الأقباط متحدون | جريمة الإسكندرية بسبب الحسد: نكتة إسرائيلية حزينة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٢٩ | السبت ١٥ يناير ٢٠١١ | ٧ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

جريمة الإسكندرية بسبب الحسد: نكتة إسرائيلية حزينة

ميدل ايست أونلاين | السبت ١٥ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

إسرائيل دولة متقدمة. لكن ما يجعلها متقدمة جدا هم الجيران/الأعداء الغارقون في ظلمات التخلف.
بقلم: محمد المنشاوي
تقول النكتة إن مواطنا إسرائيليا غير عادته وبدأ في الانتظام على قراءة الصحف المصرية بدلا من نظيرتها الإسرائيلية، وعندما استفسر منه أحد أصدقائه المقربين مستغربا هذا السلوك، رد عليه قائلا: «كل ما تقع عليه عيناي في صحفنا الإسرائيلية هو أخبار غير سارة، أما الصحف المصرية فتذكر باستمرار أننا شعب غير عادي، وأننا اليهود نحكم ونسيطر على العالم، والأهم أننا نخطط لكل مصائبهم، ونحن مسئولون عنها».
تذكرت هذه النكتة كثيرا عندما بدأ الكثير من المسئولين والصحفيين ومقدمي البرامج التليفزيونية في مصر بإلقاء اللوم على إسرائيل وتحميلها مسئولية تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية دون دلائل واضحة، وقبل أن تنتهي التحقيقات الرسمية. ورغم مقابلة الرئيس المصري حسني مبارك لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد حادثة تفجير الكنيسة بخمسة أيام فقط، والتي أعدها البعض دليلا كافيا على عدم تورط إسرائيل في عملية التفجير، إلا أن سيل هذه الاتهامات لم يتوقف.

وخلال الأسبوع الماضي طرحت مجلة الإيكونوميست، وهي إحدى أهم المجلات الأسبوعية في العالم وأكثرها احتراما، تساؤلا مفاده «هل تستطيع المعجزة الاقتصادية الإسرائيلية التي تحققت في العقدين الأخيرين أن تستمر؟»
ووصفت الإيكونوميست إسرائيل بأنها «قوة تكنولوجية كبرى» وأن سكان إسرائيل هم أول شعوب العالم في «نسبة تأسيس الشركات التكنولوجية الجديدة Start Up»، واستشهدت المجلة بأسطورة جامعة هارفارد في مجال إدارة الأعمال، مايكل بورتر، الذي كتب منذ عقدين من الزمان كتابا كبيرا بلغ عدد صفحاته 855 عن المزايا التنافسية للدول، ولم يكن حظ إسرائيل فيه سوى عدد صغير من الأسطر، أما الآن فهناك مكتبة كاملة بعشرات الكتب والدوريات عن المزايا التنافسية لإسرائيل وعن تفاصيل معجزتها التكنولوجية.

ولا يمكن مقارنة إسرائيل وعدد الحروب التي خاضتها (بغض النظر هنا عن مبادئ الحق والشرعية الدولية والأخلاق) مع أي دولة أخرى في منطقتنا، ومع هذا حققت ما يراه العالم معجزة اقتصادية خلال العقدين الأخيرين، وصل معها متوسط دخل المواطن الإسرائيلي السنوي إلى أكثر من 26 ألف دولار أميركي، في وقت لم يتعد فيه متوسط نصيب دخل المواطن المصري مبلغ ألفي دولار فقط، أو أقل من عشر ما يحصل عليه المواطن الإسرائيلي.
ورغم هذا كله يعبر قادة إسرائيل مرارا عن القلق على ما سيأتي به المستقبل، ويتخوفون من انتهاء «مرحلة المعجزة الإسرائيلية»، ويقلقون من عدم قدرة أي من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، التي يبلغ عددها حاليا ما يقرب من 3800 شركة، على تحقيق مبيعات خارجية بأكثر من مليار دولار أميركي سنويا، باستثناء شركات ثلاث فقط. ويقلقون من عدم قدرتهم على تحقيق مبيعات تكنولوجية بمليارات الدولارات للقوى الآسيوية الصاعدة، واقتصار مبيعاتها المليارية على الدول الأوروبية والولايات المتحدة فقط. ويقلقون على عدم وجود شركات إسرائيلية عملاقة بحجم شركة غوغل أو شركة مايكروسوفت، وإن كان البعض منهم يرجع ذلك لمحدودية عدد السكان البالغ عددهم أقل من 8 ملايين شخص.

ورغم أن قطاع التكنولوجيا يعمل كقاطرة للتنمية الشاملة في إسرائيل، كونه مصدر الجذب الأكبر والاهم للاستثمارات الأجنبية، إذ وصل عدد الشركات الإسرائيلية المسجلة في مؤشر الصناعات التكنولوجية الأميركي ناسداك NASDAC إلى نحو 60 شركة وهو أعلى عدد للشركات الأجنبية، غير الأميركية، في المؤشر بالمقارنة مع 45 شركة كندية و6 شركات يابانية و5 شركات بريطانية و3 شركات هندية، إلا أن قادة إسرائيل منشغلون في البحث عن بدائل لتنويع أعمدة التقدم والتنمية في إسرائيل، وهناك دراسات جادة تبحث في ضرورة الاستثمار في تكنولوجيا إدارة المياه، والتكنولوجيا الزراعية، وتطوير مصادر الطاقة البديلة، كمجالات يمكن تحقيق تقدم كبير فيها إضافة للقطاع التكنولوجي.
إلا أن أهم ما تتميز به إسرائيل هو نحن، «جيرانها» أو «أعداؤها»، فقد حبا الله إسرائيل بجار أو عدو غارق في ظلمات التخلف، وللأسف امتد هذا التخلف للعديد من المنابر التي تقود الرأي العام وتساهم في تشكل فهم أطفالنا وشبابنا للعالم الذي نحيا فيه. وبدلا من البحث الحقيقي عن أسباب تخلفنا، وتراجعنا بين الأمم، مازال الكثيرون يختارون الطريق السهل بإلقاء كل الأسباب والمبررات على القوى الخارجية. الأمم والشعوب مثلها مثل الأفراد، إن أبت أن تنظر بصدق لنفسها لتتعرف على أمراضها، بدون تحديد مرضها بطرق علمية، يستحيل وصف العلاج، ويزداد حال الفرد والشعب تدهورا.

ما حدث في الإسكندرية، وبغض النظر عمن قام بهذا العمل الشنيع، إنما هو دليل عما وصلنا إليه وعما وصلت إليه مشكلاتنا، وتحدياتنا. في الوقت الذي لم يمنع انقسام المجتمع الإسرائيلي بين يهود علمانيين ويهود أرثوذكسيين متشددين، ورغم وجود أكثر من مليون مهاجر روسي ممن لا يتحدثون العبرية، ووجود أكثر من مليون عربي ممن لديهم مشاكل لا تحصى، إلا أن بوصلة التقدم تتجه بسرعة نحو المستقبل.
وأتمنى أن يأتي يوم ويتوقف المواطن الإسرائيلي الذي يتعود على قراءة صحفنا المصرية، عن عادته الجديدة، وأن يعود لقراءة الصحف الإسرائيلية، وأن تمتلئ تلك الصحف الإسرائيلية بأخبار جميلة وسعيدة. وأتمنى أن تترك الأخبار السيئة والمحبطة لصحفنا المصرية، فنحن مازلنا في أشد الحاجة إلى مثل هذه الأنواع من الأخبار.
إلا أن ما سمعته من صديق، حاصل على شهادة الماجستير من إحدى الجامعات المصرية، من أن ما حدث لمصر يوم عيد الميلاد ما هو إلا «حسد»، أيقنت أن صاحبنا الإسرائيلي لن يقرأ غير صحفنا المصرية لسنوات طويلة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :