الأقباط متحدون - أنا واخويا وابن عمي ع الغريب
  • ٠٦:٢٢
  • الأحد , ٢٧ نوفمبر ٢٠١٦
English version

أنا واخويا وابن عمي ع الغريب

فاروق عطية

مساحة رأي

١٨: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ٢٧ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

فاروق عطية
    في الأسرة الواحدة قد يتفق الأخوة وقد يختلفوا، وقد يتعارك فردان منهما ويتضاربان، ولكن حين يعتدي غريب علي أحدهما ينسون خلافاتهما ويتصديان للغريب، فهما يحافظان علي كيان الأسرة واحترامها وشرفها. كذلك في الوطن قد نتفق مع الرئيس وقد نختلف، وقد نتطاول عليه أحيانا، ولكن عندما يتطاول غريب علي رئيس مصر، فهذا ما لا نقبله ولا نرتضيه، فرئيس مصر هو عنوانها وممثلها أمام العالم، مهما كان الخلاف بيننا وبينه، نحن نعتبر التطاول عليه هو تطاول علي وطننا مصر الذي ندافع عنه بالغالي والنفيس. أقول ذلك لأنني صدمت بحدثين متتاليين، أحدهما مقالان كتبهما كاتب لا يحب مصر والثاني استظراف من بدوي نسي نفسه ونسي ما قدمته مصر لأبائه وأجداده حينما كانوا حفاة رعاة يقتاتون علي إحسانات مصر المعطاءة دون منّ.

   كاتب المقالان هوفلسطيني من مواليد مخيم اللاجئين بدير البلح قطاع غزة 17 فبراير 1950م. يقيم والديه زلفا ومحمد عبد الباري بمدينة أشدود (إسرائيل)، وهو واحد من 11 طفلا لأبويه. بعد إتمامه التعليم الابتدائي بالمخيم واصل الدراسة الثانوية بالأردن 1967 وأكملها بالقاهرة "مصر". التحق بكلية الآداب قسم صحافة جامعة القاهرة، ثم حصل علي دبلومة في الترجمة (عربي – إنجليزي). بعد تخرجه عمل صحفيا بجريدة البلاغ الليبية، ثم بصحيفة المدينة السعودية. في عام 1978 انتقل إلي لندن حيث يقيم حتي الآن (حاصل علي الجنسية البريطانية) حيث عمل بصحيفة الشرق الأوسط الدولية السعودية اليومية. في عام 1980 أنشأ مكتب لندن لجريدة المدينة، ولكنه عاد مرة أخري لجريدة الشرق الأوسط عام 1984. في عام 1989 أسس المغتربون الفلسطينيون جريدة القدس العربي واختير رئيسا لتحريرها والذي يشغله حتي الآن. في 2007 نمت الصحيفة لتصبح واحدة من الصحف القومية العربية الكبرى المدافعة عن القضية الفلسطينية، ولكنها مرارا وتكرارا تُصادر ويُمنع دخولها لعديد من الدوب العربية لاتهامها رؤساء تلك الدول بالديكتاتورية والانبطاح للولايات المتحدة وإسرائيل. ينادي بدولة فلسطينية اسرائيلية علمانية يعيش فيها اليهود والعرب معا وهي تتسع للجميع، لهذه الآراء منعته اسرائل من دخول الأرض الفلسطينية منذ عام 2000 ولم بستطع زيارة أمه المريضة كما لم يستطع حضور جنازتها عندما توفت عام 2003. متلون في تصريحاته،عندما يخاطب الرأي العام البريطاني يميل إلى إخفاء آرائه الحقيقية وأيديولوجية دعمه للإرهاب وقتل المدنيين، عكس صورته عندما يخاطب العالم العربي. وكاتبنا الذي بث السم في العسل في مقالتيه برأي اليوم (صحيفة عربية مستقلة) هو عبد الباري عطوان الحمساوي إخواني الهوي. وهذا رابط مقاله (18 أكتوبر 2016):
http://www.raialyoum.com/?p=544920

   لآ يمكن إنكار أن مقاله أجاد تحليل الموقف الملتبس بين مصر والسعودية، كما أجاد أيضا بث السم في العسل. يبدأ مقاله بالتساؤل: لماذا يكرر كتاب مصر عبارة “لن نركع″ بكثرة هذه الأيام في إشارة الى السعودية؟ وما سبب غضب حكومتهم من رسالة الأمير محمد بن سلمان حول جزيرتي صنافير وتيران؟ ولماذا جاءت زيارة اللواء المملوك الى القاهرة في هذا التوقيت؟ ويستطرد قائلا: عندما تسأل بعض الزملاء الصحافيين في مصر عن أسباب غضبتهم على المملكة العربية السعودية، وتكرار استخدامهم تعبير “لن نركع لغير الله” في الكثير من مقالاتهم، وعن هوية الجهات، او الدول، التي تريد “تركيعهم”، لا يترددون في القول انها السعودية التي تريدنا ان نكون اتباعا، وتتعامل معنا كمصريين بعقلية “الكفيل”، وليس كدولة تملك ارثا حضاريا يمتد لاكثر من 8000 عام. ثم يضيف: اللافت ان الغضب السعودي على مصر وقيادتها الحالية بدأ يمتد الى الحلفاء الخليجيين، وخاصة دولة الامارات العربية المتحدة التي دعمت وبقوة ومنذ اليوم الأول الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي. هنا نلحظ جليا بث السم في العسل حيث يعتبر ثورة 30 يونيو وخروج أكثر من 33 مليون مصري مطالبين بإنهاء حكم المرشد وعودة الحكم المدني لمصر وتخليصها من ذلك الأراجوز الأهبل الذي اغتصب الرياسة زورا كأن لم تقم، وأن السيسي قد اغتصب الحكم من رئيسها الشرعي واعتبره انقلابا، ونسي أو تناسي أن مرسي هو الذي اغتصب الحكم بالتزويز الواضح في الانتخابات التي أظهرت تفوق أحمد شفيق رغم هذا التزوير، وأن عصابة الإخوان هددت المجلس العسكري بحرق مصر إذا أعلن الحقيقة وفوز أحمد شفيق.

   ويقول في موضع آخر من المقال: المصريون يملكون كما هائلا من الاعتداد بالنفس، تصل الى وصفها من البعض بالشوفينية، وحساسية هائلة تجاه الاشقاء الخليجيين، وما زالوا، او نسبة كبيرة منهم، تنظر الى دول الخليج على انها اقل تطورا بالمقارنة بمصر، رغم ان واقع الحال عكس ذلك تماما. هنا نلحظ تندر الكاتب والشماتة الجلية في نبرة حديثه عن معاناة مصر الآنية ومدي احتياجها لمعونة أشقائها العرب الذين ما وصلوا إلي ما وصلوا إليه إلا بفضل مصر ومعاونتها لهم ماليا عندما كانوا يرزحون في الفقر المدقع قبل اكتشافات البترول، وبفضل تعليمهم وتثقيفهم وعلاج أمراضهم عندما كانوا يرزحون في الجهل والمرض، فقد أرسلت مصر لهم أفضل معلميها ومهندسيها وأطبائها وممرضيها. وما وصلت مصر إليه اليوم من فقر ناتج عن كم الحروب التي خاضتها مصر للدفاع عن العرب والعروبة. ولا ننسي أن حرب 23 يونيو 1957 قد قامت بسبب تحريض الملك فيصل ملك السعوية وخطابه الشائن للرئيس ليندون جونسون مطابا الولايات النتحدة بالضغط علي إسرائيل لغزو مصر، خاصة وجبشها جُله متواجد في حرب اليمن، وثيقة بتاريخ 27 ديسمبر1966 م، وتحمل رقم 342 من أرقام وثائق مجلس الوزراء السعودى، وهذا رابط خيانة الملك فيصل لمصر:
http://www.egyptianoasis.net/showthread.php?t=26301

   ونسي أو تناسي الكاتب دور جماعة الإخوان الذي هومنهم قلبا وقالبا، في مصر وقطاع غزة في إفقار مصر منذ الإطاحة بحكم المرشد حتي الآن بما يقومون به من تفخيخ وتفجير خاصة في سيناء، وما يقومون به من حرب إعلامية عالمية ضد مصر لمنع المستثمرين وتقليص السياحة والمحاولات المسنمرة من تجار العملة الإخوانيون من الحصول علي العملات الصعبة وتهريبها للخارج مما إدي لتدهور قيمة الجنيه المصري.
   كما كتب مقال آخر في 28 أكتوبر معلقا علي مقال مجلة الإيكونومست البريطانية (منتصف أغسطس) التي علقت علي أحوال مصر السياسية والاقتصادية تحت عنوان "خراب مصر"وتنبأت بقيام ثورة شبابية وشيكة. علق علي المقال قائلا أن نبوءة الإيكونومست بدأت تتحقق تدريجيا وملامح الانهيار في الاقتصاد المصري بدأت تتبلور، والغضب الشعبي يتفاقم، وكان سائق “التوك توك” الذي انفجر ناقدا للأوضاع المعيشية الصعبة بأسلوب صادق ومعبر، أحد ابرز اوجه التعبير في هذا الصدد، وعادت مصر الى عهد الطوابير امام الجمعيات ومحلات البقالة التي كانت سائدة في السبعينيات، فالمحلات خاوية، وأزمة اختفاء السكر تعكس “رمزية” حالة السخط وارتفاع الاسعار، واختفاء السلع الضرورية. ويعزو افتتاح السيسي لمؤتمر الشباب وإلقائه خطبة عاطفية اكد فيها انه قضى 10 سنوات وثلاجته خاوية الا من الماء، واعترف بالأزمات الخانقة، واكد انه مسؤول عن الحفاظ على الدولة من السقوط، وتوفير فرص العيش الكريم، والصحة الجيدة، وفرص العمل والاسكان للشباب، وحذر من تحركات يمكن ان تهدم البلد، ودعا للحوار، وتعهد بالإفراج عن شباب معتقلين دون محاكمة بأنه قرأ تقرير المجلة حتما، وبدأ يدرك حجم الاخطار الحقيقية التي تهدد نظامه، واراد ان يستميل الشباب الى صفه، ولكن فرص هذا الادراك من النجاح تبدو محدودة، لان حالة الغليان التي تسود الشارع المصري اوشكت على الانفجار، وقد تكون الدعوة للتظاهر يوم 11 “نوفمبر” المقبل ضد الغلاء، وترفع شعار “ثورة الغلابة”، هي المفجر للاحتقان الشعبي المتضخم في مصر. ثم يردف ناصحا: من الخطأ، بل من غير الاخلاقي، مطالبة الشعب المصري بالصبر، وتحمل الازمات المعيشية التي باتت تستعصي على التحمل، في ظل الفساد، واتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء، بطريقة يصعب ردمها او تقليصها.

  ولا يسعني إلا أن أهمس في أذنه مذكرا أن ما تعيشه مصر من أزمات طاحنة سببها الحقيقي والمباشر هم أنتم من إخوان خونة وحمساويين ناكري الجميل، أنتم من أفقر مصر بما تفومون به من تخريب وتغجير وتأليب للعالم حتي تصل مصر للإفلاس ويعود الإحوان للحكم علي أطلالها، وأأكد لك أن مصر قد تمرض لكنها أبدا لا تموت، وسوف تهب وتنتعش وتتبوأ مكانها المناسب قريبا بإذن الله الذي يحميها ويعضدها، ولن تحدث ثورة غلابة وسيصبر الشعب ويتحمل حتي تنصلح الأمور. وهذا رابط المقال:
http://www.raialyoum.com/?p=55001

   والآن نأتي لاستظراف ذلك البدوي الأهطل الذي يجيد الجهامة والعبوس والذي وأتته الجراءة أن يستظرف في موقف لا يحتمل إلا الجد فانطبق عليه المثل الذي يقول :" جاء يكحلها عماها". تخرج من مدارس المدينة المنورة، وحصل علي شهادة البكالوريوس في إدارة الإنتاج من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. منح درجة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا في مجال العلاقات الدولية. هو وزير سعودي سابق لوزارة الحج والثقافة. كان يشغل قبل سقطته الاستظرافية منصب أمين عام لمنظمة التعاون الإسلامي وأقيل منه نتيجة فعلته الفجة. إسمه أياد أمين مدني. خلال حفل افتتاح مؤتمر وزراء التربية للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"27 أكتوبر الماضي برياسة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، أراد هذا الجلف البدوي ان يكسر الرتابة ويتحلى بخفة الظل، وهي صفة ليست معروفة عن معظم المسؤولين السعوديين، الذين يميلون الى الجدية والقتامة والمحافظة عليها في المناسبات الرسمية، فجاءت النتائج عكسية تماما، وابرزها اقالته من منصبه في زمن قياسي، وانهاء حياته السياسية على الأرجح. حاول الاستظراف مرتين: الأولى، عندما اخطأ في اسم الرئيس التونسي متعمدا ونعته بالسيسي بدلا من السبسي، والثانية، عندما حاول ان يصحح هذا الخطأ المفتعل بدعابة لا يجيدها، واعرب عن امله “ان تكون ثلاجته السبسي مليئة بما لذ وطاب” على عكس ثلاجة الرئيس المصري الذي قال ان ثلاجته ظلت خاوية لعشر سنوات الا من الماء،

  لم تكن ثلاجة السيسي وحدها الفارغة خلال حرب الاستنزاف بعد النكسة التي تسبب فيها عاهلكم الجبان، بل كل ثلاجات المصريين الذين ربطوا الأحزمة علي البطون، رغبة في جعل كل الموارد متاحة للتسليح انتظارا لحرب الكرامة التي تحقق وعدها في السادس من أكتوبر 1973. نعم كانت ثلاجاتنا فارغة ونحن نفخر بذلك، وفقط نذكركم بأيام هوانكم وفقركم ومشيكم حفاة قبل اكتشاف البترول. نذكركم بالتكية التي أقامها إبراهيم باشا في بلادكم لإطعام جوعاكم. نذكركم بحضور عاهلكم صاغرا شاكرا كرم أحد بشاوات مصر الذي أضاء الأماكن المقدسة بالكهرباء، التي لم تعرفوها أوتسمعوا عنها، قبل أن أمدتكم بها مصر الحضارة. الفرق بيننا وبينكم أننا أعطيناكم من سعة ولم نتهكم عليكم، وغدا سينتهي البترول وتعودون كما كنتم حفاة رعاة للإبل تقتاتون علي كلأ الصحاري، وإن غدا لناظره قريب.