الأقباط متحدون - ◙|شاهد| «عم حبشي» يتلقى أصعب اتصال: «الحاج محمود مات جهّز المدفن»
  • ٠٥:٣٣
  • الأحد , ١٣ نوفمبر ٢٠١٦
English version

◙|شاهد| «عم حبشي» يتلقى أصعب اتصال: «الحاج محمود مات جهّز المدفن»

أخبار مصرية | المصرى اليوم لايت

١٤: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠١٦

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ما إن تطأ قدماك شارع المعاون بمنطقة الورديان غرب الإسكندرية، وتنظر في وجوه الناس إلا وتقرأ في ملامحهم أن حدثًا جللًا قد وقع أو أن خطبًا ما أصابهم، وزاد من كآبة المكان أن اليوم يوم الأحد، ومعظم المحال قد أُغلقت أبوابها، حتى الطقس قرر أن يساهم في هذا المشهد الجنائزي الحزين، وانزوت الشمس خلف غيمة السحب ولم يتسلل منها إلا بعض الأشعة التي ظهرت على استحياء، فلا هي تبعث دفء الحياة ولا تلمم نفسها فتعلم أنك في فصل الشتاء.

هكذا بدا المشهد بالشارع الذي شهد مولد الفنان «الساحر» محمود عبدالعزيز، بكاء بعض الجيران وصمت البعض الآخر، معظم أهالي المنطقة لا يعرفونه شخصيًّا إلا من خلال أفلامه التي شعروا في معظمها أنه ابن حتتهم بصحيح «إسكندراني مجدع».

وفي أول الشارع يقف منزل الأسرة كعجوز أنهكته الحياة فلا يستطيع الصمود ولا يجد من يتكئ عليه.. جدرانه تبكي رحيل ساكنيه ودرجات سلمه تشكو قلة زائريها.

وبالطابق الأول باب منزل أسرة «الساحر» موصد بقفل كبير وكأنه يهتف (ممنوع الدخول فقد رحل أهل البيت ورحل صانع البهجة).. باب لن يطرقه إبراهيم الأبيض، أو الشيخ حسني، أو منصور أبوهيبة، أو محفوظ زلطة، أو فضل الغول، أو رأفت الهجان، أو حتى ليفي كوهين.. كلها شخصيات جمعها الساحر في جرابه وغادر بها إلى مثواه الأخير.

وعلى النقيض تمامًا وعلى بُعد أمتار قليلة من حى الورديان ومنزل «الساحر» بالإسكندرية، كانت الحياة تدب وعمال يتحركون في نشاط لتجهيز قبر عائلة «عبدالعزيز» لاستقبال جثمان «الساحر» ليتوقف قطار الشهرة بآخر محطاته.. وأبى الساحر أن يُدفن بعيدًا عن والده ووالدته.

«الحاج محمود مات.. جهز المدفن»، هذا نص الاتصال الذي تلقاه عم حبشى «التربى» بمقابر «أم كبيبة» بمنطقة المكس ليبدأ في تنفيذ آخر وصايا «ابن حتته».

لافتة صغيرة مدون عليها «محمود محمد عبدالعزيز 11 جماد أول سنة 1369 وعبدالعزيز محمود محمد 22 شعبان سنة 1404».. كان هذا ما كتب على لوحة صغيرة، قبل أن يشرع في حفر القبر وتجهيزه انتظارا لوصول جثمان الساحر. ليرقد في القبر الذي دفن به والده وعمه وبالقرب من قبر ترقد فيه والدته وشقيقته ليجتمع شمل الاسرة في عالم اكثر رحابة بعيدا عن ضجيج الحياة ومعاناتها.

 
 
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.