الأقباط متحدون | الخطاب الديني المسيحي..ورسائل السلام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٢٩ | الثلاثاء ١١ يناير ٢٠١١ | ٣ طوبة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الخطاب الديني المسيحي..ورسائل السلام

الثلاثاء ١١ يناير ٢٠١١ - ٣٦: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس لوقا راضي
نستكمل معا سلسلة صناعة السلام، وفى هذا المقال سنستعرض معًا الخطاب القبطي بعد أحداث"الإسكندرية"، التي أدمت قلوب الأقباط بعد استشهاد حوالي 24 قبطي وإصابة 79، ونرجو أن يتعافى المصابين .
وسنأخذ أمثلة لصناعة السلام من الخطاب القبطي من خلال رسالة قداسة البابا"شنودة"الثالث مقال لصاحب النيافة الأنبا"موسى"أسقف الشباب رسالة عيد الميلاد 2011، لنيافة الأنبا" توماس"أسقف"القوصية"و"مير".

 أولاً رسالة قداسة البابا"شنودة":
أبنائي الأحباء في المهجر، إكليروسًا وشعباً سلام لكم ونعمة، وتهنئة بعيد ميلاد ربنا له المجد. كونوا جميعاً بخير، يرعاكم الله ويحفظكم، ويسمعنا عنكم كل خبر طيب، ولتكن لكم تأملاتكم في الميلاد الجديد.
 وأحداثه. ومن جهتنا، أحب أنكم لا تقلقون علينا - نحن بخير.. إن الأحداث الأليمة التي مرت بنا، أوجدت تعاطفاً علينا من كل ناحية، ونشاطاً وتدقيقاً أكثر في حماية الكنائس، والاهتمام بأمنها. كما أن الضيقة بطبيعتها تقرب النفس إلى الله. ونحن نؤمن أن الله هو الحافظ والمعين، و\"أنه إن لم يحرس الرب البيت، فباطلاً سهر الحارس\". كما نؤمن بوعد الرب للكنيسة، إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، لذلك فالكل في سلام. كونوا جميعكم في هدوء مطمئنين إلى عمل الرب، فرحين جمعياً بهذا العيد، لأن ميلاد ربنا يسوع المسيح، وأقصد تجسده، كان نقطة البناء في كل الخيرات التي تمتعت بها البشرية حتى توجها الفداء، كما كان التجسد دليلاً على محبة الله لنا، وعلى التصالح الذي تم بين السماء والأرض.
. افرحوا بالرب يا أبنائي، وأقول أيضاً افرحوا، وكل أحداث تمر بكم، قولوا \"كله بخير\". أخيراً لكم محبتي جميعاً وكونوا محاطين من الروح القدس.

 ثانيًا مقالة نيافة الأنبا"موسى":
لا شك أن الحادث الإرهابي الأخير أدمي قلوبنا جميعًا‏-‏ بحسب تعبير السيد الرئيس‏-‏ فقد راح ضحيته أكثر من‏20‏ مسيحيًا‏,‏ وحوالي‏79‏ مصابًا‏,‏ أغلبيتهم مسيحيون وبعضهم مسلمون‏...‏ فالإرهاب أعمي فعلا‏ً,‏ لا يرعي دينًا‏,‏ ولا وطنًا‏,‏ ولا إنسانية‏.‏ لكني أود أن أنبه شبابنا المصري كله‏,‏ وبخاصة الشباب المسيحي‏,‏ أن الإرهاب عمل محدود‏,‏ يطال كنيسة أو مجموعة معينة في مكان ما‏...‏ وينتقل بعدها إلي أماكن أخري محددة‏,‏ أما الفتنة فهي نار آكلة‏,‏ إذا سرت في جسد الوطن‏,‏ أكلت الجميع‏.‏ لهذا أهيب بشبابنا الطيب‏,‏ ألا تأخذه الانفعالات‏,‏ ولا أحاسيس الغضب‏,‏ ولا أن يلجأ إلي العنف اللفظي أو البدني أو المادي‏,‏ بل أن يضبط انفعالاته بحسب نصوص الكتاب المقدس‏:‏ مالك روحه‏(‏ أي ضابط نفسه‏)‏ خير ممن يأخذ مدينة‏(‏ أمثال سليمان الحكيم‏16:32).‏ لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله‏(‏ يعقوب‏1:2).‏ لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير‏(‏رومية‏21,12).‏ أعرف أن غالبية شبابنا المصري علي وعي بضرورة وأد أي محاولة للفتنة الطائفية‏,‏ ولذلك فهو لا يشارك في أي أعمال احتجاج غير سلمية‏,‏ ولكن القلة القليلة التي تنجرف وراء هذا الاتجاه الخاطئ‏,‏ تحتاج أن تعي ما تفعل‏,‏ فالفتنة حين تطل برأسها‏,‏ ستسعي كالنار في الهشيم‏,‏ لا قدر الله‏.‏ وإن كان البعض يرفض دائما نظرية المؤامرة‏,‏ إلا أن هناك مؤامرة حقيقية‏,‏ معروفة ومدروسة‏,‏ تحاول بها الصهيونية تفتيت الدول المجاورة‏,‏ وذلك بأن تستغل مناخ الاحتقان أو الاختلاف بين أبناء البلد الواحد‏,‏ لتعمق من الشروخ وتصل إلي الفرقة‏,‏ لتتسيد هي في المنطقة‏,‏ حين يكون الكل مشغولا بجراحه وآلامه‏.‏

 انظر إلي"لبنان‏",‏ و"فلسطين‏",‏ و"العراق‏",‏ و"اليمن" كمجرد أمثلة‏.‏ لهذا أرجو من شبابنا المصري كله‏,‏ والمسيحي بالذات‏,‏ أن يعي هذه المخططات‏,‏ ويعبر بالحب إلي كافة أخوته في الوطن‏,‏ مسلمين ومسيحيين‏,‏ ليفوت الفرصة علي الهدف الحقيقي من الضربات الإرهابية‏.‏
وليحفظ الرب مصرنا العزيزة من كل ما يراد بها‏,‏ ويحفظنا جميعًا في يده الأمينة‏,‏ فهو الذي بارك مصر منذ العهد القديم‏:‏ مبارك شعبي مصر‏.

 ثالثا رسالة عيد الميلاد لنيافة الأنبا"توماس":
 يأتي علينا هذا العام الميلادي الجديد بمأساة إنسانية اهتزت لها القلوب والمشاعر، من هول الصدمة وتناثرت الأفكار والمشاعر في داخل الناس مابين حزن وألم وغضب
يأتي إلينا هذا العام في ألم وصراخ كما يولد الطفل بآلام وصراخ ودماء. إن الميلاد يأتي إلينا هذا العام بإلحاح قوى للدخول إلى العمق... للتغيير إلى عمق الصورة الإلهية التي أراد الله أن نكون عليها ... لهذا ولد المسيح لكي يعطينا المثال الإلهي للصورة الإنسانية ... فكلما تقترب إلى صورة المسيح فيك تقترب من كمال الإنسانية التي خلقت فيها . لقد خلق الله الإنسان على صورته وأراد له أن يكون على مثاله على الأرض. وجاء المسيح لكي يعطينا هذا المثال لكي نستطيع أن ندركه بحواسنا الإنسانية، لندرك ما هو وراء الإدراك الإنساني لكي ننمو إلى الأبدية ... لقد ولد لنا, لكي يحملنا فيه على السماويات لكي وإذ نحن فيه وهو فينا نحمل فينا سمات الرب يسوع كل يوم، ومن هذه السمات التي يجب أن ندركها فينا... أولاً: صورة القصد الإلهي فينا: نحن نعلم أن \"كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده , لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة أبنه ليكون هو بكراً بين أخوة كثيرين\" (رو 8: 29) إن القصد الإلهي في حياتنا هو أن نكون مشابهين صورة المسيح لهذا تكون كثير من الأحداث التي تمر على حياة الإنسان سواء كانت قريبة جداً منه أو بعيدة، إنما هي تعمل معاً في تناسق وترتيب الهي، لنصل إلى القصد الإلهي, وان استجابتنا وتفاعلنا من هذا القصد الإلهي يجعل إرادتنا أكثر قبولاً للأشياء التي تحدث في حياتنا، لتحقيق القصد الإلهي فينا... وهو خلاص البشر.

 ثانيًا:- صورة الأم هذا الزمان الحاضر: \"لأنه أن كنا نتألم معه .. لكي نتمجد معه أيضا\" إن ألام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا، لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان أبناء الله. لأننا نعلم أن الخليقة تئن وتتمخض معاً إلى الآن، وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا نئن متوقعين التبني فداء أجسادنا (رو 8: 18 – 24)

إن القصد الإلهي من الآلام هو إحداث التغيير في الناس ... قد لا يحدث تتغير في البشر في الأوقات الطبيعية، ولكن الصدمات التي يتعرض لها الناس إنما تترك أثراً في نفوسهم ... إما أن يكون سلبياً فيلجأ الناس إلى الشر إما ايجابياً فيلجأ الناس إلى الخير والإنسان العاقل يلجأ دائمًا لعمل الخير .... لقد حمل المسيح الصليب وسفك دمه كي يعطى حياة إلى العالم , هكذا نحن أيضًا نحمل فينا سمات الرب يسوع
. إن الصدمات إنما تجعلنا ندخل إلى عمق العلاقة مع الله لإحداث التغيير الداخلي، وتجعلنا ندخل إلى عمق العلاقة مع الآخر لإحداث التغيير الإنساني.
إن الصدمات تجعل الناس أكثر قبولاً وتعطفًا بعضهم نحو بعض فيتقارب الناس في الأزمات.
إن الصدمات العنيفة مثل سفك الدماء تٌحدث تغييراً أوسع انتشاراً, فسفك دم المسيح كان له الأثر الأكبر في حياة الناس, ويظل على مر العصور سفك الدم يحدث تغييرًا قويًا في الناس، فيجعل الناس أكثر إقبالاً على التوبة والرجوع إلى الله وأكثر قبولاً لكلمة الله .
إن القصد الإلهي يعمل فينا للتغيير فندخل في الآلام واثقين انه يحملنا معه لكي يتمجد فينا, فيكون الآلام هي ولادة جديدة إلى حرية مجد أولاد الله

ثالثًا: صورة حياة المسيح فينا:
إن تعليم المسيح لم يكن فقط بالكلمات إنما كان أيضًا بالعمل بالروح والحق... لقد علّم المسيح مبادئ سامية لابد لنا جميعًا أن نثبتها فينا ننمو بها وفيها. لقد غيّر المسيح مفاهيم العالم عن كثير من العلاقات الإنسانية مثل: 1. صورة محبة الأعداء: \"أحبوا أعدائكم , باركوا لاعنيكم, صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات\" (مت 5: 45)
إن محبة الأعداء قد تبدو صعبة وغير ممكنة ولكن أدخل إلى عمق هذه الوصية تجد حياة. لأن إعلان الغفران هو أول خطوات الشفاء... إعلان الغفران للمسيئين إليك هو ليس إسقاط للحق إنما هو شفاء للنفس. إن الغفران هو ليس علاقة بينك وبين الآخر إنما هي علاقة بينك وبين الله, الذي يغفر خطايا العالم كله. وإذ غفر لك أنت فهو أيضًا يغفر للآخر.

أيها الأحباء ... \"لا تجازوا أحدًا عن شراً بشر معتنين بأمور حسنه قدام الناس، إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس... لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء بل أعطوا مكانًا للغضب لأنه مكتوب لي النقمة إنا أجازى يقول الرب... فإن جاع عدوك فأطعمه وإن عطش فأسقيه لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه... لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير (رو 12: 17 -21) أن تثبيت محبة الأعداء والغفران للمسيئين هي أساس قوى للحياة المسيحية ...
أعطى مكاناً للعدل الإلهي فهو يجازي كل واحد بحسب أعماله.

 تحديد نوع الصراع...
 قد يخطئ الناس في الأزمات حينما يوجهون أنظارهم باللوم بعضهم إلى بعض, ولكن اسمع بولس الرسول يقول \"إن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية في الهواء\"(اف 6: 12) إنها أجناد الشر الروحية في الهواء... أنهم الشياطين إبليس وجنوده اللذين يضلون الناس.
فإذًا أيها الأحباء إن البشر جميعًا كل من له دم ولحم مثلنا هو في دائرة المحبة وليس في دائرة الصراع ... إننا لا نصارع الناس بل نحبهم نسعى من اجل سلامهم وخلاصهم وخيرهم. لهذا كانت وصية محبة الأعداء محبة كل الناس في روح الوصية المسيحية.
والغفران هو الخطوة الأولى للسلام الداخلي والشفاء. ولكن لابد أن يكون هناك رد الحقوق وإنصاف المظلومين.

صورة السلام: \"سلاماً اترك لكم, سلامي أعطيكم.. ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا, لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب\" (يو 14: 27) إن صورة السلام الذي يعطيه المسيح ليس سلامًا بمفهوم العالم, أي عدم المشاكل والهدوء... إن سلام المسيح الذي يفوق كل عقل يملئ الكل في أصعب المشاكل والأزمات. هو يملأك بالسلام. فلنتقدم جميعًا في هذا اليوم حاملين سمات ربنا يسوع المسيح إلى العالم. رسالة المحبة, رسالة الغفران, رسالة السلام, رسالة عمل الخير لكل الناس... نقدم الصلاح لكل الناس دون تمييز, نقدم أيضًا قلبًا منفتحًا للمجتمع الذي نعيش فيه.
نصلى من أجل أرواح الشهداء الذين انطلقوا إلى السماء...نصلي من أجل الجرحى... نصلى من اجل المتألمين والمنكوبين في الإسكندرية وفى كل مكان فى العالم...نصلى من أجل حماية بلادنا ومجتمعاتنا من كل شر...نصلى من أجل السلام والعدل والخير والصلاح للجميع الأنبا"توماس"من خلال متابعتنا للرسائل الثلاثة نلاحظ أن الخط العام هو روح السلام والغفران مع المطالبة بالعدل، نصلى أن الرب يفتقدنا بسلامه له كل المجد .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :