الأقباط متحدون - ثقافة الطائفية فى قرية النغاميش!
  • ١١:٤٣
  • السبت , ٢٦ نوفمبر ٢٠١٦
English version

ثقافة الطائفية فى قرية النغاميش!

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٣١: ٠٦ م +02:00 EET

السبت ٢٦ نوفمبر ٢٠١٦

بقلم/ د.ماجد عزت إسرائيل

 
   حيثما تكون هناك ثقافة الكراهية وعدم تقبل الآخر،تولد فكرة الإبادة وممارسة العنف، والتطهير لاستئصال الآخر المختلف، جنسياً ودينياً،وثقـافياً، وعبر تاريخ مصر الحديث والمعاصر،تعرض الأقباط لسلسلة من الاضطهاد بمختلف أشكاله من تهديد وتدمير وحرق الأديرة و الكنائس والاعتداء على الكهنة، ورهبان الأديرة،بل وصل الأمر إلى القتل والسرقة والنهب وسلب الأراضى والعقارات والأموال،وخطف القاصرات من النساء والأطفال وفى الأونة الأخيرة  حدثت حوادث  دموية هزت العالم أجمع ، وكل هذه الأحداث والأعمال الإجرامية نسمعها يومياً من خلال وسائل الإعلام بشتى أنواعه ولا جهة تتحمل المسؤولية،ودائما الفاعل مجهول ،أو يتم عمل جلسة صلح عن طريق بيت العائلة أو تحمل الدولة نفقات إعادة المبانى أو تعويض الضحايا مبلغاً مالياً،وهذا ما دفع القبطي المسيحي للشعور بالغبن والتهميش والإذلال لاعتباره مواطناً درجة ثانية أو ثالثة، ولا يتمتع بكامل حقوقه المدنية والسياسية،مما دفع البعض منهم للهجرة  إلى شتى بقاع العالم،نتيجة ثقافة الكراهية والإبادة التى يتعرضون لها.
  وما حدث اليوم 25 نوفمبر 2016م  فى قرية النغاميش مركز دار السلام  بمحافظة سوهاج ما إلا صورة ونموذجاً لثقافة الطائفية  حيث تعرض أقباط ذات القرية للاعتداء على يد بعض المتشددين من المسلمين من الرجال والنساء والشباب والأطفال حيث قاموا عقب صلاة الجمعة ،برفع المصحف الشريف وهم يرددون قائلين "مش عايزين كنيسة ...بالطول بالعرض هنجيب الكنيسة الارض..." وفى أثناء ذلك تعرضت بعض المنازل ومرافقها والمحلات التجارية  وقاعة مناسبات وحضانة تخص الأقباط لعمليات قذف بالاحجارة و زجاجات الملوتوف مع حدوث عمليات النهب والسلب والسرقة، ثم حرق كل هذه الممتلكات كالعادة، مع منع دخول سيارات الاطفاء وسيارات الأسعاف لنقل المصابين إلى المستشفيات ،ولم يتم وقف هذه الاعتداءات إلا بعد حضور رجال الجيش والشرطة ،والسبب إشاعة بتحويل قاعة المناسبات الاجتماعية إلى كنيسة لصلاة  نيافة الأنبا "ويصا "أسقف ذات المدينة بها جناز الأربعين للكاهن القرية.  
 ثقافة الطائفية التى تسود بعض المجتمعات فى مصر يرجع سببها إلى الجهل والتخلف  والفقر والأمية وتدهور حالة التعليم ، بالإضافة إلى وسائل الأعلام وبرامج التوك شو التى لا تقوم بدورها فى نشر الثقافة  والوعى بخطورة الطائفية، وأيضًا الخطاب الدينى، كذلك العدالة الغائبة والغير الناجزة ،مع تدخل بيت العائلة للصلح بالجلسات العرفية وعدم تنفيذ القانون ،وهنا يساهم المجتمع فى ترك الجناة  الحقيقيين فى استكمال جرائمهم فى مكان آخر مع نشر أفكارهم الطائفية، مع تحمل الدولة نفقات مالية فى إعادة  بناء المنازل أو الكنائس  أو تعويض الضحايا نتيجة هؤلاء المتشددين دينيا.
 هل تعلمنا من الأحداث التى حدثت فى الماضى القريب فى محافظة المنيا والجيزة والإسكندرية ؟ وإلى متى يستمر هذا المسلسل الطائفى فى بعض قرى مصر؟ أما هذا ضريبة يدفعها الأقباط لمساندتهم الدولة ورئيسها ولمواقفهم الوطنية تجاه مصرنا الحبيبة؟ نريد أن يسود السلام والمحبة بين جميع المصريين.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع