الأقباط متحدون - سرنجة الدكتورة منى مينا!
  • ٠٩:٢٢
  • الجمعة , ١٨ نوفمبر ٢٠١٦
English version

سرنجة الدكتورة منى مينا!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٠٨: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ١٨ نوفمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

فى فضيحة «السرنجات المستعملة»، تنصحنا الدكتورة منى مينا، وكيلة نقابة الأطباء، بأن استمعوا للحديث أولاً!

نصاً تقول: «وصلتنى رسالة على موبايلى من أحد شباب الأطباء، يستغيث من تعليمات شفوية من إدارة المستشفى باستخدام نصف المستلزمات، المريض الذى يستخدم جهازى تعليق محاليل خلال 24 ساعة يستخدم جهازاً واحداً، المريض المحتاج سرنجتين، غطى السرنجة واستخدمها مرة ثانية. والكلام هنا واضح أنه يعنى أن الاستخدام مرتين لنفس المريض وليس من مريض لآخر، ولكنه مرفوض بالطبع حتى لنفس المريض وذلك لمخالفته قواعد مكافحة العدوى».

تقطع دكتورة منى: «الموضوع إذن واضح، وصلت لى استغاثة من طبيب شاب، ونقلتها كاستغاثة وليس كحقيقة معممة، بالعكس رفضت تعميمها مادامت لا تتوافر لى معلومات دقيقة. والحقيقة أننى أشعر أن هناك محاولة خبيثة لاصطناع مشكلة عن طريق تحوير الكلام، ومقصودة للإلهاء عن توفير الدواء والمستلزمات والمحاليل وفلاتر الغسيل الكلوى بأسعار فى متناول ملايين المرضى فى مصر».

رمتنى بدائها وانسلت، الضجة المفتعلة لم تنشأ من فراغ بل بفعل تصريحات سيادتك الفضائية، ولتنصتى جيداً لصداها المحزن فى الصحافة العربية والأجنبية، لتعرفى من هو صاحب المحاولة الخبيثة لاصطناع أزمة للإلهاء، قبل تصريحاتك الكارثية المبنية على استغاثة من طبيب شاب لم تتحققى منها، هل كانت ثمة أزمة سرنجات أو ظلال أزمة؟!

التملص، الذى تمارسه وكيلة نقابة الأطباء فى بيانها، لا يليق بمن يتصدى للعمل العام، وخليق بها الاعتذار، وبدلاً من بيان التنصل، وتحوير الكلام، أفضل منه الاعتراف بالخطيئة، عندما تذيع الدكتورة منى من موقعها النقابى تصريحاً، ويتحول إلى كارثة طبية محققة عليها أن تخرج ببيان اعتذار واضح قاطع أن ما ذهبت إليه من إعادة استخدام السرنجات فى المستشفيات عار تماما عن الصحة، وأنها وقعت ضحية استغاثة وهمية، لا يسندها ظل من حقيقة، وأنها تسرعت، وتسببت فى ضربة موجعة للقطاع الطبى إقليمياً ودولياً.

تقول «تلقيت استغاثة». مَن صاحب الاستغاثة يا دكتورة؟ طبيب شاب؟ مَن أصدر التعليمات الشفوية؟.. لا تتوافر لى معلومات دقيقة، إذن علام استندت وكيلة النقابة فى تصديق ونقل هذه الاستغاثة، ولماذا مررتها علانية إذا كانت لا تملك معلومات يقينية بصدورها أو تعميمها، وأى مصلحة طبية أو وطنية فى إذاعة الاستغاثة فضائياً؟!

أليست الوكيلة طبيبة وتعمل، أليس أعضاء مجلس النقابة أطباء عاملين؟ أليس النقيب طبيباً يشار إليه بالبنان، هل تلقى أحدهم فى مستشفياتهم مثل هذه التعليمات الشفوية؟!

ألم تسأل الدكتورة منى نفسها شخصياً عن مدى صحة هذه الاستغاثة وسلامة مصدرها؟ ولماذا تصدت شخصياً لتمرير هذه الاستغاثة دون العودة إلى مدير المستشفى الصادرة منه هذه الاستغاثة؟ لماذا لم تحولها إلى مجلس النقابة ليتحقق منها ومن مصدرها ويفصل فيها، ويتخذ ما يراه مناسباً تجاه الاستغاثة صحيحة أو كاذبة؟

الدكتورة «منى» ليست ضحية تحوير أو تدوير لحديث السرنجة، وليست هناك محاولة من مجهول كما تلمح للإلهاء عن نواقص القطاع الطبى، هى صاحبة الضجة المفتعلة، والاستغاثة الوحيدة الغامضة مصدرها طبيب شاب تعرفه الدكتورة منى فقط!

لكن هيهات أن تعترف أو تعتذر، وعليه فإن موقف نقابة الأطباء لابد أن يكون من الوضوح والقطعية والدلالة أن هذا تصريح عار تماما عن الصحة، ولم يصل إلى علم النقابة ما يفيد بصدور هذه التعليمات الشفوية، وأن الوكيلة تحدثت بلسانها ودون تثبت وتحقق من وزارة الصحة، وأن النقابة ليست مسؤولة عن هذا التصريح وبراء من تبعاته الخطيرة. أعتقد هناك لجنة لآداب المهنة بالنقابة العامة للأطباء!!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع