سقوط مكاريوس فى فخ عقيدة الإخوان
مقالات مختارة | محمد الدسوقى رشدى
الأحد ٢٠ نوفمبر ٢٠١٦
بعض القضايا العادلة، تفسدها تدخلات الهوى والمصلحة والمزايدة، وبعضها يفسد بسبب خطوة ساذجة، وكثير منها يفسد بسبب سوء النوايا.
القانون هو الحل، لا الجلسة العرفية ولا تدخل الأزهر ولا تدخل الكنيسة، مع القانون تنصلح الأحوال ويحصل كل ذى حق على حقه، وتدفن الفتنة قبل أن تطل برأسها، وتقضى على التمييز قبل أن ينفجر فى وجه المجتمع، لذا كانت سقطة الأنبا مكاريوس كبيرة، حينما قام بزيارة أسرة الضحية مجدى مكين، ولم يغلف زيارته بشكل إنسانى بل تعمد أن تبدو وكأنها زيارة رسمية لوفد من الكنيسة، حينما أصدر بيانا نسبه إلى الكنيسة المصرية، وتحدث فى تفاصيل القضية دون أن يخبرنا بأى صفة تتدخل الكنيسة فى قضية تحمل حتى هذه اللحظة شبهة القتل والتعذيب.
«مكين» مواطن مصرى له حقوقه القانونية، وليس فى حاجة لتدخل الكنيسة، كما أن أحمد مواطن مصرى، إن تعرض لخلاف أو تعذيب من ضابط شرطة لا يحتاج إلى تدخل الأزهر، رجال الدين الباحثون عن دور سياسى أو اجتماعى هم الأخطر على فكرة المواطن وعلى دولة القانون لأنهم يصنعون عن قصد أو دون قصد بابًا خلفيًا تتسرب منه فكرة التمييز والفتنة.
الأنبا مكاريوس، كان على رأس قائمة طويلة من رجال الدين الأقباط والمسلمين الذين رفضوا خلط السلفيين والإخوان للسياسة بالدين، وهاهو يسقط فى فخ أول اختبار، ويتحرك فى قضية منظورة أمام المحاكم، وكأنه يزايد على الدولة أو يخبر الرأى العام بأن قضية مكين معطلة لأنه مواطن مسيحى، وفى ذلك تغذية لروح الفتنة بشكل غير منتظر من رجل حكيم مثل الأنبا مكاريوس، كان عليه أن يدرك أن تحمل القضية أى صبغة دينية يعنى إيقاظًا لفتنة فى وطن سر قوته وحدته الوطنية ونسيجه الواحد.
موقف مكاريوس، اتخذ بعد المزايدة والرغبة فى تسخين الأجواء واكتساب بعض من الشهرة والبطولة، خاصة بعد أن أصدرت الكنيسة المصرية بيانًا تؤكد فيه أن ماتردد ببعض وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة للبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن بعض الأحداث الجارية غير صحيح، وأن الكنيسة ترى أن تفعيل القانون هو السبيل الأفضل فى مواجهة القضايا ومعالجة المشكلات.
نفى واضح من الكنيسة، وتبرأ أوضح من البيان الذى نشره مكاريوس، بعد زيارة أسرة مجدى مكين، ونسبه إلى الكنيسة المصرية، ليزيد الموقف تعقيدًا بين رؤية تقول إن نفى الكنيسة تراجع بعد إدراك الخطأ الذى وقعت فيه بخلط ماهو دينى بما هو سياسى وقانونى، ورؤية أخرى تقول بأن ماحدث مزايدة غير مدروسة من الأنبا مكاريوس لم يدرس تبعاتها بشكل جيد وغلبه هواه فى تلك الخطوة الشخصية التى أعطت بعدًا غير محمود لقضية مواطن مصرى تعرض للظلم.
نقلا عن اليوم السابع