بقلم: القس أفضل وليم
مثل هذه لا ترجم على ما أظن إنها كانت العبارة التي استخدمها السيد المسيح في إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن رداً على شيوخ اليهود والمتزمتين الذين جاوءا بالإمراة التي أمسكت بذا الفعل وهي تخطىء وأتوا بها إلى السيد المسيح طالبين منه وهم يصرخون قائلين إن مثل هذه تــــــــــرجم تتميماً لشرع الناموس .
وياله من أمر صعب عندما يتقابل الشرع مع محبة الله ، والناموس مع نعمته ، فالشرع الناموسي يطلب القصاص والنعمة تطلب الصفح والغفران ليتم قول الرب لم أتي لأهلك بل لأطلب وأخلص ما قد هلك .
وكان هؤلاء الكتبة الذين حفظوا الناموس السطحي وأهتموا بالخارج أكثر من الداخل وطلبوا النقمة لا الرحمة والرجم بدل المغفرة ، فكان صوت الرحمة الإلهيو يصرخ في وجه هؤلاء قائلاً " إن مثل هذه لا ترجم " .
وها نحن اليوم رغم التقدم العلمي والتطور والأنفتاح على العالم المتحضر بكل أشكاله ولكن ما زال صوت يُسمع في كل شارع وفي كل قبة عالية أرتفعت إلى كبد السماء ،وفي كل قناة فضائية تقول إن" مثل هذه تُرجم " لماذا تُرجم ومن حقها الحياة ؟ لماذا ترجم ومن حقها الأختيار ؟
مثل هذه ترجم يا لقسوة الشرع والناموس ،
مثل هذه تُرجم يالموت الرحمة في قلب النفوس
مثل هذه تُرجم يالضلال البشر عن خطة القدوس
ويؤسفني قمة إهدار حقوق الإنسان وأبسطها المتمثلة في أختيار الإنسان لدينه ومعتقده بكل حرية ،لنسمع في كل آن ومكان إن مثل هذه ترجم .
واجه السيد المسيح رؤساء الدين اليهودي الذين قضوا سنين عمرهم يهتمون بتزيين قبورهم من الخارج وظل الداخل عظام منتنة ،زاد رائحتها كرهاً كلما أقتربت منها ،ولكن السيد المسيح فاحص القلوب يعرف خبايا القلب وإن حاول أن يتزين من الخارج بالشعارات الجميلة والعبارات الرنانة والطقوس المزينة .
فصوتي يصرخ مع السيد المسيح ويقول من منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر فياللعجب إن كانت ترجم لا بسبب خطية فعلتها ولكن بسبب حرية أختيارها في أتباعها لشخص المسيح الذي أنار حياتها وغير مسار قلبها وأشرق بنوره عليها فكانت النتيجة "إن مثل هذه ترجم"
يا مَن سهل عليكم أن تمسكوا الحجر للرجم ، أو يا مَن تصرخون وتحللون أن مثل هذه ترجم أقدم لكم من أعطى للعالم حياة وقدم للإنسان الهالك رجاء الذي قال لتلك الإمراة يا إمرأة أما دأنك أحد قالت لا أحد يا سيد فقال لها ولا أنا أدينك .
سيدي الحبيب إن كان لإحد حق أن يدين فأنت هو هذا الإنسان ، وإن كان لإحد حقاً أن يرجم الأخر فأنت وحدك .ولكن ما أعظم قلبك الذي سبى قلوبنا بالمحبة ، فكانت عيني المرأة على أول حجر تتلقاه من يدك أنت ولكن ما أجملك فقد تلقت أول أعلان بالمغفرة والرحمة وهو " ولا أنا أدينك "
وأنتم يا من تطلبون للناس أن ترجم مالكم ولهم دعوهم وشأنهم ،لم يضعكم الله قضاة على الأرض وأسمعوا إن مثل هذه لا ترجم .
إلهي الصالح أشكرك لأجل محبتك العظيمة التي كفلت لنا أن نعيش في سلام مع الله القدوس من خلال صليبك المبارك نسألك أن تفتح قلوب العميان وتنير خبايا قلوبهم ليدركوا كم أن محب وقدوس ..أمين