عيد الشكر.. بين السلف، والخلف!
عادل عطية
الخميس ٢٤ نوفمبر ٢٠١٦
بقلم: عـادل عطيـة
فصل الخريف، يعود بنا إلى أوائل القرن السابع عشر!
إلى مجموعة كبيرة من الأوروبيين المهاجرين في طريقهم إلى القارة الأمريكية!
كانت رحلتهم طويلة، وشاقة، ومؤلمة!
ولكنهم ـ في النهاية ـ، وصلوا إلى الشاطيء الشرقي لولاية ماساشوستس!
كان ذلك في نوفمبر من عام 1621!
غير أن وصولهم تزامن مع حلول البرد القارس، والأمطار الغزيرة، والثلوج المُجمّدة، التي أهلكت الكثير منهم؛ بسبب جهلهم بطرق الصيد، والزراعة!
وجاء من ينقذهم..
اثنان من الهنود الحمر، هما: ساموسيت"، و"سكوانتو"!
اللذان شرعا في تعليمهم كيفية صيد الطيور، والحيوانات، والأسماك، وزراعة الذرة!
وبعد فترة..
قرر المهاجرون الذين استوطنوا العالم الجديد، الاحتفال بالنعمة التي منّ بها الله عليهم في بلادهم الجديدة؛ فوجهوا الدعوة إلى الهنود والقبائل التي ينتميان إليها؛ للاحتفال بما أسموه حينذاك: "عيد الشكر"!
وهكذا تحوّل "عيد الشكر" إلى مناسبة سنوية للاحتفال بالنعم التي يتمتع بها الأمريكيون!
*** *** ***
كم يكون رائعًا، أن يخرج "عيد الشكر" من قوميته، ويصبح عيدًا كونيًا، تشكر فيه كافة الشعوب على حصاد العام الذي اشرف على نهايته!
لكن من المؤلم أن يكون شرقنا محروماً ـ مقدمًا ـ من هذا الفعل الصالح؛ لأن الذين ينادون باتباع السلف الصالح، لا يعترفون بوجود الخلف الصالح!
فهذا هو حكمهم على عيد الشكر..
"من المعلوم أنه يشرع للعبد سجدة الشكر عند تجدد النعم، واندفاع النقم. وأما جعل يوم للاحتفال به، فإنه من جملة البدع والمحدثات، وهو من شعار الكفار"!
وتأكيدًا منهم على حرمانيته، قالوا:
"ان أعياد أهل الكتاب على قسمين:
.. قسم مشروع في أصل دينهم، فهذا لا يشرع الاحتفال به؛ لورود الأمر بمخالفة أهل الكتاب!
.. وقسم لم يشرع في أصل دينهم بل ابتدعوه واخترعوه، فمن باب أولى أن يكون الاحتفال به غير جائز"!
وهكذا يفرّقون بين الإنسان الصالح، والفعل الصالح، وهكذا يضيع الفعل الصالح!