الأقباط متحدون - رجال المظلات.. الرعد الساقط من السماء
  • ٠٩:٤٣
  • الاثنين , ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦
English version

رجال المظلات.. الرعد الساقط من السماء

منوعات | الفجر

٣٨: ١٢ م +03:00 EEST

الاثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦

قوات المظلات المصرية - أرشيفية
قوات المظلات المصرية - أرشيفية

تمثل وحدات المظلات على مستوى العالم، قوات الانتشار السريع القادرة على الوصول إلى الأهداف الاستراتيجية على مسافات بعيدة والتمسك بها لحين وصول القوات الرئيسية ضمن معركة الأسلحة المشتركة الحديثة، وقد حظيت وحدات المظلات باهتمام خاص ضمن منظومة التطوير والتحديث للقوات المسلحة، وتوفير كافة الإمكانيات والوسائل التي تحقق لهذه القوات القدرة القتالية العالية والاستعداد الدائم لتنفيذ المهام بكفاءة وتحت مختلف الظروف.

ويمثل فرد المظلات أحد أهم ركائز التطوير داخل وحدات المظلات وهو ما يتطلب اختاره طبقاً لمواصفات طبية ونفسية محددة تتناسب مع مهامه القتالية المتعددة وإعداده بدنياً لتحقيق الثقة بالنفس والقدرة على التحمل وإكسابه مختلف عناصر اللياقة البدنية التي تمكنه من أداء مهامه بكفاءة تامة.

ولتدريب الفرد على مهام القفز فقد تم تجهيز وحدات المظلات بأحدث المعدات التي تحقق له التدرج في التدريب والتعود على الظروف التي يواجهها الفرد سواء أثناء تعلقه بالفضاء أو الهبوط والقدرة على التحكم في المظلة واتخاذ القرار السليم في التوقيت الصحيح.

إلى جانب تطوير مهمات ومعدات القفز من مختلف الارتفاعات وتطوير ميادين التدريب وتجهيزها بمساعدات التدريب الحديثة التي تحقق لها مستوى متقدم في تدريب الوحدات، بالإضافة إلى التطوير في الأسلحة ومعدات القتال خفيفة الحركة والتي تتناسب مع طبيعة مهام قوات المظلات.
وتتنوع وسائل إعداد وتدريب الفرد المقاتل داخل وحدات المظلات من خلال  الأنشطة والمهارات الأساسية للمجندين حديثي الالتحاق بوحدات المظلات وإعدادهم بدنيا ونفسيا على التكتيكات الصغرى والمهارة في الميدان وكيفية استغلال طبيعة الأرض، ورفع معدلات الكفاءة  العضلية والعصبية لمقاتلي المظلات، وقدرتهم على التغلب على الموانع الطبيعية والصناعية والصعود و الانزلاق في ميدان الجبال وتسلق الجدران والقفز من طائرة هيكلية والقيام بالنزول السريع وتنفيذ أعمال القتال وصولاً لأعلى مستويات الكفاءة والتدريب القتالي.

كذلك ميادين التدريب التخصصية المتطورة مثل ميدان التدريب على الاقتحام الجوى (الجاكوب) حيث يتم التدريب على أعمال الاقتحام والإخلاء و مواجهة العناصر المعادية والسيطرة على الموقف.

بجانب محاكي القفز الحر والذي يتم فيه التدريب علي انسب أسلوب لتحقيق الآمان للقافزين أثناء الخروج من الطائرة وفتح المظلة ويستخدم عامود الهواء في التدريب على القفز للعمليات والقفز الرياضي بما يتيحه من إمكانية ممارسة العاب الهواء و عمل محاكاة واقعية لعملية القفز أثناء تنفيذ المهام وتأهيل القافزين المتدربين لمواجهة كافة الظروف الطارئة التي يمكن أن تواجههم أثناء القفز.

وحظيت وحدات المظلات بسمعة عالمية جعلها محور العديد من الأنشطة والتدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة والتي كان آخرها التدريب المصري الروسي المشترك حماة الصداقة 2016 والذي اقيم مؤخرا في مصر.

ويعتبر سلاح المظلات المصري من أعرق الوحدات على مستوى العالم، حيث نشأت فكرة المظلات العام 1933، وظهرت الحاجة إليها فى الحرب العالمية بعد عملية "نورماندى"، وهذا ما دفع القوات المسلحة المصرية إلى إنشاء هذه الوحدات فقامت بإرسال أول وفد لتلقى التدريبات في انجلترا عام 1951 ، ليتم بعدها إنشاء وحدات المظلات بالجيش المصري بعد ثورة 23 يوليو 1952، لتصبح مصر أول في المنطقة العربية و الشرق الأوسط تمتلك قوات مظلات.

ويخضع الفرد المقاتل المستجد بوحدات المظلات إلى عملية تأهيل مكثفة تتم خلال 45 يوما، وهى المرحلة الأهم له، حيث يتحول من شخص مدني إلى عسكري، حيث يتلقى برنامجا تأهيلا نفسيا و معنويا وبدنيا.

فالفرد المقاتل بقوات المظلات له مواصفات خاصة، حيث يتم اختيارهم عن طريق فرع الانتقاء، فضلا عن من لديهم الرغبة في الانضمام إليها، فالشباب المصري يعتبر من أكثر الشباب فى العالم لديه رغبة كبيرة للانضمام إلى قواته المسلحة سواء كان مجند أو ضمن الكليات العسكرية.

ويعتبر تأهيل الفرد المقاتل ركيزة أساسية داخل وحدات المظلات المصرية ، فيبدأ يومه رياضيا ، فهو يقوم بالجري من 8 إلى 10 كيلو مترات يوميا من أجل تأهيله بدنيا، للقدرة على القفز بالمظلة، لأن الأمر يتطلب لياقة وقوة بدنية تسمح له بالقفز .

ويخضع مقاتل المظلات إلى ساعتين ونصف لياقة يوميا منقسمين إلى ساعة ونصف لياقة مجمعة، وساعة لياقة حرة، ليبدأ مرحلة التدريب وفقا لأحدث النظم والمعدات العالمية ، فالتطوير المستمر ركيزة أساسية من أجل الارتقاء بقدرات ومهمات الأفراد داخل وحدات المظلات.

كما يتم عقد لقاءات دورية للتواصل مع فدائي المظلات للرد على الإشاعات والحرب النفسية التي تتعرض لها مصر.

ويخضع فدائيو المظلات إلى تدريبات متنوعة وعلى بيئات مختلفة لتحقيق قدرة على التعايش والتعامل وتنفيذ المهام المكلفة له فى جميع البيئات وتحت كافة الظروف.

ويتم تدريب المستجدين لوحدات المظلات على الأرض، فهناك طرق محاكاة للطيران يخضع المستجد للتدريب عليها ،خوفا على سلامته ولا يسمح لأفراد المظلات بتنفيذ التعليمات والمهام عمليا إلا بعد التأكد بشكل كامل بقدرته على التنفيذ، وفى وجود مدربين مساعدين له فى البداية، حفظا على حياته.

وتعتمد وحدات المظلات أيضا على أحدث منظومات الملاحة الجوية، حيث يتم إعطاء المعلومات للفرد مقاتل المظلات بحركة الملاحة والرياح قبل القفز من الطائرة، لتكون لديه كافة المعلومات حتى لا يتعرض لأى مفاجأة فى الجو.

ويوجد فرصة للفرد المقاتل بوحدات المظلات إلى التعرف على تاريخ وحدات المظلات، فهناك متحفا كبير يملك تاريخ وحدات المظلات منذ نشأتها حتى الآن، وأقوى المهام التي قامت بتنفيذها، فضلا عن مكتبة علمية وتاريخية ضخمة ، لتنمية المهارات وزيادة الوعى لدى الفرد المقاتل، فالاهتمام ليس بدنيا فقط، بل علميا وعقليا أيضا.

ومن جانبه قال الجندي مقاتل "أحمد سيد"، أحد أبطال قوات المظلات، إن الالتزام والانضباط من أهم الأشياء التى اكتسبها منذ انضمامه لقوات المظلات.

وفي ذات السياق، قال العريف مقاتل "محمد سعيد"، أحد أبطال قوات المظلات المصرية، إن وظيفته داخل وحدات المظلات المصرية، هي تدريب الجنود علي اللياقة البدنية ، وأهمية الالتزام بالأوامر والتعليمات العسكرية، وذلك في إطار احترام متبادل بين الجميع، وأكد أن الإنضمام لصفوف القوات المسلحة، شرف لأي مصري، حيث أن جنود الجيش المصري هم خير أجناد الأرض.

وقال الجندي مقاتل "محمود إبراهيم"، أحد أبطال قوات المظلات المصرية، بأنه يفتخر بانضمامه لصفوف القوا المسلحة، موضحا أن الحياة العسكرية علمته الكثير من الأشياء الهامة كاحترام الوقت والانضباط والالتزام وتطوير الذات، بالإضافة إلى حماية أرض الوطن ضد التهديدات التي تحاك ضده.

الكلمات المتعلقة