الأقباط متحدون - غضب الله وغضب الناس
  • ١٨:٠٥
  • الاثنين , ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦
English version

غضب الله وغضب الناس

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٦: ١٢ م +02:00 EET

الاثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
د. مينا ملاك عازر
الناس في بلادي نيتهم صافية،وقلوبهم طيبة، ويكرهون عدوهم، ويدعون على ابن عمهم، ويشمتون في جارهم، ويشتمهم قريبهم، وفي تشابك عجيب تجد حكومتهم تولعها نار عليهم في الأسعار، فيشمتوا في حرائق النار في إسرائيل وتشتم جيشهم قناة الجزيرة فيردوا بفيلم ويهاجمون قطر، واللطيف أن الخليفة أردوغان يساهم في إطفاء الحرائق في إسرائيل بإرسال طائرات، وهذا لا يستدعي تعليق من أحد، لأن روسيا أرسلت معه لتطفئها، ولأن علاقاتنا مع روسيا جيدة ومن المطلوب أن تزداد قوة لأننا بنتنشأ على سائح روسي، فعلينا أن نبتلع للخليفة إطفاءه لحرائق العدو لأنه فعلها كتف بكتف مع الروس، لكن كرهنا لإسرائيل يدفعنا للشماتة فيهم ولنسيان حرائق الدولاروالأسعار، واختفاء الدواء، وكذب الحكومة،ولا يسأل أحد نفسه إن كانت الحرائق بإسرائيل غضب الله، فحرائق الأسعار والدولار وابتلائنا بحكومة كاذبة فاشلة مخادعة ده غضب مين علينا؟ ولماذا لا يغضب الله على قطر التي تسلط كاميراتها وميكروفوناتها على جيشنا وتحاول إهانته.
 
غضب الناس على الحكومة لم يؤدي لحرائق يوم 11 /11، لكن غضب الله على إسرائيل أدى لحرائق يشارك في إطفائها الخليفة التركي، وأما قطر التي تشعلها نار حامية على جيشنا وتدعم الإرهابيين بالسلاح، وتصور على الهواء عملياتهم فهي صديقة ولا يغضب عليها الله ولا الناس!.
 
إسرائيل وقطر وتركيا محور ضدنا، هذا ما يقوله الكثيرون لكنني أرى قطر واضحة العداء بأفلامها وإعلامها واستضافتها للمعايرين والشتامين وبضغط السعودية لم يعودوا يظهروا بكثرة على قناتها الأشهر لكنهم مأويين هناك أو انتقلوا لحماية تركية، لتتخفف قطر من الضغوط السعودية، وأرى بوضوح تركيا تحمي وتأوي قنوات معارضة وسبابة شتامة ولعانة لمصر ولشعبها ولجيشها ولنظامها، أما إسرائيل فلا تفعل شيء من هذا، لكن المصريين شامتين ويحللون أن ما يجري لها، بغضب الله عليها! فهل يغضب الله على من يسالمنا ويحمي ويؤيد ويؤازر من يعادينا ويناصبنا العداء علناً وبوقاحة وبجاحة؟!.
 
وسيلة العاجز هي الدعاء والاتكال على الله دون أن يعمل، أما وسيلة العاقل طلب العون من الله، والسعي لإطفاء الحرائق،قولوا لي هل لو لا قدر الله اندلعت في مصر تلك الحرائق هل تستطيع الحكومة أن تطفئها؟ هل لدينا نظام كالذي عند من ندعو عليهم ونشمت فيهم يضمن ويكفل للشعب الأمان والإنقاذ؟ هل نسينا المركب التي كانت تقل مهاجرين غير شرعيين كيف غرقت؟ وغرق معها مئات من البشر وهم داخل سواحلنا وعجزنا عن إنقاذهم.
 
أيها السادة، لا تشمتوا بل تعلموا ولو من العدو، كيف ينقذ ويعمل ويجتهد ويتعاون مع الجميع في سبيل إنقاذ شعبه من الحريق، أما نحن فنتعاون مع الفشل لنفشل، أكثروأكثر، ونشمت ونرتكن على نيران  اندلعت لتطفئ نار حقدنا وغضبنا من فشل حكوماتنا وسيف تجارنا، وبلاوي كثيرة  لم يعد لنا إلا الله لتنزاح عنا.
المختصر المفيد علينا أن نعرف عدونا، ونعرف كيف نعامله؟ ونسمو بأخلاقنا.