الأقباط متحدون | لا تقتلوا براءة الأطفال..
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٨ | الاربعاء ١٢ يناير ٢٠١١ | ٤ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا تقتلوا براءة الأطفال..

الاربعاء ١٢ يناير ٢٠١١ - ٢٦: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نوري إيشوع  

إن الذي يجعل للحياة استمرارية, و للأسرة مسرًة و بهجة, و للمجتمع بنيان و معرفة, هم هؤلاء البراعم الطرية و البريئة, هؤلاء الأطفال الذين يحملون في قلوبهم الصغيرة كل محبة العالم و فرحه, هؤلاء الذين بهم ومن خلالهم ندوس غابات من الأشواك في مشوار الحياة, نتحمل من أجلهم المتاعب و المشقات, و نواجه لأجلهم الشر والأشرار, نضرب الليل بالنهار و نعمل بجدٍ و نشاط و دون كلل أو ملل لنحافظ على الابتسامة الجميلة التي ترتسم على شفاههم.
.و قد قال بهم جورج برناردشو قوله المشهور : الحياة شعلة تذوى(تنطفئ) و لكن تتجدد كلما وُلد طفل

بالرغم من الصفات الرائعة التي يتحًلى بها كل طفل بغض النظر عن سنه, جنسه, معتقداته, لونه.....من براءة, محبة, فرح, انطلاقة نحو الغد!!!
 لكن هناك العشرات من الدول, و مجتمعات لا تحصى و لا تعد, و ملايين الآباء و الأمهات يرتكبون الفظائع و الأهوال بحق هؤلاء الملائكة, و ذلك بانتزاع براء تهم منهم, من خلال زرع الحقد في قلوبهم بدلاً من المسامحة, الكره بدلاً من المحبة, الظلم بدلاً من العدل و المساواة, الضغينة بدلاً من الأيمان . هذا التجني الرهيب و المرعب يتم من خلال تلقينهم  في الأسرة و المدارس مرة باسم الدين , وأخرى باسم الوطنية,  فنراهم في وسائل الأعلام و هم يحملون أسلحة أكبر منهم حجماً و ينطقون لا بل يهتفون و بصوتٍ عالٍ و ينادون بموت العدو, يلقون أشعاراً حربية و عنصرية و هم يتفاخرون بأنفسهم و بالذين لقنوهم و قتلوا فيهم طفولتهم و دنسوا طهارتهم .  

أيها الذين تدعون التربية و تفضلون أنفسكم على العالم, لا تعلًموا الأطفال : الخوف لكي لا يتوقعوا الشر, ولا الغيرة لكي لا يعرفوا الحسد, و لا العداء لكي لا يعرفوا المشاجرة, و لا العار كي لا يشعروا بالإثم.
بل علموهم  المشاركة مع الآخرين دون تمييز ليتعلموا الكرم, علموهم الأمانة كي يعرفوا العدل, الرضى والتسامح لكي يعرفوا الحب و الصبر,   ثابروا على تربيتهم تربية روحية تقوم على المحبة و الوداعة و الطهارة, ليصبحوا من خلالها بحق اللبنات الأولى لبناء مجتمعات الإنسانية الحقيقة لا مجتمعات مزيفة تقوم على أساسات هشة, مبنية على رمال.  

 و لكن الذي يثير الدهشة و الاستغراب هو صمت هؤلاء المشرعون و القانونيون واضعي الدساتير و الاتفاقيات الدولية لحماية الإنسان و المواد الصارمة  التي تتضمنها بخصوص معاقبة المخالفين لأحكامها.. و خير مثال اتفاقية حماية الطفل. 
و لكن ما هي اتفاقية حماية الطفل؟
 هي اتفاقية دولية كانت الغاية منها حماية الطفولة و الأطفال و قد تم اعتمادها و عرضها للتصديق بموجب فرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم 44/25 بتاريخ 20 تشرين الثاني 1989 و قد بدء نفاذها استناداً للمادة 49 في 2 إيلول 1990      
                                                              
و قد جاء فيها :
المادة ١
حددت سن الطفولة,   كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره,  مع احترام و أخذ بعين الاعتبار سن البلوغ في الدولة التي ينتمي إليها.
 
المادة ٢
تتعهد كافة الدول الوقعة على هذه الاتفاقية بضمان و حماية كافة حقوق الأطفال الذين يخضعون لولايتها دون تمييز و  بغض النظر عن لونهم أو جنسهم أو لغتهم أو دينهم أو إي اعتبارات أخرى.
تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة لحماية الطفل من جميع أشكال التمييز أو الاستغلال و إنزال أقصى العقوبات بحق المخالفين مهما كانت صفاتهم, ضمناً الوالدين, و الأوصياء و القيميين.  
 
المادة 16  
 لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، أو أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته, و تتعهد الدول الأطراف بأن تحترم قواعد القانون الإنساني الدولي  المنصوص عليه و ذلك أثناء الحروب و المنازعات المسلحة و المتعلق منها بالطفولة, وأن تضمن احترام هذه القواعد.  
و سؤالي هو, الى متى تُسن القوانين و الدساتير و الاتفاقات الدولية و تبقى حبراً على ورق؟ 
أيها الأباء و الأمهات و يا مجتمعات التمدن و الديمقراطية لا تنزعوا عن هؤلاء البراعم  طفولتهم بتزويجهم و هم غي عمر الورود, لا تجبروهم على الزواج من خلال ترغيبهم و ترهيبهم, لا تجعلونهم سلعة تُباع و تشترى. و توقفوا عن استغلالهم في  الجنس والإباحية, لا تجندوهم و تعلموهم قرع طبول الحرب و فنونه,  وذلك لخدمة مصالحكم و أهدافكم الغير مشروعة. 
 
دعوا الأطفال للفطرة و سوف ترونهم يكبرون و يتحولون الى ورود و أزهار تفوح بعطرها على الجميع دون استثناء أو تفرقة, دعوهم يصبحون دعاة سلام لا دعاة حرب. دعوهم يتعايشون مع الآخر و يتقبلونه كإنسان, دعوهم أحراراً  ليبقوا كما هم ,طاهرين و أبرياء, لا تحمِلوا وِزرهم من خلال تلقينكم أفكاراً بائدة عفا عليها الزمان و مضى, لا تحًملوا قلوبهم الطرية الناعمة أثقال الحقد و الشر و الضغينة القاتلة,  علموهم التواضع لكي يكبروا. لأن الذي يتضع يكبر و الذي يكبر يتضع.  توقفوا عن قتل براءتهم, أزرعوا فيهم المحبة لأن الله محبة,  و إلا سوف تعلقون في أعناقكم حجر رحى و تغرقون في لجة البحر, و سوف ينطبق عليكم قول رب المجد الذي قال :  
" ومن أعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر."
 
دعوهم يعيشون طفولتهم البريئة ليكونوا هم الذين دعاهم الرب لأحضانه و باركهم:
"وقدموا اليه أولادا لكي يلمسهم.واما التلاميذ فانتهروا الذين قدموهم.  فلما رأى يسوع ذلك اغتاظ وقال لهم دعوا الأولاد يأتون اليّ ولا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت الله. الحق اقول لكم من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله فاحتضنهم ووضع يديه عليهم وباركهم."
لا تقتلوا براءة الأطفال أيها الأولياء الأفاضل, و كونوا أنتم أيضاً مباركين لا ملعونين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :