ليس بالتواطئ مع الظلم والتعذيب يحيا النظام
سليمان شفيق
الاثنين ٢٨ نوفمبر ٢٠١٦
سليمان شفيق
(منهج لاهوت التحرير التركيز على تضامن الله وخلاصه لكل الناس وخاصة الفقراء منهم، وأن تحرير الإنسان لا يتم من خلال ممارسة طقوس معينة يقوم بها الفرد ولكن يتم بربط هذه الطقوس وهذه المعتقدات بالواقع الذى يعيش فى عالمنا وذلك بالتضامن مع إخوتنا فى الإنسانية قبل أن نتحدث عن إخوتنا فى الدين وإخوتنا فى الوطن ، فالحرية لا تتجزأ والعدالة لا تكتمل إذا حصرناها فى شعب معين أو جنس معين حتى ولو كان "الشعب المختار" فالنظرة التقليدية للدين كثيراُ ما تجعلنا ننسى إننا عائلة بشرية واحدة فنتقوقع على مجرد خلاصنا الفردى أو خلاص أهل ديننا فقط.)
الاب وليم سيدهم اليسوعي
اثارت "الزوبعة" التي حدثت ضد زيارة نيافة الانبا مكاريوس اسقف المنيا لاسرة الضحية مجدي مكين حفيظتي ، وبحثت طوال القرن الماضي عن موقف او بيان كنسي ضد جريمة تعذيب واحدة .. فلم اجد ؟( اقصد الكنيسة القبطية الارثوزكسية ، والقبطية الكاثوليكية ، والقبطية الانجيلية ) رغم ان وقت زيارة الانبا مكاريوس كانت هناك النائبة نادية هنري وهي قيادة كنسية انجيلية ، تري ما السبب ؟
هل المسيحية او اي ديانة مع التعذيب ؟ بالطبع الاجابة بالنفي .
ام ان الامر مجرد تواطئ من قبل "الاكليروس" الكنسي ورجال الدين بشكل عام مع الانظمة الحاكمة ؟ رغم ان تلك الانظمة علي مر العصور لم تكف عن انتهاك حقوق الفقراء والنساء والاقباط بشكل خاص وبطريقة شبة منتظمة ، وفي دراساتي فقط من 1978وحتي 2010
320 مواطنا مصريا مسيحيا قتلوا علي الهوية ، ولم يحاكم احد الا في الكشح وانتهت المحاكمة ببراءة المتهمين لعد جدية الادلة ، والحكم بأعدام الكموني في قضية مذبحة نجع حمادي ، والاكثر دهشة ان تفجيرات القديسين التي راح ضحيتها 23 قتيلا و79 جريحا ، لم يقدم فيها حتي الان حتي محضر تحريات رغم مرورستة سنوات من نضال المحامي البطل جوزيف ملاك بالمحاكم ؟!!
والاكثر بشاعة هو ما يقولة احد ابناء اسكندر طوس 67 سنة الذي تم قتلة في 14 أغسطس 2013 ،"قدمنا عشرات البلاغات للنيابة والقضاء ، لكنهم لم يتحركوا ولم يحققوا في الامر بعد 100 يوم علي قتل ابي ، وذهبوا الي القرية وعاين الطب الشرعي الجثة واخذت عينات منها ، ولم يظهر تقرير الطب الشرعي حتي الان ،وما نريدة أن تأخذ الدولة حقنا ، حيث ان الجناة معرفون بالاسم ، وهناك ادلة بالصوت والصورة لهم وهم يقتلون والدي ويمثلون بجثتة "
للعلم القتلة من الجماعات الارهابية ، ولكن لا قضية حتي الان ؟!!
هذة مجرد عينات سريعة اذكرها لكي افسر لماذا يشك المواطنين الاقباط في المسئولين علي تحقيق العدالة ؟ ولماذا يقلقون بشكل "طائفي" من مثل تلك القضايا ؟ بوضوح وبدون دواعي الحرج كثرة ضياع الحقوق ادت الي اللجوء الي الكنيسة لتشككهم في انهم لن ينالوا حقوقهم ، بالطبع مواقفي معروفة ضد الطائفية ومع المواطنة ولكن في نفس الوقت اتفهم هواجس وشكوك الاقباط ، وكنت دائما ادافع عن موقف الكنيسة ، واتفهم انها مؤسسة "محافظة" بطبيعتها ، وبعد مشاركتها في لقاء 3 يوليو اصبحت شريكة في العقد السياسي الجديد .. وانها تراعي ظروف الحكم والتحديات التي يواجهها .. ولكن هناك قضايا ضميرية لا يجوز الصمت تجاهها واهمها الدفاع عن كرامة الانسان ، ولعلني من انا ايضا اتفهم ذلك ولكن لا اتفهم الصمت الرسمي من صناع الضمير في الكنائس الثلاثة تجاة تعرية السيدة سعاد في الكرم ، وصولا الي حرق ونهب ممتلكات ومكان للصلاة في البلينا ، مرورا بأنتقاد بعض الكهنة والقساوسة "الرسميين" لزيارة الانبا مكاريوس لاسرة الضحية مجدي مكين ؟!! بل ان احد الكهنة الموقرين بالكنيسة الكاثوليكية أعتبرها "طعنة في قلب المواطنة" ، في حين ان الكنيسة الكاثوليكية عبر المجمع الفاتيكاني الثاني بشرت بلاهوت الدفاع عن كرامة الانسان ، وان كهنة واساقفة ثوار عظام في امريكا اللاتينية اسسوا لاهوت التحرير واستشهدوا دفاعا عن كرامة الانسان ، بل وان البابا فرنسيس باع سيارتة من أجل اللاجئين السوريين في لبنان ، واذكر المواقف العظيمة للمطران جورج خضر والكنيسة الارثوزكسية في لبنان ، فلماذا تستكترون علينا اسقف مثل مكاريوس وشيخة كنيسة مثل نادية هنري ، وراهب مثل وليم سيدهم اليسوعي ، اتركوهم علي الاقل للحفاظ علي "ماء الوجة" ، اما الرئيس السيسي فأنا لا اكف عن الدعاء لو : اللهم احمي السيسي من انصارة اما اعدائة فهو كفيل بهم، فلاتكونوا مثل الدبة التي قتلت صحبها من الخوف علية .