقباط مع المسلمين في اعتلاء الوظائف وبناء دور العبادة. وقد ذهب بعض من احرار المسلمين إلى حد المناداة بمحاكمة الدكتور سليم العوا والذي حملوه مسؤلية التحريض على ارتكاب هذه الجريمة الغير انسانية.. هؤلاء المسلمين رغم قلة عددهم إلا انهم يملكون في ايديهم تقديم نصف الحل السلمي لقضية اضطهاد الاقباط ، وتصفيتهم العرقية المنهجية... النصف الآخر يملكه الأقباط
هناك فرقة من المسلمين ذهبوا للدفاع عن الإسلام ليبعدوا بالإسلام عن هذه الجريمة البشعة ...وقاموا بتوجيه خدمات الوعظ للمسيحيين في مواضيع إسلام السلام والمحبة.. واستماتوا في انكار ان يكون للإسلام اي دور في التحريض على مثل هذه الجريمة البشعة. ولهؤلاء اقول؛ لماذا توجهون وعظكم هذا للمسيحيين والغربيين؟؟ هل اساء مسيحي فهم ايات القرآن وقام بتفجر نفسة ليقتل الكفار؟؟ هل اساء مسيحي فهم تفسير الفقهاء ودعى لقتل النصارى؟؟؟ لماذا لا توجهون خدمات تصحيح المفاهيم الإسلامية لمن تظنون انهم اساءوا فهمها، بدلاً من توجيهها لضحايا الإسلام -الذي تسمونه انتم- "المتشدد"؟؟ نحن لم ندعو لإسلام الحرب والقتل وكره الآخر ولكننا نعاني منه .... نحن لا نقرأ القرآن ولم نفسر آياته ولكننا ندفع الثمن لمن يقرأون الآيات وتفسيرها
من المسلمين من قال ان المسيحيين لهم عهد حماية في الدولة الإسلامية ... متجاهلين حقيقة ان عقد الحماية هذا ما هو إلا عقد استسلام واذلال .. فهناك اسئلة كثيرة علينا بطرحها لهؤلاء... ما هي شروط عقد الحماية؟؟ وما هو جزاء الإخلال بالعقد؟؟؟ و ممن ستحمونا من المعتدي الغريب ام من اعتدائكم انتم علينا؟؟؟ وكيف لعقد حماية احد طرفية غالب والاخر مستضعف ان يضمن المساواة بين المواطنين؟؟؟؟؟
ولكن اسوأ ردود الفعل اطلاقاً واكثرها ضررا للقضية القبطية ، في رأي، جاءت في حملة الدكتورعمرو خالد والتي اعجب لما لاقته من تأييد من موقع الأقباط متحدون.. سأتناول هذه الحملة الضارة تفصيلاً في مقال منفصل
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :