الأقباط متحدون - دقلديانوس - أوباما – هيلاري
  • ٠٤:٢٤
  • الأحد , ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦
English version

دقلديانوس - أوباما – هيلاري

أوليفر

مساحة رأي

٥٠: ٠٧ م +02:00 EET

الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦

دقلديانوس - أوباما – هيلاري
دقلديانوس - أوباما – هيلاري

كتبها Oliver
دقلديانوس أشهر من إضطهد المسيحيين منذ عام 284  بل أسس فكر الإضطهاد في الشرق الأوسط. في أوائل حكمه أظهر تعاطفاً كاذباً معهم.ثم كشف عن  وجهه القبيح بعد عامين حين عين مكسميانوس أمبراطوراً للشرق.الذي بدأ أبشع عصور الإضطهاد.أوباما أيضاً جاء إلي القاهرة في أول سنة لحكمه.و قال كلمتين عن الأقباط إحتسبهما الناس تعاطفاً ثم بعد قليل أظهر وجهه القبيح بمحاولته تعيين رؤساء مهمتهم الوحيدة تخريب الدول و القضاء علي الأقليات و أعظمها المسيحيين في الشرق الأوسط. كانت هيلاري لأوباما مثل مكسميان لدقلديانوس.إذ وضعت علي عاتقها تنفيذ خطة تفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين و تحقيق حلم الإرهابيين بإنشاء دولة الخلافة الموحدة .هيلارى التي أطلقت لقب الربيع العربي علي ما هو ليس ربيعاً علي الإطلاق .و لكي لا ننسي شهداءنا نكتب هذا المقال حتى نضع أوباما و هيلاري في مكانهما الطبيعي بجوار دقلديانوس و مكسميانوس و جميع الأباطرة القتلة في عصور الإستشهاد المختلفة. لم يكن الربيع العربي سوى ربيعاً للإرهاب و الإرهابيين وحدهم .كان ربيع يرتدي النقاب و تفوح من فمه رائحة  دولارات البترول مع مزيج من الكراهية لكل ما هو مسيحي. لم يكن إلا ربيعاَ ملطخاَ بدم المسيحيين أينما صاروا .
العالم  يعرف أن المسيحية بدأت من هنا.جذورها متأصلة في الشرق.العقيدة فيه واضحة متجذرة من ميلاد السيد المسيح إلي صعوده و الإيمان المسيحي صنع في الشرق.و أول من دعيوا مسيحيون كانوا  هنا في أنطاكية سوريا.لم يكن المدعو ربيعاَ عربياَ سوي عصر خروج للمسيحيين من أوطانهم.  إنشغلت الأنظمة بالدفاع عن كراسيها و إنشغل الإرهابيون بسفك دم المسيحيين و إنشغل أوباما و هيلاري بجمع الحصاد من دم المسيحيين ليرضي سادته في بلاد الحجاز.


- فى سوريا كشفت السياسة الأمريكية وجهها القبيح بأن دعمت الإرهابيين بالملايين مالاَ و عتاداً و تعامت عن مقتل الآلاف من المسيحيين و لم يهتز لأوباما جفن هو و شركاه الراغبين في إبادة المسيحية من مهد المسيحية.و منذ 2011 لقي ما يزيد عن سبعين ألف مسيحي مصرعه ليس فقط بيد الشبيحة و الإجراميين بل أيضاَ بيد أوباما و هيلاري الذين قبضوا من قطر و السعودية و مولوا و دعموا و خططوا لأولئك القتلة و تغاضوا عن دماء شهداءنا.و رأينا حمص ذات الأغلبية المسيحية فارغة من كل مسيحييها ال160.000 مسيحي لم يبق منهم سوي ألف مسيحي فقط. و وصل عدد الفارين من سوريا قرابة 2 مليون سوري معظمهم مسيحيون بعضهم مات غرقاً أثناء الهرب أو مات غدراً من قطاع الطرق و الناهبين من داعش.لقد كان خروجاً مأساوياَ تاريخياَ. ضع هذه المقارنة مع عصر دقلديانوس الذى تجد فيه  800.000شهيد إنتقلوا من هذا العالم في عصره.
- فى العراق كان الهدف من إنشاء الخلافة الإرهابية في العراق هو إبادة جميع الأقليات لكي تخلو الساحة لهم فيطبقون شرع السيف و شريعة الدم و قانون الغاب. و غاب المنطق عن إدارة أوباما لأنه كيف يمكن لإسلام منقسم أن ينشئ خلافة موحدة؟ لذلك عانت جميع الأقليات و منها المسيحيين الكثير . في الموصل كانوا يكتبون حرف(ن) على الأبواب و يقصدون أن هذا البيت نصراني؟ لكي تستهدفه قوات داعش و لا غرابة  أن إستهداف المسيحيين في العراق بدأ مع دخول أمريكا للعراق.من يومها و الحوادث المتفرقة تتوالي ضد طلبة و أفراد و محلات مملوكة للمسيحيين و المترجمون المسيحيين فى القوات الأمريكية.

ثم إحتجاز رهائن و قتلهم في كنيسة سيدة النجاة 2010. ثم خطف مسيحيين و طلب فدية.ثم تصاعد الخراب  في الموصل و سهل نينوى إلي أن تم تدمير جميع ممتلكات المسيحيين و كنائسهم ومزاراتهم و أديرتهم في إقليم كردستان و من  ثم حدث الخروج الكبير لأكثر من مليون مسيحي  سرياني و آشوري و كلداني و أيضاَ من الإيزيدين . في الربيع الكاذب  تناقص عدد مسيحيي العراق من مليون و نصف إلي أقل من نصف مليون يتناقصون يوميا حتي اليوم في العراق. و لا زالت فكرة إقامة إقليم مستقل للمسيحيين في سهل نينوي تحت حماية دولية فكرة تلمع و تخبو وفقاً للظروف المتقلبة.هكذا بسياسة أمريكية فاسدة خسر العراق إرثاَ حضارياَ و منشئاَ ثقافياَ يثرى تاريخه و هو مسيحيو العراق.


- في مصر كما حدث في عصر دقلديانوس كان هناك واليا منافقاً أسمه إريانوس أغلق إنصنا علي المسيحيين و صار يستمتع بتعذيبهم و إذلالهم و هو ما حصل في المنيا من محافظى المنيا و بني سويف  المتتابعين منذ عصر مرسي حتي وقت قريب.و كما إستبعد دقلديانوس المسيحيين من أية مناصب عامة – حسبما أورد يوسابيوس القيصري و ترتليانوس- هكذا حصل في قنا بإستبعاد محافظ قنا المسيحي و إستبعاد الوزراء المسيحيين بل و مديري المدارس و أحياناً المعلمين.و يذكر نفس المؤرخين قائلين عن عصر دقلديانوس  (أن الدهماء و الغوغاء إضطهدوا الكنيسة أشد إضطهاد) ضع هذه العبارة قدام أحداث حرق الكنائس في إمبابة و الصف و المنيا والعياط و أسوان ثم قتل الأقباط في أحداث متفرقة ثم الإجهاز علي 83 كنيسة مرة واحدة.

ثم إسأل نفسك عن الدهماء و الغوغاء من يكونون و من سمح لهم بذلك في عهد دقلديانوس أو في عهد أوباما هيلاري.و ستستطيع أن تفهم لماذا منع أوباما جيش مصر من تحطيم داعش التي قتلت واحد و عشرون شهيدا مسيحيا ثم 30 شهيداً أثيوبياً مسيحياً في ليبيا .و الغريب  أنه كان لدقديانوس صديق إسمه جاليريوس أصدر منشورا بحرق الكنائس و الكتب المسيحية و إعتبار المسيحيين خارجين عن القانون (قارن ذلك بأحكام إزدراء الدين الإسلامي). ضع الأزهر مكان إسم جاليريوس.


بقي أن نتذكر أن دقلديانوس و مكسميانوس تركا الحكم معاً في يوم واحد  سنة 205 م تماماً كما سيترك أوباما و هيلاري الحكم في يوم واحد غير مأسوف عليهما.


دقلديانوس و السيطرة علي المنظمات الدولية
كانت المنظمات آنذاك هي رؤساء الطوائف.سيطر دقلديانوس علي اليهود.و عقد صفقة معهم.لهم دينهم مقابل التنكيل بالمسيحيين مع وعود بالدفاع عن القتلة وعلى هذا إتفق الطرفان.كما إتفق أوباما هيلاري مع الإخوان.و من ينكر ذلك ينظر للنتائج و الأحداث.و يفسر لنا لماذا بانكي مون كان يقلق ألف مرة كل يوم إذا تم توجيه اللوم للإخوان و لم يقلق و لو لمرة لحرق المسيحيين و كنائسهم و تفجيرها .من ينتظر العدل من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة عليه أن يسأل نفسه أولاً كيف تم تعيين السعودية عضواً في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة؟ في عهد أوباما.بل حسب تقارير هيومان رايت ووتش و منظمة العفو أفادت أن السعودية أجبرت الأمم المتحدة علي إزالة إسم السعودية من قائمة العار التي تضم الدول التي تقتل المدنيين و الأطفال كما حدث في اليمن .وبينما دعت المنظمتان إلي إيقاف بيع الأسلحة للسعودية فى أوائل 2016 كانت الإستجابة من أوباما  أنه عقد أكبر صفقة بيع اسلحة في التاريخ بقيمة 60 مليار دولار في نفس العام بالإضافة إلي تنفيذ صفقة سبق التعاقد مع الحكومة الكندية عليها بقيمة 15 مليار دولار.فالمنظمات كلها تأتمر بأمر دقلديانوس فلا تنتظر منها عدلاً.
 

إلي الحق نصلى
الإله الحق ربنا يسوع.فيك وحدك الحق و من ينالك يأخذ الحق كله.زمن الأشرار هو  زمن القتل و النهب و التخريب لأن الفساد قد طغى  و الشر أعمى أبصارهم.أما نحن فنعيش زمن الحب وسط الدم.زمن النعمة وسط الفساد.زمن الرحمة وسط القسوة.زمن العجائب وسط المحن.زمن الإعلانات وسط الأتون.زمن الحق وسط المظالم.نحن نعيش زمنك الذي لا ينقطع تاركين للعالم زمنه و طرقه و فساده.لذلك لم تنحن نفوسنا تحت السيف و لو سقطت رؤوسنا مضرجة في دماءها.لم يلتوى إيماننا بشخصك و لو إمتلأت الأرض بطرق العالم الفانى.أنت حمايتنا و أبديتنا و حقنا الوحيد نأخذه محبتك و نعمتك فيرفعنا من تاريخ فاسد إلي حياة أبدية.و من تضييق كامل إلي حضنك اللانهائي.


وقتها نعرف كيف نسبحك في الأتون و نمجدك في جب الأسود فالأرض بجملتها صارت أتون و بعض الناس فيها صاروا يلتهمون كالأسود لكنك هنا حصن لنا و هناك حضن لنا.لك المجد.