الأقباط متحدون - الهَذَيانُ السياسى.. قردوجان نموذجاً!
  • ١٣:١٥
  • الأحد , ١٣ نوفمبر ٢٠١٦
English version

الهَذَيانُ السياسى.. قردوجان نموذجاً!

مقالات مختارة | حمدي رزق

٤٧: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠١٦

حمدي رزق
حمدي رزق

الهَذَيانُ عَرَضٌ مُرَكَّبٌ يُصاب فيه المريضُ بالتَّخليط، وتبدو عليه تغيُّراتٌ واضحة فى السُّلوكِ والحالة العقلية، تحس أنه ملموس أو ملبوس أو مخبول، وتتضمَّن علاماتُ الهَذَيان مشكلاتٍ فى الانتباه والوعى والتفكير والذَّاكِرة والانفعالات، منفلت عادة يميل إلى التحطيم.


وقد يعانى المريضُ المُصاب بالهَذَيان من التحوصل، يظهر متقوقعاً، يعيش جوه سجن نفسه، ويصرخ من تلقاء نفسه، ومنها البقاء عالقاً عندَ فكرة معيَّنة بدلاً من الاستجابة للحديث أو الأسئلة، ويعانى من سهولة تشتُّت الانتباه بفعل أشياء لا أهمّيةَ لها.

ومن علامات الهَذَيان الشائعة أيضاً شدَّةُ الغضب أو القلق أو الخوف أو الاكتئاب والهَلوَسة أو رؤية أشياء غير موجودة، وسُرعة الانزعاج والغَضَب أو الميل إلى العِراك، يعانى حكة مستمرة فوق أرنبة أنفه.

ويُنصح طِبياً إذا ظهرت علاماتُ الهَذَيان على شخص، عاجلاً يستشار طبيب، فقد لا يكون المريضُ قادراً على التماس المَعونة الطِّبية بنفسه، قد يمنعه حائل سياسى كونه رئيساً، وموعوداً بالبيعة، ويحلم بالخلافة العثمانية!.

حالة الهذيان التى أصيب بها الرئيس التركى تحتاج إلى طبيب نفسانى، قردوجان مريض بالهذيان السياسى، قردوجان يهذى، يهلوس، يرى أشياء غير موجودة، منها أن السيسى يدعم عدوه اللدود عبدالله كولن!!.

والهذيان السياسى نَوعٌ فريد ونادرٌ من الهذيان، ويصيب عادة الإخوان والتابعين وتوكل كرمان، مرض والعياذ بالله خطيرٌ، وأعراضُه مُزعجةٌ، والشفاءُ مِنه يستحيل، يظل المريض بالهذيان السياسى عالقاً عندَ فكرة معيَّنة، متعلقاً بها كلعبة طفل يسيل لعابه على صدره، ويطارد خياله على الأرض، إذا ظل على هذه الحالة يتخبل، فيبدو مخبولاً!

هكذا ظهر قردوجان على شاشة «الجزيرة» عشية فوز ترامب على مرضعة إبليس هيلارى كلينتون، ترك الحدث الكبير الذى يهدد بقاءه، وعلق فى شبح السيسى، وكأن السيسى هو من فاز على الحيزبون الأمريكية، لا يرى قردوجان أمامه غير السيسى، مِرَكِّز مع السيسى، قردوجان حالته صعبة قوى، مريض بالسيسى!.

الهذيان السياسى يظل حالة مرضية خطيرة، ومن علامات الهَذَيان السياسى تراجعُ القدرة على فَهم وإدراك الأوضاع والبيئة المحيطة بالمريض، مال السيسى بعبدالله كولن، الهذيان يهيئ لقردوجان السيسى قادماً إلى اسطنبول يطيح به من سدة الحكم، فيصحو من نومه مذعوراً، يعانى من قلة النوم وجفاف الحلق وانعدام الثقة بالمحيطين، ونهاراً يعانى مشكلاتٍ فى الانتباه والوعى والتفكير والذَّاكِرة والانفعالات، كل ما يتذكر السيسى يتعصّب، يكاد ينهار، وإنت اللى قتلت باباىَ!!

يعانى المريضُ المُصاب بالهَذَيان السياسى من صعوبة المحافظة على التركيز ضمن موضوع ما، فى كل مقابلة يظهر فيها قردوجان يأتى على ذكر السيسى سريعاً، وإذا أردت أن تستثيره اذكر السيسى فى مواجهته، ساعتها سترى عجباً، سُرعة الانزعاج والغَضَب والميل إلى العِراك.

أخطر ما يعانى منه المريض بالهذيان السياسى هو التجاهل، وإذا كان التجاهل تاماً جن جنونه، والقاهرة تتجاهله تماماً، وتكتفى عادة باحتقاره برد مختصر من السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم الخارجية، حجمه كده، كتير عليه رد من وزير الخارجية، مع استمرار تجاهل الرئيس هذا يثير جنونه، السيسى جنن قردوجان بالتجاهل.

معلوم التجاهل صدقة جارية على فقراء الأدب، والسيسى يتصدق بالتجاهل على قرد تركيا البذىء، قردوجان هيتجنن من تجاهل السيسى، ولسان حال السيسى علاج الجاهل بالتجاهل، وعَوِّد نفسك على التجاهل، فليس ما يقال يستحق الرد. تجاهل السيسى لقردوجان يلخصه قول جبران خليل جبران: «أنا لا أجيد ثقافة الإساءة.. لكن بالمقابل أتقن مبدأ التجاهل.. وبشدة»!!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع