الأقباط متحدون - هل أخطأت ميركل في رهانها على هيلاري؟
  • ١٣:١٧
  • الأحد , ١٣ نوفمبر ٢٠١٦
English version

هل أخطأت ميركل في رهانها على هيلاري؟

مقالات مختارة | روسيا اليوم

٥٧: ٠١ م +02:00 EET

الأحد ١٣ نوفمبر ٢٠١٦

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل

 رأت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن طبيعة العلاقة مع الولايات المتحدة وروسيا سوف تصبح العامل الحاسم في تحديد مسار الانتخابات المقبلة في ألمانيا

 
جاء في المقال:
 
العامل الحاسم لعام الانتخابات في ألمانيا، سوف تصبح علاقة المانيا مع الولايات المتحدة ومع روسيا.
 
حتى الآن، لم تخف حدة الانعكاس السلبي تجاه نتائج الانتخابات الرئاسية الامريكية في الاوساط السياسية والاعلامية، و حتى في المجتمع الالماني. وتعبر الكثير من التقييمات عن خيبة الامل والمرارة والارتباك. لقد تبين أن وضع الرهان على فوز هيلاري بالرئاسة الامريكيةـ رهان خاطئ. والنهج السياسي الذي سلكته أنغيلا ميركل القائم على الربط المطلق باستمرارية النهج السياسي الامريكي تلقى الضربة الثالثة بعد أزمة المهاجرين و"البريكسيت". 
 
رئيسة الحكومة الالمانية أرسلت تهنئة مقتضبة لم تتجاوز الدقيقتين للرئيس الجديد في الولايات المتحدة، وبعدها في وقت متأخر أرسل له التهنئة عدد من كبار أعضاء مجلس الوزراء الألماني. وبعيدا عن الانغماس في المشاعر، عبرت ميركل عن استعدادها للتعاون معه. ومن الناحية السياسية المحلية، يبدو ذلك كله، كأنه توصية للبحث عن مداخل مع الادارة الامريكية المستقبلية، مع الاخذ بعين الاعتبار الصعوبات التي أصبح لا مفر منها في جدول الاعمال عبر الاطلسي. 
 
 من المحتمل انهم في برلين باتوا يفهمون أن وعد باراك اوباما للمستشارة الالمانية بتعزيز الشراكة في مشروع التجارة و الاستثمار عبر الاطلسي، آن الاوان لدفنه. ولكن المسألة الاكثر حدة في خيبة السياسة الالمانية هو التفكير، كيف ستبدو سياسة الرئيس الامريكي الجديد تجاه الناتو، الاتحاد الاوروبي، روسيا و سوريا. وهنا فقد  الساسة الالمان البصيرة وسط كثافة الضباب. هذا وهم(الالمان) على عتبة أبواب عام 2017 حيث من المقرر اجراء انتخابات الرئاسة(المستشارية) في شهر فبراير ـ شباط ، وفي شهر سبتمبر ـ أيلول انتخابات البرلمان (البوندستاغ).
 
و حول ذلك ظهرت في وسائل الاعلام مقالات مثيرة للاهتمام. وأحد هذه المقالات كتبته صحيفة "ويلت" التي تعبر عن رأي أقصى اليمين في حزب ميركل. كاتب المقالة ـ توماس كروئيل يعتبر أن ألمانيا يجب ان تمر باختبارات صعبة، وأنها ستلجأ إلى مراجعة حساباتها من جديد، ويخرج الكاتب بنتيجة مفادها ان " العامل الحاسم في عام الانتخابات لكل الاحزاب الالمانية سوف تصبح السياسة الخارجية".
 
 ويشير المقال الى ان جزء من الاوساط السياسية الالمانية قلقون جدا حول كيفية الحفاظ على اللهجة المعادية لروسيا في اطار الحملة الانتخابية القادمة. ويعلن كروئيل الان أن  "الانتصار غير المتوقع لترامب يعتبر انتصارا لبوتين" الذي ستنفتح أمامه الامكانية للتأثير على على سير الانتخابات في المانيا وفرنسا. صحيفة "ويلت" تسرح أكثر و تقول في كلا الحالتين "بوتين سيكون واثقا ان البيت الابيض لن يعمل على تعطيله فيما إذا حاول ممارسة التأثير على الوضع الداخلي في برلين و باريس"، وذكرت الصحيفة ان ميركل حذرت علنا حول هذا الموضوع. 
 
المحلل الالماني يؤكد انه "بفضل واشنطن سيحصل بوتين على المزيد من الحرية في ممارسة التأثير على المشهد السياسي الالماني، على الرغم من أن موسكو تستخدمه بطبيعة الحال". ولكن هذا ليس كل شيء، إذ ان الخطورة تكمن في أنه "في عام 2016 توحد ترامب، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، اليسار و جزء من الخضر، توحدوا حول ضرورة الحاجة لسياسة جديدة في العلاقة مع روسيا".
 
قادة الحزب الاشتراكي ـ الديمقراطي الالماني، ومعهم في الموقف الاتحاد الاجتماعي ـ المسيحي في بافاريا يصنفهم كروئيل كمؤيدين لترامب. و يعتبر أن وضع ميركل يتزايد صعوبة بسبب أن الكثيرين من أعضاء حزبها أيضا يرغبون بتغيير التوجهات السياسية مع روسيا. 
 
نورد مواصفات الاجوبة لممثلين عن مجلس الوزراء، على سؤال  مراسل اذاعة "DW"، حول "كيف تنظر برلين إلى احتمال التقارب بين بوتين و ترامب؟ وتبين أن في الحكومة الالمانية لم يكن أحد ضد العلاقة المثمرة والموثوقة بين الولايات المتحدة و روسيا، كما أكد ذلك ممثل وزارة الخارجية الالمانية مارتن شيفر. وماذا عن العقوبات (المفروضة على روسيا)؟ - ليس من شأننا مطالبة الامريكان اتخاذ سلوك محدد حول مسألة العقوبات والاصرار على بقائها، كما أجاب المتحدث الرسمي للمستشارة الألمانية امريكية ستيفين زابيرت، وأضاف - ولكن نحن من جانبنا لا توجد لدينا أسباب لوضع معتقداتنا و مبادئنا في السياسة الخارجية موضع الشك، وعلى تلك الاسس سوف نستمر في انتهاج موقفنا الخارجي تجاه روسيا، معتبرين انها سياسة صحيحة.
 
ويعتبر زايبرت أنها حالة "افتراضية جدا" الاعتقاد حقا ان ترامب سيبدأ الصداقة مع بوتين.   
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع