الأقباط متحدون - مأساة: البقرة الضاحكة!
  • ٠٦:١٣
  • السبت , ١٩ نوفمبر ٢٠١٦
English version

مأساة: "البقرة الضاحكة"!

عادل عطية

مساحة رأي

١٤: ٠١ م +02:00 EET

السبت ١٩ نوفمبر ٢٠١٦

البقرة الضاحكة
البقرة الضاحكة

بقلم: عـادل عطيـة
   غابت براءة الطفولة، خلف جدار السنين، ولم يعد يستهويني ذلك الاعلان الراقص عن نوع من أنواع الجبن المطبوخ، وضحكة البقرة الصافية، التي كنت أظنها سعيدة سعادة كل معطاء كريم!

   فقد أُختطف غطاء العلبة الدائري، المطبوع عليه رأس بقرة ضاحكة، وأصبح وسيلة في يد: "شرّ البلية ما يُضحك"، حيث "رقّصنا" الطير المذبوح، و "ضحّكنا" البقرة الحلوب، بعد أن أخذنا منها لبن وليدها الصغير!

   وأصبح الضحك الباكي، أو البكاء الضاحك، بالناس، ومن الناس، وعلى الناس، واجب قومي!

   آخر ضحايا "البقرة الضاحكة"، ماحدث للسمّاك، سائق عربة الكارو، الذي اقتيد إلى قسم شرطة، يحمل اسماً ذو مغزى، وهناك، عذّبوه بوحشية مفرطة حتى الموت!

   وبكل وقاحة الكاذب المضل، يعلن الضابط، أن الضحية، أمسك متلبساً بكمية من الأقراص المخدرة ـ وكأن هذا التلبس مبرراً لتعذيب وقتل المتهم، الذي ليس متهماً حتى تثبت إدانته ـ!

   الباكي المضحك هنا، أنه بحسبة بسيطة، فان ما تم ضبطه من مواد مخدرة، كما ذكرها الضابط، يقدر ثمنها بأكثر من سبعين ألفاً من الجنيهات العائمة.. وهذا لا يتناسب مع فقر الضحية!

   البكاء المضحك لم ينته بعد، فقد طلّت علينا صحيفة ـ قيل انها محسوبة على جهة سيادية ـ، ناشرة صورة مزوّرة من الحالة الجنائية للمغدور، ظهر فيها ـ قبل تدارك الخطأ بعد ذلك ـ: أنه مسلم الديانة، مع أن اسمه يوضح بكل وضوح، ديانته المسيحيه!

   فهل المسيحي، أصبح مسلماً؛ لأنه أسلم الروح.. أم لأنه أسلم بعد موته.. أم لنستسلم نحن للضحك، ولو كان ضحكاً باكياً؟!..

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع