الأقباط متحدون - البابا بطرس الأول.. دماؤه ختام لسفك دماء المسيحين
أخر تحديث ٠٨:٤٥ | الجمعة ١٤ يناير ٢٠١١ | ٦ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٦ السنة السادسة
إغلاق تصغير

البابا بطرس الأول.. دماؤه ختام لسفك دماء المسيحين


كتبت: ميرفت عياد
تعرضت كنيسة القديسين "مارمرقس والبابا بطرس خاتم الشهداء" في أول ساعات السنة الجديدة لحادث إرهابي اهتزت له قلوب جميع البشر، هذه الكنيسة التي تلطخت بدماء الشهداء الأبرياء  تحمل اسم القديس "بطرس الأول" بابا الإسكندرية السابع عشر، وخاتم الشهداء، هذا القديس الذي ولد من أسرة تقية، حيث كان والده أحد قساوسة الإسكندرية، وكانت أمه إنسانة طيبة القلب تحب الله كثيرًا، ولكن كان يدمي قلبها بسبب عدم إنجابها لأطفال، وفي مرة من المرات وهي في الكنيسة شعرت بحزن شديد وهي ترى الأمهات حاملات أطفالهن، وبكت بكاءً مرًا وسألت السيد المسيح أن يرزقها طفلاً، وتزامن هذا مع عيد القديسين بطرس وبولس اللذين رفعا صلواتها الحارة إلى الله، وظهرا لها حاملين بشارة الفرح بأن الله قبل صلاتها، وأنها سترزق بطفل، ويجب عليها أن تسميه بطرس.
بشارة مفرحة ونبوءة إلهية 
 
واستيقظت تلك الأم الطيبة من النوم فرحة سعيدة، وحملت تلك البشارة إلى زوجها الذي فرح بدوره جدًا، ثم قررت أن تذهب إلى البطريرك حتى يباركها حسبما أوصاها القديسين في الرؤيا، وبالفعل قام البطريرك بالصلاة لها ومباركتها، وبالفعل بعد شهور قليلة رزقت بطفل جميل أسمته بطرس، وبعد أن بلغ عامه السابع، قرر الأبوان أن يهبا هذا الطفل إلى الله مثل صموئيل النبي، فذهبا إلى البابا وسلماه له، فقام برعايته روحيًا، وألحقه بالمدرسة اللاهوتية، فنمى في النعمة، وبرع فىي الإرشاد والوعظ، وتم تكريسه كشماس ثم قسيس، وتحمل أعباء الكنيسة وشئونها مع البابا، إلى أن تنيح تاركًا خلفه وصيه بأن يكون الأب بطرس خلفًا له، وأن يعتلى كرسي مارمرقس الرسول.
 
آريوس ينتقم لحرمانه من الكنيسة 
ونمت الكنيسة في أثناء حبريته واستضاءت بتعاليمه، على الرغم من ظهور آريوس وبدعته التي حاول القديس بطرس أن يثنيه عن عنها وعن وتعاليمه الفاسدة، إلا أنه أصر على تفكيره ومعتقداته، فقرر البابا بطرس أن يحرمه ويمنعه من شركة الكنيسة، مما هذا أشاط آريوس غيظًا، وقرر الانتقام منه، فاتصل بالملك "مكسيميانوس" الوثني، وأبلغه أن بطرس بطريرك الإسكندرية يحرض الشعب علي ألا يعبدوا الآلهة، فاغتاظ الملك جدًا، وقرر أن يقيم مذبحة في الاسكندرية، لا يستطيع منها أحد النجاه، وطالب جنوده بقطع راس البابا بطرس، وبالفعل فتك الجنود بآلاف المواطنين الذي بلغ عددهم حوالى 48 ألفًا، وذلك إما بالقتل المباشر بالسيف، أو بالحبس والجوع والعطش، ونهبوا أموال البلاد، وسلبوا النساء والأطفال، وكان خراب ودمار شامل عم البلاد.     
 
دماؤه انقضاء لعبادة الأوثان  
واستطاع الجنود أن يقبضوا على البابا بطرس وأودعوه السجن لإذلاله، فلم يستطع الشعب تحمل هذا وتجمهروا أمام السجن لإنقاذ راعيهم، وبدأت حالة من الفوضى تعم البلاد، فخاف الجنود المكلفون بقتله من أي أحداث شغب يقوم بها الشعب، كما خشى البابا أن تسفك دماء جديدة من شعبه، فقرر أن يسلم نفسه للموت عن شعبه، وطلب من قائد الملك الذي كان شهمًا للغاية أن ينقب الجدار الخلفي للسجن سرًا، ليذهب البابا إلى قبر مارمرقس الرسول، وبالفعل تم هذا وجثا القديس بطرس على ركبتيه، وطلب من الله قائلاً "ليكن بدمي انقضاء عبادة الأوثان، وختام سفك دماء المسيحيين"، فأتاه صوت من السماء يقول "آمين"، وفور أن أنهى البابا صلاته، قطع أحد الجنود رأسه المقدسة، وظل الجسد في مكانه إلى أن اخذه الشعب وألبسو جسده الطاهر ثياب الحبرية، ووضعوه حيث أجساد القديسين. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter