الأقباط متحدون - حمى ( الفيس بوك ) تغزوا كوكبنا
  • ٠٠:٤٨
  • الخميس , ٢٤ نوفمبر ٢٠١٦
English version

حمى ( الفيس بوك ) تغزوا كوكبنا

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٣١: ٠٨ ص +02:00 EET

الخميس ٢٤ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
 بقلم : د . مجدى شحاته
لا يمكن لأحد أن ينكر ان شبكة الانترنيت انجاز عظيم ورائع ومزهل ومفيد ، ساعدت فى حل الكثير من مشاكل المجتمعات  البشرية ، والقيام بالعديد من المهام الضرورية للناس .وفوق كل ذلك فهى أكبر بنك للمعلوماتفى تاريخ البشرية.ومن أهم انجازات هذه الشبكةالمذهلة ، نجاحها فى كسر حاجز الغربة والغاء المسافات بين الناس ،حيث يمكنك التواصل مع أقاربك وأحبابك بالصوت و الصورة أينما كانوا وفى أى وقت !!! لم يعد أحد فى هذا العالم يعيش فى عزلة عن الآخرين ... تصلك أخبار الناس وتفاصيل حياتهم فى التو و اللحظة ..
 
ولم يعد هناك أمرا مخفيا او مستترا وتحقق قول الكتاب : " فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفى لن يعرف " ( لو 12 : 2 ) . الا ان شبكة التواصل الاجتماعى( السوشيال ميديا أو الفيس بوك ) مثلها مثل معظم أدوات التعامل فى هذه الحياة ، تخضع لمنطق حسن أو سؤ الاستعمال ، السطور التالية بكل الامانة ومن القلب ، دعوة مخلصة وصادقة بضرورة تقنين وحسن استخدام ( مواقع التواصل الاجتماعى ) ... بالحكمة والعقل و اللياقة و اللباقة . اعتاد كثيرون فى هذه اللآونة الاخيرة استخدام ( الفيس بوك ) بطريقة تصل الى حد الادمان .. نعم الادمان !! addiction)( والنتيجة :( حمى الفيس بوك). الناس ..
 
فى الشوارع ، فى المواصلات العامة ، فى المحلات التجارية ، فى اماكن العمل ، أثناء قيادة السيارة ، وصدقونى حتى فى اجتماعات روحية بالكنيسة ... الكبار والصغار، رجال وسيدات ، الجميع عيون شاخصة وآذان صاغية لشاشة الموبايل ومتابعة ( الفيس بوك ) اسطورة العصر ... وكل عصر !!! والشيء العجيب ان يأتى ضيوفك لزيارتك فى منزلك ويتجاهلوا الحاضرين و الحوارات العائلية او الروحية واصول الضيافة والدفئ الانسانى والوجدانى وينهمكوا لمتابعة اسطورة العصر ! وما يدور على ( الفيس بوك). لو افترضنا أن متوسط استخدام الفرد للفيس بوك ثلاث ساعات يوميا ، فان هذا الفرد يقضى أكثر من الف ساعة كل عام امام شاشة الموبايل وعندما يبلغ هذا الانسان عمر الثمانين عاما (متوسط العمر فى استراليا ) يكون قد قضى حوالى تسع سنوات كاملة منعمره امام الشاشة الصغيرة !! نعم تسع سنوات !!! . كان من الممكن استغلالها فى امور كثيرة أكثر نفعا للفرد والكنيسة والمجتمع .
 
يشير علماء النفس ان شبكات التواصل الاجتماعى قد تخلق نوعا من الحياة الافتراضية والتى يندمج فيها البعض بشدة  تؤثر فى شخصيتهموتغيرمن سلوكهم الاجتماعى ومجرى حياتهم وتبدل طريقة تعاملهم مع الواقع ومن هنا يبدأ الانهيار فى العلاقات الاسرية تدريجيا !! لقد قل وانحصر الحوار الاسرى بشكل ملحوظ وحل مكانه ( الخرس العائلى ) فوسائل الاتصالات الالكترونية هى الاكثر كلاما فى البيت ، وافراد الاسرة صامتون أمامها، فكل فرد من افراد الاسرة له رقم موبايله الخاص وبريده الألكترونى وصفحة للفيس بوك ، وله أصدقاء افتراضيين فى مجتمع افتراضى حدده لنفسه يرتاح اليهم و يتواصل معهم اكثر من تواصله ممن يرتبط بهم برابطة الدم !! حكومات العالم وكل مدارس وجامعات الدنيا غير قادرة على الضبط والربط فى هذا الامر، الضبط والربط يأتى من داخلنا ، ولنضع امامنا قول القديس معلمنا بولس الرسول: " امتحنوا كل شئ وتمسكوا بالحسن " (1 تس 5 : 21 )