عصام نسيم
14 نوفمبر 1971جلس العظيم في البطاركة قداسة البابا شنودة على كرسي مارمرقس لتجلس على كرسي مارمرقس الاكليركية مرة اخرى بعد غياب قرون طويلة ليجلس العلم والمعرفة والاتضاع والخدمة على كرسي مارمرقس .
ليجلس بطريرك يعيد لنا عصر الاباء ليتتلمذ على يديه اجيال واجيال ويعيد إلي الكنيسة مجدها الاول ويعيد لها النهضة في التعليم في العصر الحديث لينشئ كليات اللاهوت والمعاهد اللاهوتية في كل مكان ليقوم بنفسه بالتدريس في كليات ومعاهد اللاهوت ليتصدى للمبتدعين والمنحرفين عن التعليم الأرثوذكسي المستقيم .
ليجعل علم اللاهوت يفهمه البسطاء والمتعلمين لينزل إلي مستوى الكل يتكلم بلغة يفهمها الكل بعيد عن بلاغة الالفاظ وفلسفة الكلمات.
ليعظ بصوته الحنون الذي يريح كل من يسمعه مئات العظات الروحية و اللاهوتية و العقائدية و التأملية
ليجول يصنع خيرا كمعلمه ويعمل اجتماع لاخوة الرب يحضره بنفسه ويخدم فيه بنفسه يجلس اجتماع اسبوعيا لا يغب عنه ابدا .
ليظل راهبا حتى وهو بطريركا وبابا لكرسي الاسكندرية العظيم ويذهب إلي الدير يومان اسبوعيا يخلوا ويتأمل ويمتلئ بحلاوة الحياة الديرية وينهم منها ليهب الشعب من عذوبة الكلمات وحلاوة المقالات ودسم الكتب والكتيبات .
ليحب الجميع ويكسب الجميع ويتمسك بالعقيدة والايمان لا يفرط فيه ولا يجامل احد على حساب الحق ليحقق المعادة الصعبة يكسب احترام الكل وتقدير الجميع دون تفريط او تهاون في الايمان او العقيدة .
ليقف اسدا زائرا ضد كل منحرف عن الايمان يدافع عن الكنيسة وعن ايمانها بكل قوته وطاقته وأيضا يشعر بالالام رعيته ومشاكلهم يتعايش معهم يبكي لاجلهم ويصلي من اجل ان يتدخل الله .
ليصير ابا ومعلما ابا حنون محب للجميع ومعلما استحق ان يلقب بذهبي القلم والفم واللسان .
ليرجع لمكانة كنيسة الاسكندرية قيمتها ومكانتها بين كنائس العالم ويكسب احترام الرؤساء والملوك حتى من اختلف معه .
ليجلس على كرسي مارمرقس لاكثر من اربعين عاما حتى صارت اجيال واجيال لا تعرف ابا غير البابا شنودة واصبح لقب البابا فقط المقصود به البابا شنودة .
ليصير عظيما في خدمته وفي رهبنته وفي اسقفيته وفي بطريركيته وحتى في موته تصير جنازته جنازة تاريخية لم تتحدث من قبل حضرها الملايين ليبادلوه الحب الذي قدمه على مدار حياته كاملة .
وهكذا كان قداسة البابا شنودة شخصية فريدة لا مثيل لها شخصية إعادة لنا عصر الاباء مرة أخرى شخصية رأينا فيها المهابة والتواضع والحب والقوة والشجاعة والبساطة .
نحن جيل محظوظ فعلا اننا عاصرنا هذا العملاق وعايشنا هذا المحبوب وتعلمنا من هذا المعلم .
سيسجل التاريخ يوما لنا اننا كنا نعيش في عصر ظهر فيه قديس عظيم ومعلم قدير واب حنون هو
البابا شنودة الثالث .